رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المفقودون فى طوفان الأقصى.. مسيرة بحث مؤلمة لأهالى غزة

غزة
غزة

كانت تحاول زينة ناجي، فلسطينية من غزة، ألا يخرج أحد أبنائها من المنزل خلال أيام الحرب، أملًا في أن يكونوا سويًا فإذا جاء القصف رحلوا معًا، إلا أن الحاجة إلى توفير الطعام للعائلة المكونة منها وطفلين صغيرين دفعت شقيقهما الأكبر للخروج بحثًا عن الطعام.

كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قطعت عن حي الكرامة في قطاع غزة الكهرباء والماء، فخرج ابنها للبحث عما يعين الأسرة على العيش: «مرت ساعة دون أن يعود ثم قصفت إسرائيل الحي ودكته بالكامل، لا أعرف هل كان ابني ما زال بالحي أم خرج منه».

رُفعت أغلب الأنقاض ونجت زينة وأبناؤها باستثناء الشقيق الأكبر: «لم نجد جثمانه إلى الآن ولا أعرف هل مات وسط القصف أم ما زال حيا، كل ما في الأمر أنه فُقد، كانت آخر مرة شاهدته فيها قبل قصف الحي بساعة».

نجل زينة هو واحد ضمن ألف شخص في قطاع غزة ما زالوا بعداد المفقودين بعد انهيار المباني جراء القصف الإسرائيلي، وفق وزارة الداخلية الفلسطينية، بعدما قصف الاحتلال الأحياء ولم يجد ذووهم جثثهم بعد رفع الأنقاض، ولم يعودوا إلى الآن ولا يعرف أحد هل هم أحياء أم أموات.

تؤكد بيانات الأمم المتحدة أنه تم تدمير أكثر من 1300 مبنى يحتوي على أكثر من 5.5 ألف وحدة سكنية في قطاع غزة وتعرض 3.7 ألف مبنى آخر لأضرار بالغة، فيما وصل تعداد الشهداء من قطاع غزة جراء قصف الاحتلال المدنيين إلى 2670 شهيدًا ونحو 10 آلاف مصاب.

زينة: «كنت أتمنى دفنه لمعرفة أين قبره»

توضح زينة أن الحي أصبح ركامًا بعدما دكته قوات الاحتلال فوق الرءوس دون إنذار لإخلاء المدنيين: «أصبح في كل منزل ليس به شهيد واحد ولكن به شهداء ومصابون ومفقودون، فهناك أشخاص كثيرون لم يظهروا هم وجثثهم بعد القصف».

تقول زينة إنها لا تريد شيئًا سوى معرفة هل ابنها الأكبر من الأحياء أو الأموات: «إن مات أريد جثته حتى أدفنه وأعرف مكان قبره لزيارته إن كان في عمري بقية، وإن كان ما زال حيًا أرجو من الله أن يرده إلينا».

فجر السبت الماضي، أطلقت المقاومة الفلسطينية الممثلة في حركة حماس عملية طوفان الأقصى عبر الذارع العسكرية لها كتائب القسام، وذلك ردًا على انتهاكات قوات الاحتلال في باحات المسجد الأقصى واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل.

إيمان: «زوجي مفقود منذ بداية الحرب علينا»

نفس الأمر تعرضت له إيمان إسماعيل، فلسطينية من غزة، التي فقدت زوجها خلال أول أيام الحرب الدائرة الآن، تقول: «نحن من حي الرمال في القطاع، وهو أحد الأحياء التي تم استهدافها في القصف الإسرائيلي دون إنذار».

توضح إيمان أن الحي بعد عمليات القصف لم يعد يصلح للعيش، حتى بعد رفع الأنقاض وانتشال الجثث والأشلاء: «القصف كان عنيفًا والضحايا ما بين الشهداء والمصابين والمفقودين وكان زوجي أحد المفقودين».

منذ ذلك الوقت ولا تعرف إيمان أين زوجها بعدما فُقد في ركام الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي: «لم تظهر جثته بعد رفع أغلب الأنقاض، ولم يعد حيًا إلى الآن، ولم ننتقل إلى العيش في مكان آخر رغم هدم الحي حتى إذا عاد يلاقينا».