رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ستؤثر أحداث غزة على أسعار الوقود.. وما علاقة مضيق هرمز؟

أرشيفية
أرشيفية

استمرار تصاعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة لا يعني استمرار نزيف الشهداء الفلسطينيين والأطفال الأبرياء فقط، بل يعني أيضًا حدوث العديد من الأزمات الاقتصادية، من بينها أزمات تتعلق بالوقود وأسعاره، وذلك كما أوضح العديد من الخبراء.

ولكن ما هو حجم هذه الأزمة؟ ومن هو المتضرر الأول منها؟ وهل ستكون مصر أحد المتضررين؟

مع بداية الهجوم على غزة، ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف نسبيًا، وارتفع سعر خام برنت الأوروبي بنحو 10 في المئة، وسعره الأمريكي بنحو 9 في المئة، وبلغت أسعاره نحو 90 دولارًا للبرميل.

الأزمة الأكبر للطاقة بعد الحرب الروسية الأوكرانية 

حسب العديد من الخبراء فإن الأزمة الحالية تعد أكبر تهديدًا سوق الطاقة العالمي، منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير من العام الماضي 2022 إذ يخشون من اتساع النزاع ليضم الدول القريبة المنتجة للنفط مثل إيران والسعودية، وخاصة في حال قامت إيران بإغلاق مضيق هرمز.

وكانت قد أعلنتا السعودية وروسيا في وقت سابق، عن تخفيضات طوعية في الإمدادات حتى نهاية عام 2023، بلغت قيمتها 1.3 مليون برميل يوميًا، ما دفع بأسعار النفط إلى أعلى مستوياتها خلال 10 أشهر في أواخر سبتمبر الماضي.

 

الغاز أزمته أسرع

أما الغاز فتبدو أن عواقب  الحرب بدت عليه أسرع، إذ أنه في منتصف أكتوبر الجاري ارتفع سعر الغاز عبر منصة تداول عقود الغاز الهولندية "تي تي إف"، وهي المؤشر الأوروبي للغاز الطبيعي، بمقدار الثلث مقارنة بما كان عليه قبل هجوم حماس.

 

إنتاج الغاز متوقف حاليًا في إسرائيل 

وكانت قد أعلنت الطاقة الإسرائيلية أعقاب الهجوم الذي شنه الاحتلال على الفلسطينيين تعليق الإنتاج مؤقتًا من حقل غاز "تمار" البحري، كما أوقفت شركة "شيفرون" الأمريكية الضخمة أنشطتها في الحقل بناء على تعليمات من السلطات الإسرائيلية.

جدير بالذكر أن هذا الحقل يمثل "حوالى 1.5 في المئة من إمدادات الغاز الطبيعي المُسال في العالم"، وفقا لإينيس، كما يزود السوق الداخلية بشكل أساسي، ثم مصر والأردن.

 

الدول الأوروبية وإسرائيل المتضرر الأول

ونتيجة لما سببته الحرب الروسية الأوكرانية منذ حدوثها في إرباك بسوق الغاز العالمي كان لوقف إنتاج الحقل الإسرائيلي حاليًا تأثيرًا كبيرًا جعل من أسواق الغاز أكثر هشاشة وتقلبًا، حتى لو تعلق الأمر بكميات ليست ضخمة.

إذ أنه وحسب بنك "غولدمان ساكس" فإنه في الفترة القادمة وما هو متوقع من قدوم لشتاء قارس، فإن استمرار هذه الحرب سيقلل من قدرة أوروبا على التعامل مع أي أحداث غير متوقعة مثل انقطاع الإمدادات من مناطق أخرى وخلافها من المتغيرات مما يزيد من احتمالات صعود أسعار الغاز.

 

خطر تدخل إيران وغلق مضيق هرمز

من جانبه قال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن الحرب في غزة "لا تجلب أخبارًا جيدة" لأسواق النفط المنهكة بالفعل، بسبب تخفيضات إنتاج النفط من المملكة العربية السعودية وروسيا وتوقع طلب أقوى من الصين.

كما قال محلل شؤون النفط، إدواردو كامبانيلا، أن "إسرائيل ليست منتجا للنفط، ولا توجد بنية تحتية دولية كبرى للنفط بالقرب من قطاع غزة"، وعلى الرغم من ذلك يبقى أحد المخاطر الرئيسية هو التدخل المباشر لإيران، الداعمة لحركة حماس والتي تعد عدوًا لدودًا لإسرائيل، في النزاع خاصة في حال قامت بإغلاق مضيق هرمز.

 

مصر في مأمن من ارتفاع أسعار الوقود  

من جانبه أوضح الخبير الاقتصادي أحمد أبو علي في حديثه "للدستور" أن التأثير الاقتصادي السلبي  للحرب بين إسرائيل وحماس بشكل عام يقع على الدول الداعمة لها بالمقام الأول موضحًا أن ذلك يرجع إلى إغلاق كبرى الشركات العالمية والعلامات داخل إسرائيل بسبب الأحداث الجارية.

أما عن أسعار النفط أوضح أبو علي أن إسرائيل ليست دولة منتجة للنفط بشكل قوي بل على العكس فهي تستورد كميات كبيرة منه، موضحًا أنه لذلك فالأزمة ستنعكس عليها هي لأنها بالإضافة إلى توقف إنتاجها يمكن أن تحاط من الخارج بالضغوط فيما يتعلق بتصديره لها أو تسهيل مروره مما يضعها في أزمة. 

وأكد الخبير الاقتصادي أن إسرائيل حاليًا تعيش أزمة اقتصادية وهو ما يظهر من خلال انخفاض سعر الشيكل الإسرائيلي، وانخفاض التصنيف الإئتماني لها، أما عن تأثير تلك الحرب على أسعار الوقود في مصر قال أبو علي أنه ليس هناك أي تأثير متوقع على أسعار النفط في مصر.

ومنطقة الشرق الأوسط تمثل ما يقرب من ثلث العرض العالمي من النفط، ويمر من مضيق هرمز الاستراتيجي نحو 20 في المئة من الإمدادات العالمية، أي ما يوازي 30 في المئة من إجمالي النفط الذي يتم نقله بحرا.