رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انعقاد المجمع الأنطاكي في دورته الاستثنائية لتغليب روح الحوار

الأرثوذكس
الأرثوذكس

 انعقد المجمع الأنطاكي المقدس برئاسة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر (يازجي) في دورته العادية الرابعة عشرة، ودورته الاستثنائية السابعة عشرة في البلمند، ما بين 16 و21 أكتوبر الجاري.

 وشارك بالحضو كل من: متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده، متروبوليت صيدا وصور وتوابعهما لطائفة الروم الأورثوذكس المطران الياس كفوري، متوبوليت ساو باولو وسائر البرازيل دمسكينوس منصور، أبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية للكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية المتروبوليت سابا اسبر، أبرشية جبيل والبترون وما يليهما للروم الأرثوذكس المطران سلوان موسى، أبرشية عكار وتوابعها المتروبوليت باسيليوس منصور، أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت أفرام كرياكوس، أبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية للروم الأرثوذكس المتروبوليت أغناطيوس الحوشي، أبرشية بغداد والكويت وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران غطاس هزيم، أبرشية الجزر البريطانية وإيرلندا متروبوليت سلوان أونر، أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما المتروبوليت أنطونيوس الصوري، أبرشية حماه وتوابعها البتربوليت نقولا بعلبكي.

استهل المجمع بمشاركة الآباء في المؤتمر الدولي الذي نظمته البطريركية في معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي والذي ابتدأ نهار الاثنين 16 تشرين الأول واختتم نهار الأربعاء 18 منه تحت عنوان "الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر: نحو فهم دقيق للتاريخ". ثمن الآباء الجهد العلمي المبذول في المؤتمر وأكدوا أن "ما جرى سنة 1724 من جرح يستدعي من الجميع استخلاص العبر، ويستدعي أيضا الترفع عن إلقاء التهم الباطلة، ويستدعي قراءة موضوعية للتاريخ ومراجعة متأنية وعميقة ومقبولة للسير نحو الوحدة المسيحية المرجوة في ضوء وثيقة البلمند للحوار الكاثوليكي الأرثوذكسي للعام 1993".

وبعد الصلاة واصلت  أعمال المجمع فعالياتها، فتناول الآباء أولا قضية مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم المختطفين منذ نيسان 2013 وتوجهوا إلى أبنائهم وبناتهم الأنطاكيين، لكي يحملوا المطرانين المخطوفين في صلواتهم، ويستمروا برفع الصوت من أجل قضيتهما، كما واستنكروا "الصمت الدولي المطبق الذي يغلف تلك القضية التي أكملت عقدا من الزمان". ودعوا إلى "فك لغز هذا الملف الذي يختصر شيئا مما يعانيه إنسان هذا الشرق من ويلات".

وبعد تقديم تقارير الأبرشيات، وقف آباء المجمع المقدس على "المشهد الدامي في شرقنا الحبيب، وما يسوده من جو الحقد القاتل"، متوجهين "إلى قلب كل إنسان في العالم"، ليذكروهم بما يدعو إليه سفر الأمثال: "يا ابني أعطني قلبك" (أمثال 23: 26). بهذا ناشدوا المسؤولين "وكل من هم في موقع القرار، ففي غمرة المآسي التي تحيط بنا من كل جانب، ورغم كل الإحباط واليأس، لا بد من التذكير أن الإنسان مكلف من الله أن يصير الأرض واحة سلام، لا أن يحولها جحيما. من هنا، وفي وقفة ملؤها الإيمان والاعتزاز والرجاء، أعلن آباء المجمع المقدس قداسة كاهنين شهيدين أنطاكيين من عائلة واحدة، هما الأب نقولا خشة، الذي استشهد في مرسين سنة 1917 وابنه بالجسد الأب حبيب خشة الذي استشهد في جبل الشيخ سنة 1948، العطري السيرة والحاضرين في ضمير مؤمني الكنيسة الأنطاكية. لقد عرف كل منهما كيف يحفظ قلبه من الحقد والكراهية، فآثر الاستشهاد حبا بالله وتضحية من أجل الآخر مكملا الجهاد الحسن وحافظا الإيمان القويم. وثبت آباء المجمع تذكارهما السنوي الجامع في 16 تموز تاريخ استشهاد الأب حبيب، داعين أبناءهم مؤمني كنيسة أنطاكية إلى تلمس نفحات القداسة في هذه الكنيسة الرسولية التي شهدت وتشهد لربها منذ ألفي عام، وإلى طلب شفاعة القديسين الشهيدين، وإلى تمثل الغيرة الرسولية التي تأقنمت فيهما بحق وبأبهى صورها".

كما قرر آباء المجمع المقدس إدراج القديس روفائيل (هواويني) أسقف بروكلين في الروزنامة الأنطاكية بناء على الطلب المقدم من أبرشية أميركا الشمالية الأنطاكية إلى المجمع المقدس.