رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من أمام معبر رفح.. بنات مصر: «كل التعب هان بعد دخول المساعدات إلى غزة»

من أمام معبر رفح
من أمام معبر رفح

منذ إعلان «التحالف الوطنى للعمل الأهلى» عن تنظيم قافلة مساعدات لدعم الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، شارك عدد كبير من المتطوعات من مختلف المحافظات فى جمع التبرعات، وإيصالها إلى التحالف. 

ولم تكتف المرأة المصرية بالمشاركة فى جمع التبرعات وإيصالها إلى التحالف فقط، بل توجهن رفقة القافلة إلى معبر رفح، بعد أيام قليلة من عدوان الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر الجارى، وذلك من أجل المساهمة فى تجهيز الشاحنات حتى دخولها إلى القطاع المحاصر. 

وفى ظروف صعبة نتيجة عدم توافر مستلزمات الحياة الطبيعية بجوار المعبر، تقضى الفتيات والسيدات المصريات المشاركات فى القافلة حياتهن، مفترشات الأرض داخل الخيام، بعيدات ومنعزلات عن أسرهن طوال الوقت تقريبًا، نتيجة ضعف جميع شبكات الهاتف المحمول فى هذه المنطقة، فضلًا عما يعانينه بسبب بُعد مكان دورات المياه عن مكان المخيم. 

«الدستور» التقت ٤ فتيات فى مراحل عمرية ومن محافظات مختلفة، جمعهن هدف واحد هو مساندة أهالى قطاع غزة، وإدخال المساعدات الطبية والغذائية إليهم بأسرع وقت.

سارة كمال: مساعدتى فى تقديم المواد الإغاثية «أضعف الإيمان»

سارة كمال، تبلغ من العمر ٣٣ عامًا، من محافظة القاهرة، تعمل مديرة للمشروعات بـ«مؤسسة جمال الجارحى للتنمية المجتمعية»، وهى من المسئولين عن وصول مجموعة كبيرة من المتطوعين الشباب والشابات إلى معبر رفح، للانضمام إلى الاعتصام التضامنى الذى نظمه الشباب هناك، حتى دخول المساعدات إلى قطاع غزة. 

«سارة» بشهادة جميع من حولها شعلة من النشاط والحماس، وكانت تشارك فى تنظيم اصطفاف المتطوعين والمتطوعات أمام بوابة المعبر خلال مختلف الفعاليات التضامنية. ومنذ انطلاق قافلة شباب المتطوعين من القاهرة إلى معبر رفح، حرصت «سارة»، فى كل محطة توقف، على المرور على جميع الموجودين فى السيارات، للاطمئنان عليهم.

كانت تقول لهم بابتسامتها الهادئة: «الرحلة رغم صعوبتها ستأتى بثمارها، المساعدات ستدخل إلى قطاع غزة، ومجهودكم وحلمكم لن يذهب سدى»، مشددة على أن «القيادة السياسية، ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، تضع نصب عينيها القضية الفلسطينية، والحفاظ على كل حبة رمل من أرض سيناء الغالية».

وعقب دخول السيارات المحملة بالمساعدات الطبية عبر معبر رفح، قالت سارة كمال لـ«الدستور» إنها قدمت إلى المعبر لمساندة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، عبر الذهاب إلى أقرب نقطة لهم من الجانب المصرى، والمشاركة فى تقديم المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية لهم، معتبرة أن ذلك «أضعف الإيمان». 

وواصلت: «رغم تلقى تحذيرات كثيرة من إمكانية تعرضى لأى ضرر، فى ظل قرب معبر رفح من قطاع غزة واستمرار قصف الاحتلال، لم أخشَ شيئًا، فالفلسطينيون فى قطاع غزة يتعرضون لعدوان وحشى كل يوم، ولذلك لا أخاف أن يحدث لى شىء.. إحنا واحد وأنا زيى زيهم». 

وأكملت: «على الرغم من صعوبة الحياة بالقرب من قصف يومى متواصل، وداخل خيام، لكن كل التعب الذى شعرنا به فى الأيام الماضية هان، حينما شاهدت المساعدات تدخل قطاع غزة أمام عينى، لأشارك فى الفرح الذى نظمه المتطوعون حينما عادت الشاحنات فارغة، بعد إدخال المساعدات».

أمانى حنفى: قضيت 7 أيام هناك.. ومرور المساعدات أهم لحظة فى حياتى

قضت أمانى حنفى، ابنة شمال سيناء ومسئول مركز رفح بمؤسسة «حياة كريمة»، ٧ أيام كاملة أمام معبر رفح، ضمن قافلة التحالف الوطنى للعمل الأهلى، ظلت خلالها تعمل على المساهمة فى نقل المساعدات الطبية إلى داخل الشاحنات التى تقف أمام بوابة المعبر، انتظارًا لدخولها إلى قطاع غزة المحاصر.

وعن كواليس الحياة بجوار معبر رفح، قالت «أمانى»: «هناك صعوبة فى توفير مستلزمات الحياة اليومية، فنحن نعيش داخل خيام، وهناك درجة حرارة مرتفعة بالنهار وبرد شديد فى الليل، ونسير لمسافات طويلة من المخيم حتى مكان دورات المياه، ثم نعود إلى جوار سيارات الشاحنات على أمل يتجدد كل يوم بدخول الشاحنات إلى قطاع غزة لإنقاذ أهلها، وسط آمال لا تبدد بمرور الوقت، فى ظل ثقتنا فى تحركات القيادة السياسية المصرية، واستخدامها كل الوسائل الممكنة لنجدة أهلنا فى غزة، وإدخال المساعدات الطبية والإنسانية لأبناء القطاع».

وأضافت: «رغبت فى المشاركة بقافلة التحالف ووُجهت فى البداية برفض شديد من أسرتى، لكنى نجحت فى إقناعهم بضرورة أن أؤدى واجبى تجاه الشعب العربى الشقيق فى قطاع غزة، وهو ما استجابت له أسرتى بعد ضغط شديد، فحققت هدفى وشاركت فى القافلة». وأعربت «أمانى» عن فخرها الشديد بدخول شاحنات المساعدات الطبية من معبر رفح أمام عينيها، معتبرة أنها واحدة من أهم اللحظات فى عمرها. وأشادت بموقف القيادة السياسية المصرية، ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، المساند والداعم بقوة للقضية الفلسطينية، دون التفريط فى شبر من الأراضى المصرية.

منى محمود: لم أتمالك دموعى عندما رأيت الشاحنات تدخل إلى القطاع

لم يختلف سبب مشاركة منى محمود، عضو «التحالف الوطنى للعمل الأهلى»، فابنة شمال سيناء قررت المشاركة فى قافلة التحالف لمساندة الشعب الفلسطينى من أجل المساهمة فى إدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وأضافت: «لذلك بمجرد أن علمت بنية التحالف الوطنى للعمل الأهلى تجهيز قافلة مساعدات طبية وغذائية، لإدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، تطوعت عبر مجلس الشباب الوطنى، وهو أحد أعضاء التحالف، وأخبرت أسرتى بأننى لن أعود قبل المشاركة فى تحميل المساعدات للشاحنات، ودخول تلك الشاحنات أمام عينىّ إلى قطاع غزة عبر معبر رفح». وشددت على أن الدور المصرى فى مساندة القضية الفلسطينية، سواء من قبل القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، أو أبناء الشعب من مختلف المحافظات، مشرف ويدعو للفخر.

وتابعت: «الشعب المصرى يقف صفًا واحدًا خلف الرئيس السيسى، لمساندة حق الشعب الفلسطينى فى الحياة، والحفاظ على أرض فلسطين، وكذلك الحفاظ على أرض مصر، من خلال عدم السماح بحدوث مخطط التهجير». وحول مشاعرها حينما شاهدت المساعدات تدخل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، قالت: «لم أتمالك دموعى، وشعرت بمشاعر مختلطة، ما بين الفرح لدخول المساعدات، والأمل بأن تدخل باقى المساعدات».

