رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء عرب لـ«الدستور»: الأمن القومى والسيادة المصرية خط أحمر

غزة
غزة

عبّر عدد من الخبراء السياسيين العرب، عن دعمهم لمصر وتأييدهم لمواقفها منذ بداية العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، مؤكدين أن الأمن القومي والسيادة المصرية خط أحمر.

فلسطين.. أسامة عامر: الدولة المصرية تدرك أبعاد وحقيقة المؤامرة الإسرائيلية

قال أسامة عامر، الباحث السياسى الفلسطينى، إن مصر رفضت، منذ بداية العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، أى إشارة أو تلميح أو ضغوط من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بشأن سيناريو ومخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، معتبرة إياه تهديدًا لأمنها القومى. وأضاف «عامر»: «كما أن صمود الشعب الفلسطينى فى غزة على أرضه، رغم كل المجازر وحرب الإبادة التى تشنها آلة العدوان الصهيونية، عزز من الموقف المصرى والعربى ككل، فهذا الصمود الأسطورى لغزة والشعب الفلسطينى فيها هو ما حمى وسيحمى القضية الفلسطينية».

ووصف الباحث والسياسى الفلسطينى ما جاء فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال المؤتمر الصحفى الذى جمعه بالمستشار الألمانى، أمس الأول الأربعاء، بأنه «الأهم منذ بداية الحرب فى غزة»، مشيرًا إلى أن «الرئيس السيسى والدولة المصرية يعيان ويدركان أبعاد المؤامرة الحقيقية، وأن الأمر ليس سلاح غزة كما تزعم إسرائيل».

وواصل: «موقف الرئيس السيسى فى خطابه الأخير كان مختلفًا وقويًا، والأهم سياسيًا فى هذا الخطاب، من وجهة نظرى، حديثه عن السماح لأهالى غزة بالتوجّه نحو بئر السبع وصحراء النقب».

وشرح: «هذا الحديث سيكون مزعجًا للعدو، لأنه يشدد على أنه إذا كان لا بد من خروج الفلسطينيين، يكون ذلك فى اتجاه أراضيهم المحتلة عام ١٩٤٨، وهذه خطوة على طريق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم المحتلة».

عبدالمهدى مطاوع: السيسى أفشل خطة تفريغ غزة من أبنائها

نبّه عبدالمهدى مطاوع، الباحث السياسى الفلسطينى، إلى أن الترحيل أو التهجير هو استراتيجية إسرائيلية متبعة منذ عام ١٩٤٨، والهدف منها تفريغ الأراضى الفلسطينية من شعبها، حتى يتسنى للكيان تحقيق أهدافه، وهو ما يرفضه الفلسطينيون مهما كان الثمن، ويعتبر موقفًا سياسيًا يحظى بدعم قيادى وشعبى.

ووصف «مطاوع» الموقف المصرى بشأن القضية الفلسطينية بـ«المهم جدًا» لأنه إحدى الركائز الضرورية لإفشال المخطط الذى تسعى لتنفيذه إسرائيل، وهو ما يتواءم مع كون القضية الفلسطينية قضية أمن قومى بالنسبة لمصر.

وأضاف الباحث الفلسطينى: «محاولة تصفية القضية الفلسطينية قد تتسبب فى أضرار كبيرة داخل شبه جزيرة سيناء، لذا يرفض الشعب المصرى بالكامل أى محاولة من إسرائيل لحل مشاكلها على حساب مصر، كما يرفض المساس بحقوق الفلسطينيين».

وواصل: «يبدو أن إسرائيل تحاول استغلال الوضع فى غزة إلى أقصى حد ممكن، والاستفادة منه لتحقيق أهدافها الكبيرة، لذا من الصعب توقع حلول أو هدنة فى المستقبل القريب، ومن المحتمل أن تستمر الأزمة الأخيرة فترة طويلة».

عماد عمر: على كل الزعماء والقادة العرب الاقتداء بالقاهرة 

أكد الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، أن رفض القاهرة ووقوفها أمام فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء يصب فى مصلحة القضية الفلسطينية، ويحافظ على بقائها حية فى أذهان ووجدان كل فلسطينى.

