رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سائقو شاحنات المساعدات: تطوعنا دون أجر.. وجهودنا محاولة لنجدة أشقائنا في غزة

أحد السائقين
أحد السائقين

- «محمد»: قضيت أيامًا بجوار الشاحنة لحين فتح المعبر.. «مينا»: رأيت آثار العدوان بمجرد عبورى القطاع

لو هناك ميزة واحدة لما يحدث الآن فى قطاع غزة من مأساة، فهى أن القضية الفلسطينية قد عادت من جديد تتنفس داخل صدر كل إنسان عربى وحر حول العالم، فما بالك بالمصريين الذين يؤمنون بأن قضية فلسطين- التى وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنها قضية القضايا- هى قضيتهم وأن شعبها هو شعبهم، وأن ما يفصل الشعبين عن بعضهما ليس أكثر من خط. هذه المشاعر وحدها هى التى جعلت المصريين يهبون لنجدة أشقائهم فى أرض غزة الصابرة، عن طريق توصيل المساعدات الأساسية التى تعينهم على علاج جرحاهم وعلى مواصلة الحياة، وهو ما أثمر عن مشهد عظيم رآه العالم، يتمثل فى طابور هائل من الشاحنات التى اصطفت متحفزة للدخول إلى أرض غزة، بمجرد إنهاء الإجراءات والتنسيق اللازم للعبور عبر منفذ رفح البرى.

ومن أمام المعبر، التقت «الدستور» عددًا من سائقى تلك الشاحنات الذين يؤدون هذا العمل، ليس بهدف كسب الرزق كما هو معتاد، بل انطلاقًا من مشاعر التضامن الكامل مع أهلنا فى غزة.

وقال «محمد»، سائق، إنه بمجرد إخباره بالمهمة، انطلق مسرعًا إلى مدينة العريش لتحميل المساعدات الطبية التى سيتم نقلها إلى غزة بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصرى.

وأضاف «محمد»، فى العقد الرابع من العمر، أنه يعمل بمدينة العريش وظل واقفًا طيلة أسبوع أمام معبر رفح، متمنيًا الدخول إلى غزة لإيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى القطاع.

وحكى أنه فور علمه بأنه سيتم السماح لعدد محدود من الشاحنات المحملة بالأدوية والمساعدات الطبية فقط بالدخول، طُلب منه التوجه إلى مدينة العريش لقيادة سيارة محملة بمساعدات طبية عاجلة لتضاف إلى حمولة شاحنات المساعدات الطبية، وأدى المهمة فى أسرع وقت.

وقال: «هذه السيارة كانت تحمل مساعدات طبية وأكفانًا، وهى محاولة منا لمساندة الإخوة الفلسطينيين فى قطاع غزة بأى طريقة ممكنة، فهم فى غاية الحاجة لكل المساعدات الطبية، وجميع المستلزمات الإنسانية والغذائية».

وتابع: «تلك المساعدات الهدف منها نجدة الأشقاء فى فلسطين، وإنقاذ الأرواح التى تتعرض للقصف اليومى من قبل قوات الاحتلال»، متابعًا: «أقيم بجوار الشاحنات منذ وصولها إلى معبر رفح، على أمل التمكن من إدخالها إلى القطاع، والقيادة السياسية المصرية لعبت دورًا مهمًا طيلة الفترة الماضية، كى تتمكن تلك المساعدات من الوصول إلى قطاع غزة».

والتقينا مينا محروس، ابن مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، فى منتصف العقد الثالث من عمره، جاء من محافظته إلى معبر رفح سائقًا متطوعًا للمساهمة فى قيادة شاحنات المساعدات وإدخالها إلى قطاع غزة.

وقال: «قُدت الشاحنة الثانية التى عبرت الحدود المصرية من معبر رفح إلى الجانب الفلسطينى من المعبر فى اليوم الأول من دخول المساعدات».

وتابع: «جئت منذ ٣ أيام وجلست بجوار الشاحنات وكنت أتمنى أن يكتبها الله لى وأكون أحد السائقين المكلفين بإدخال المساعدات لقطاع غزة، لمساعدة أبناء الشعب الفلسطينى الذين يعانون نقص الأدوية والماء والغذاء».

وتابع أن حلمه تحقق وكان سائق ثانى شاحنة تدخل بالمساعدات إلى غزة، قائلًا: «فى بداية عبورى من البوابة المصرية لمعبر رفح شعرت بالخوف والقلق، ورأيت الطريق غير ممهد من آثار القصف، لكن بمجرد وصولنا إلى البوابة الفلسطينية من المعبر ورؤية الفرحة والسعادة على وجوه الأشقاء من قطاع غزة وهم ينزلون المساعدات الطبية من الشاحنات، شعرت بفرحة وسعادة غامرة».

وتابع: «أقسمت أن أظل فى المعبر وأشارك فى إدخال باقى الشاحنات كلما سمحت لى الفرصة، وأشكر القيادة السياسية المصرية الحكيمة على دورها الكبير فى محاولة حل تلك الأزمة التى يمر بها قطاع غزة، وأتمنى مضاعفة المساعدات، فهم فى أمس الحاجة إليها».

كما التقينا «شريف»، سائق، فى العقد الثالث من عمره، وكان يبدو عليه الإرهاق والتعب الشديد، وقال: «الشاحنات المصرية دخلت نحو ٢ كيلو بعد معبر رفح من الجانب المصرى وحتى بوابة المعبر من الجانب الفلسطينى، والشاحنة التى قُدتها كانت تحمل مساعدات طبية».

وتابع: «المستلزمات الطبية تم تسليمها ووضعها فى برادات وشاحنات لدخول غزة، والمستلزمات الطبية دخلت على طول، وممشناش غير لما تأكدنا إن المساعدات والمستلزمات الطبية هتوصل غزة».

وقال إن جميع السائقين أمام المعبر لم يسعوا خلف المال ولا أى منفعة، بل دفعهم الحس الوطنى لمساندة أشقائهم فى قطاع غزة، مردفًا: «أشعر بسعادة كبيرة بعد إدخال المساعدات وتفريغها فى غزة».