ندى رئيف: فخورة بموقف مصر.. لا فارق بين أبنائها وبناتها فى وقت الشدة.. وكنت أفترش الأرض وأبيت فى خيمة للفتيات

«كنت أعلم منذ البداية أن الطريق ليس مفروشا بالورد، وأن الرحلة ستكون صعبة لكن الثمن الذى دفعته من طول المسافة أو مشقة السفر والإقامة هو ثمن بسيط، ولا يقارن بالنظر إلى ما يدفعه أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة المحاصر، والذين يضحون بأرواحهم كل يوم، رافضين مغادرة أرضهم وبيوتهم مهما كانت التضحيات».

بهذا وصفت ندى رئيف، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى، ضمن وفد «مؤسسة أبوهشيمة الخير»، والبالغة من العمر ٢٢ عامًا، رحلتها من القاهرة إلى معبر رفح، والتى استغرقت أكثر من ٨ ساعات، مؤكدة أنها شاركت فى قافلة التحالف لتقديم كل ما تستطيع من أجل مساندة أهل غزة، والمشاركة فى إدخال المستلزمات الطبية والإنسانية لهذا الشعب المحاصر.

وأوضحت «ندى» أنها عاشت طوال الأيام الماضية وهى تفترش الأرض وتبيت فى خيمة مخصصة للفتيات، مؤكدة فخرها بكل ما تفعله مصر من أجل القضية الفلسطينية ونصرة أهل غزة.

وأضافت: «مشاركتى فى الاعتصام أمام معبر رفح خلال الأيام الماضية لمرافقة المساعدات الطبية والإنسانية هى تأكيد أنه لا فارق بين شباب مصر وشاباتها، وأن الجميع فى وقت الشدة يقفون كتفًا بكتف، وهذا ليس غريبًا على المرأة المصرية».

وأضافت: «من أهم اللحظات التى عشتها وامتزجت فيها الدموع بالفرح هى لحظة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أمام أعيننا».

وأشارت إلى أنها ورغم صغر سنها أصرت على المشاركة فى قافلة الإغاثة، حتى فى ظل مخاوف أسرتها وحرصهم عليها.

متطوع: شعرنا بالقصف تحت أقدامنا

روى محمد شعبان، متطوع فى «مؤسسة أبوهشيمة الخير»، عضو «التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى»، تفاصيل مشاركته فى تحميل الشاحنات المحملة بالأدوية والمواد الإغاثية المقدمة للشعب الفلسطينى، والاعتصام أمام معبر رفح.

وقال «شعبان»: «رابطت عند معبر رفح لحين وصول المساعدات لأهلنا فى قطاع غزة، وهى تجربة مختلفة لا تتكرر فى العمر إلا نادرًا»، مؤكدًا أنه لم يشعر بالتردد فى أى لحظة، لأنه كان ينتظر فرصة المشاركة فى أى شىء يقدم المساعدة ويخفف من وطأة الألم على أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة. وتطرق إلى ظروف الحياة الصعبة بجانب معبر رفح، وعدم توافر مقومات الحياة هناك، مشيرًا إلى أنه لم تشغله كل تلك الظروف التى عاشها أمام المعبر، رغم أنهم كانوا على بعد أمتار من «مسرح الأحداث». وأوضح: «كنا نستمع طوال الوقت إلى أصوات القذائف التى تُصيب أهلنا فى قطاع غزة، لكننا لم نكن نشعر بأى خوف، ومنذ الساعات الأولى أصبحنا معتادين على أن الأرض تهتز تحت أقدامنا جراء القصف الوحشى، وكنا نرد على ذلك بالهتاف بصوت عالٍ: (إحنا أصحاب الأرض)».