وقال «عمر»: «موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى يعبّر عن حرص ومسئولية كاملة من قِبل الشقيقة مصر تجاه الشعب الفلسطينى وقضيته، وعن إيمانها المطلق بأنه لا سلام ولا استقرار إلا بحل الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل على أساس حل الدولتين، وفق ما أقرته الشرعية الدولية».

وأضاف المحلل الفلسطينى: «نثق فى الرئيس السيسى والقيادة المصرية، وفى قدرة مصر على التأثير وتشكيل جدار حماية للشعب الفلسطينى، الذى يتعرض لمجازر إبادة جماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلى».

ودعا مصر للتمسك برفضها الدائم والمطلق لفكرة تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، حفاظًا على حالة البقاء والصمود، وتجنبًا لاندثار المشروع الوطنى الفلسطينى وانتهاء فكرة الحق الفلسطينى.

كما طالب كل الزعماء العرب وشعوب الأمة بالسير على خطى القاهرة، وتشكيل «جبهة عربية» قوية لحماية الشعب الفلسطينى، والوقوف سدًا منيعًا أمام أى مخططات تسعى لتصفية قضيته.

العراق.. محمد العواد: إصرار إسرائيل على الإبادة الجماعية يهدد استقرار المنطقة

أشار الإعلامى العراقى، محمد العواد، إلى أن موقف مصر والرئيس السيسى من الأزمة الحالية والحرب التى يشنها الكيان الصهيونى على المدنيين فى فلسطين المحتلة موقف مسئول ومهم، خصوصًا فيما يتعلق بمنع التهجير من غزة إلى صحراء سيناء فى مصر، منعًا لإنهاء القضية الفلسطينية، ولإبقائها على قيد الحياة. 

وأضاف: «التهجير فى حال حدث سيؤدى إلى انتقال الناس من الضفة الغربية إلى الأردن، ما ينهى القضية الفلسطينية بالكامل، بالتالى، فإن موقف مصر إيجابى ويحسب لها».

وأكد «العواد» أن مواصلة التصعيد قد تقود إلى توسع المواجهة بين الكيان الإسرائيلى وفصائل المقاومة فى دول الجوار وتهدد استقرار المنطقة، لذا فإن دعوة الرئيس السيسى ومصر إلى التهدئة مبادرة إيجابية، مناشدًا مصر تكثيف اتصالاتها مع الدول المعنية لوضع حد للعدوان الإسرائيلى.

وأشار إلى أن الحرب التى تجرى فى غزة هى حرب إبادة تستهدف الفلسطينيين، مطالبًا العراق بتبنى موقف واضح على المستويين الشعبى والحكومى تجاه القضية الفلسطينية، لدعم حق الشعب فى إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأوضح أن العراقيين يستنكرون الانتهاكات والإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين، وآخرها القصف الذى استهدف المستشفى الأهلى المعمدانى فى غزة، والقصف الممنهج ضد المدنيين، بالمخالفة للقوانين الدولية.

المغرب.. مونية أيت كبورة: من حق مصر الدفاع عن حدودها وأمنها

أشارت الدكتورة مونية أيت كبورة، باحثة دكتوراه بقسم الفلسفة جامعة كيبيك بمونتريال، باحثة بمركز اليونسكو لدراسة الأسس الفلسفية للعدالة والمجتمع الديمقراطى، إلى أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن منع تهجير أهل غزة إلى سيناء تمثل قرارًا وطنيًا للحفاظ عن حدود مصر. وأضافت «كبورة» أن الرئيس السيسى أوضح أن التهجير سيحوّل الصراع إلى سيناء، فانتقال الفلسطينيين إلى أرض الفيروز يعنى أن المقاومة ستطلق عملياتها من مصر، ومن ثم يحدث التدخل الإسرائيلى الذى يهدد بإشعال حرب، لافتة إلى أن التاريخ سيعيد نفسه عند نزوح الفلسطينيين إلى لبنان.

سوريا.. محمد كمال الجفا: السيسى أجهض حلم تشتيت الفلسطينيين

أكد محمد كمال الجفا، الباحث السياسى والخبير العسكرى الاستراتيجى، أن الرفض المصرى لتهجير الفلسطينيين يعبّر عن موقف ورأى كل عربى حر شريف متمسك بحقه فى البقاء على أرضه والدفاع عنها.

