رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحتفل بذكرى الطوباوي أرنولد ريش

الكنيسة القبطية الكاثوليكية
الكنيسة القبطية الكاثوليكية

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى الطوباوي أرنولد ريش، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني نشرة تعريفية قال خلالها إنه وُلِد جول نيكولا ريش في  2 سبتمبر 1838م في لاندروف، على بعد حوالي خمسة وأربعين كيلومترًا جنوب شرق ميتز في اللورين بفرنسا ، ونال سر العماد المقدس في نفس اليوم .وكان الابن الأكبر بين ثمانية إخوة. والديه هم كلاوديو ريش وآنا كلوسيت،كانت أسرة فقيرة مادياً لكن قوية الإيمان .

وفاة والدته

 أصيبت أمه بمرض خطير وتوفت بعد فترة . عندما كان طفلاً، كان على جول نيكولا، بالإضافة إلى الدراسة ،كان عليه أن يمد يد العون لوالده صانع الأحذية من خلال مساعدته في إعالة الأسرة، خاصة أنه بعد وفاة والدته، كان على والده كلاوديو أن يعتني بالأسرة الكبيرة والفقيرة بمفرده. ثم ذهب جول للعمل لدى عائلة جروبر، الذين قدّروه لالتزامه وأمانته وساعدوا عائلته المحتاجة بشكل متزايد عن طيب خاطر.نشأ الشاب جول ريش على إكرام كبير لمريم العذراء ، فكان يتلو المسبحة الوردية كل مساء في المنزل ، معتبراً مريم والدته وملكته. وجد وقتًا بين الدراسة والعمل لحضور القداس اليومي الصباحي في كنيسة الرعية، وخدمةالمذبح، والمثابرة على التعليم المسيحي،وصار هو نفسه معلمًا لرفاقه. 

في سن الحادية والعشرين، أنهى خدمته مع عائلة جروبر وبعد فترة من الخدمة كمزارع وايضا كسائق خيل. لأن البيئة لم تكن مثالية لإيمانه، ولا لدعوته الدينية الصادقة. قبل جول نيكولا ريتشي دعوة مقاول بناء، ومن عام 1859 إلى عام 1862، عمل كسائق عربة في الشركة التي كانت تبني كنيسة في شارلفيل في آردن. هنا عاش فترة من الارتباك والأزمات، متأثرًا بصديق فاجر وسكير، فاستطاع العودة إلى الطريق الصحيح واتبع حياة توبة قاسية تائبًا، في الوقت نفسه بدأ يتردد على كنيسة إخوة المدارس المسيحية، الذين عادوا إلى شارلفيل بعد الثورة الفرنسية.

 النظام الجدير بالتقدير، الذي أسسه القديس يوحنا دي لا سال، المكرس قبل كل شيء لتعليم الشباب بأساليب مبتكرة، بتنظيم دورات مسائية للعمال الشباب، التحق بها جول ريش؛ ذلك في شتاء 1861-1862 حضر دروسًا في اللغة الفرنسية والرياضيات والمحاسبة.

 تأثر بحياة إخوة المدارس المسيحية  وزرع فكرة تكريس نفسه لتعليم الشباب. في 13 نوفمبر 1862 دخل الابتداء وفي 23 ديسمبر ، ارتدي الثوب الرهباني متخذاً  اسم الأخ أرنولدو. فكان في عام الإبتداء مثالاً ساطعاً للحياة الروحية والقداسة ، مما أثار إعجاب رفاقه ورؤساءه ، في عام 1863م قدم نذوره الرهبانية. بعد ذلك مباشرة تم إرساله للتدريس في مدرسة الإخوة الداخلية في ريمس، فإن الأخ أرنولدو، المسئول عن الأطفال الصغار، استطاع أن يظهر الصبر والالتزام، فنال مودة الأولاد، كان يستعد في أوقات فراغه لامتحانات مختلفة للحصول على شهادة المعلم التي حصل عليها بمرتبة الشرف في 24 سبتمبر 1868 في باريس؛ بناءً على نصيحة رؤسائه، غيّر اتجاهه، وأصبح مدرسًا كفؤًا في علم الزراعة وعلم النبات وعلم الحيوان.  فهو يعرف كيف يكون دافئًا ومرحبًا بالجميع، فرحًا وودودًا مع الإخوة، يفهم الجميع أن أصل هذا الفرح وهذه الأخوة يكمن في صلاته الطويلة المستمرة مع الله، في الإصغاء المستمر للكتاب المقدس، في ممارسة التوبة الجسدية. وحصل على الصليب البرونزي من قبل الصليب الأحمر الدولي لعمله في مساعدة الجنود الفرنسيين والألمان خلال الحرب الفرنسية البروسية.

 بقي في ريمس لمدة 14 عامًا حتى عام 1877، حيث تم تعيينه معلماً ومرشداً روحياً للمبتدئين في ثيلوا، وهنا قام بتدريب الشباب على الحياة الرهبانية، بحزم وكرامة وفهم وتواضع، وفي الوقت نفسه عمّق ثقافته من خلال دراسة اللاهوت والتصوف. في عام 1881، عاد إلى ضواحي ريمس، ونقل دار الإبتداء إلى "بيت القلب الأقدس"، حيث رحب أيضًا بمجموعة من الإخوة المسنين (كبار السن). إن روحانية هذا الأخ المتواضع تتمحور بالكامل حول آلام يسوع المسيح وعلى الروح القدس الذي "يشدد قلوب الناس".

 في عام 1889 أصيب بسعال حاد ومستمر ،فتحمل الآلم الشديد بصبر ودون تذمر. في مارس 1890، تم إعفاءه من منصب معلم المبتدئين، وطُلب منه تولي مسؤوليات المدير العام لمنزل بيت القلب المقدس ، وهو المنصب الذي أصبح شاغرًا بسبب الوفاة المفاجئة لمديره السابق؛ على الرغم من حالته الصحية السيئة، فقد قبل طوعًا. توفي في 23 أكتوبر 1890 بعد إصابته بسكتة دماغية عن عمر يناهز 52 عامًا. يرقد جثمانه في المنزل الذي أصبح الآن "مركز الأخ أرنولد" في ريمس وحدثت شفاءات وآيات ومعجزات كثيرة عند قبره. فأصبح المرشد الرائع للشباب على دروب الصلاة والمحبة". لقد كان بلا أدنى شك "سفيرًا وخادمًا ليسوع المسيح". على مثال معلمه وشفيعه القديس يوحنا دي لا سال.  قام البابا القديس يوحنا بولس الثاني بتطويبه في 1 نوفمبر 1987م في روما.