رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رواد التواصل الاجتماعي: مجزرة "المعمداني" تستفز من اختاروا تعطيل ضمائرهم

فيسبوك يحجب مجزرة
"فيسبوك" يحجب مجزرة "المعمداني"

يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي الكبرى مثل “فيسبوك” و"يوتيوب" تمارس سياسات تمييزية ضد المحتوى الداعم لفلسطين وقضيتها، فعلى سبيل المثال، تظهر العديد من التقارير أن هذه المواقع تقوم بحذف المنشورات وحسابات المستخدمين التي تعبر عن تضامنها مع فلسطين أو تنتقد إسرائيل، في حين أنها تسمح ببقاء محتوى معادي لفلسطين.

ويعود ذلك جزئيًا إلى ضغوط سياسية واقتصادية من جهات مؤيدة لإسرائيل، إضافة إلى استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي التي طورتها هذه الشركات للكشف عن المحتوى "المشكوك فيه" وحذفه، لكن هذه الخوارزميات غالبًا ما تميل لقمع أي محتوى ينتقد إسرائيل أو يعبر عن تضامنه مع فلسطين بشكل ظالم.

ونستعرض في السطور التالية شهادات عن حذف “فيسبوك” لتلك لمقاطع الفيديو والصور الخاصة بمجزرة مستشفى المعمداني في غزة، التي وقعت في الأمس وأسفرت عن مئات الضحايا.
حسن: مجزرة المستشفى تستفز من اختاروا تعطيل ضمائرهم

عبر حسن بودرة عن استيائه بعد أن حظرت إدارة فيسبوك الصورة التي نشرها على صفحته، صورة لمشهد مروع يظهر استهداف إسرائيل لمستشفى الأهلي في غزة وقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين، فكتب: "عندما يصبح الشعب الفلسطيني مادة للقتل الجماعي، تمسي كلمات الإدانة ترفًا لغويًا وربما أقل من مستوى الصمت.. لقد فُجع العالم أمس وهو يرى كيف استهدفت إسرائيل مستشفى المعمداني في غزة وقتلت 1000 مدني في لحظة.. إنه مشهد يندى له جبين الإنسانية.. هذه الصور تستفز ضمائر أولئك الذين اختاروا تعطيل ضمائرهم عن رؤية جرائم الاحتلال في غزة"، مشيرًا إلى إدارة فيسبوك حظرت محتوى الفيديو الذي نشره.

مصور طفلة الكرواسون: نجت وأهلها من الانفجار 

وعن المشهد الذي تحدث عنه "حسن"، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لإحدى الأطفال التي كانت إحدى ضحايا هذا الاعتداء الغاشم، فتمسك الطفلة بقطعة خبز باهتة وعملة معدنية، ووجهًا ملطّخًا بالدم والغبار، وعنها حدثنا مصور تلك اللقطة أحمد حجازي، قال إن الطفلة عمرها سنتين، وقد نجت وأهلها من الانفجار، وكانت قد نقلت إلى مستشفى المعمداني في الأصل بعد استهداف قوات الاحتلال لمنزلهم في حي الزيتون، ورغم أن الصورة مؤلمة إلا أنها انتشرت كالنار في الهشيم ولم يتمكن "فيسبوك" حتى الآن من حجبها.

أسماء: هددني "فيسبوك" بإغلاق حسابي إذا نشرت عن فلسطين

أسماء سعد، قالت إنها نشرت فيديو للمقاومة تتصاعد أصواتهم فيه بـ"الله أكبر" أثناء إطلاقهم لعدد من الصواريخ، بعدها فوجئت برسالة من "فيسبوك" أن تلك النوعية من الفيديوهات تنتهك معايير المجتمع، وسيفرض على حسابي أن تكون كل منشوراتي غير مرئية بشكل جيد "هتكون كلها في آخر التايم لاين".

ولم تكتفِ "أسماء" بذلك فقط بل قامت بنشر منشور آخر به علم فلسطين، ففوجئت بتحذير آخر أن تلك المرة هي ما قبل الأخيرة لها قبل أن يتم إغلاق حسابها بسبب انتهاكها معايير المجتمع، ولم يتوقف الأمر عند المنشورات فقط، إنما تلقت إشعارًا آخر من "فيسبوك" بأنه سيقوم بحذف كل تعليقاتها من صفحة "أفيخاي أدرعي"، المتحدث باسم جيش الاحتلال، بحجة أن تعليقاتها بها إيذاء لمشاعر الآخرين، مؤكدة أن كلمات "فلسطين" و"صهيون" و"الصهيونية" تؤدي لإرسال إشعارات تحذيرية بغلق الحساب إذا ما تكرر ذكر تلك الكلمات.