وثمّن الموقف المصرى الشجاع، حكومة وشعبًا، الذى لم يتأثر بالدعم الأمريكى والغربى المطلق وتأييد المشروع الإسرائيلى بترحيل أهالى غزة إلى سيناء.

وأكد «الجفا» أن الرئيس السيسى وضع الخطوط الحمراء، وأعلن عن موقف مصر الذى لا لبس فيه، والذى أحبط الحلم الصهيونى بتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها من خلال تهجير الفلسطينيين وتشتيتهم.

وأوضح أن الموقف المصرى شكّل رافعة قوية وسندًا لأهالى غزة فى ظل إجرام إسرائيلى لا يتورع عن ارتكاب الجرائم والإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء على مدار الساعة فى غزة، وهو عدوان جنونى لم نشهد له مثيلًا.

وتابع: «فى السابق شهدنا مواقف أمريكية داعمة لإسرائيل على طول الخط داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إضافة إلى مد الجسور الجوية لنقل الأسلحة والعتاد إلى الكيان الصهيونى لكن الدعم الأمريكى الأخير لم نشهد له مثيلًا فى السابق».

واستطرد: «أن تستنفر الإدارة الأمريكية وبكل مستوياتها وتنتقل بأعلى مستوياتها، ممثلة بالرئيس الأمريكى وأركان حكمه، إلى إسرائيل للتعبير عن التضامن مع تحريك حاملتى طائرات ترافقها عشرات القطع البحرية قرابة السواحل الفلسطينية- فإن هذا يعبّر عن موقف سياسى موغل فى الحقد والكراهية ضد حماس وباقى فصائل المقاومة التى تساندها وإصرار على إبادتها وسحقها».

وشدد «الجفا» على أن موقف الرئيس المصرى يمثل كل عربى أصيل مؤمن بحقه فى الدفاع عن قضيته، ومؤمن بأن ما يجرى فى غزة خاصة وفى فلسطين عامة يخالف كل الأعراف والمواثيق والشرائع الإنسانية. وأوضح أن الرفض المصرى لمشروع التهجير الصهيونى يمثل دعمًا كبيرًا للقضية الفلسطينية، ويبدد الأحلام الأمريكية الإسرائيلية بالتخلص من عبء القضية واللاجئين، ويجبر العدو الصهيونى على إيجاد صيغ وبدائل عقلانية وواقعية لحل القضية.

لبنان.. عبدالله نعمة: مصر مواقفها ثابتة.. وجيشها هو المدافع الأول عن المنطقة العربية

أوضح عبدالله نعمة، الباحث اللبنانى، أن مواقف مصر ثابتة بخصوص القضية الفلسطينية، خاصة موضوع غزة، والرئيس السيسى اتخذ موقفًا بطوليًا برفضه القاطع الاعتداء على أهل غزة وقطع المياه والكهرباء وكل متطلبات الحياة. وأشار إلى موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى برفضه القاطع، وبصوت عالٍ فى وجه أمريكا وإسرائيل، فتح معبر رفح باتجاه واحد لخروج المواطنين الأمريكيين من غزة، مشترطًا خروجهم مقابل دخول المساعدات إلى غزة. وأضاف «نعمة» أن الرئيس السيسى دعا إلى قمة دولية وإقليمية للوصول إلى حلول جذرية للأزمة، فضلًا عن إدخال المساعدات ووقف التصعيد الإجرامى الإسرائيلى، وآخرها ضرب الناس فى المستشفى المعمدانى. وأضاف: «الرئيس عبدالفتاح السيسى قال كلمته بأنه لن نسمح لأحد بأن يُهجّر أهل غزة إلى سيناء، وقال إن صحراء النقب موجودة، ومصر تثبت دائمًا أنها من تتزعم المنطقة العربية وهى صمام الأمان للجميع». وتابع: «جيش مصر العظيم يحمى كل المنطقة العربية، فهو جيش العرب، والرئيس السيسى قائد العرب، وعاشت مصر بقادتها وجيشها وشعبها، ونصر الله غزة وأهل فلسطين وكل مصر».