رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسين كربوس وبابيلس وأغاثونيكوس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم الجمعة، بذكرى  القدّيسين الشهداء كربوس وبابيلس وأغاثونيكوس، واستشهد هؤلاء في عهد الامبراطور داكيوس (249-251). وكان كربوس اسقفًا وبابيلس شمّاسًا.

عظة الكنيسة الاحتفالية

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: 

في طرفة عينٍ كثَّر الربّ القليل من الخبز. لقد فعلّتْ أصابعه العشرة بلحظةٍ واحدة عملاً يتطلّب عشرة أشهر من العمل البشريّ... غير أنّ مقياس هذه الأعجوبة لم يكن قدرة الرّب بقدر ما كان جوع النّاس الحاضرين. لأنّنا لو أردنا أن نقيس هذه الأعجوبة على مقياس قدرة الربّ، لما كان تقييمها أمراً ممكناً. أمّا كوننا نقيّم هذه الأعجوبة على مقياس جوع النّاس، فإنّ المعجزة فاقت بكثير الكِسَرِ الَّتي فَضَلَت عنِ الآكِلينَ والّتي جمعها الرّسل ومَلأُوا بها اثنَتَي عَشْرَةَ قُفَّةً. يقول الحِرفيّون إنّ القوّة تنبع من الرّغبة الّتي في داخل زبائنهم لذلك لا يستطيعون أن يحقّقوا كلّ شيء. وبالعكس من ذلك فإنّ أعمال الله تتخطّى كلّ رغبة.

بعد أن شبع الجمع في البرّية -كما شبع الشّعب الإسرائيليّ من قبل بفضل صلاة موسى- صرخوا قائلين: "حَقًا، هذا هوَ النَّبِيُّ الآتي إِلى العالَم" وكانوا بصرختهم تلك يلمّحون إلى كلام موسى في سفر تثنية الإشتراع: "يُقيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا" إنمّا ليس أيّ نبيّ، بل "نبيّ مِثْلي" سوف يشبعكم في البرّيّة. مثلي سيمشي على الماء ومثلي سيظهر في "الغمام النّير"  ومثلي سيحرّر شعبه... لقد أعطى أمّه ليوحنّا عند أقدام الصّليب كما سلّم موسى قطيعه لهوشع... لكنّ خبز موسى لم يكن كاملاً فقد أعطي فقط للشعب العبرانيّ. أمّا ربّنا، فقد أراد أن يكون عطاؤه أشمل من عطاء موسى وأن تكون دعوة الشعوب أكمل من دعوة موسى فقال: "أَنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء، مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد. والخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا هو جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم"