رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يتحمل لبنان عواقب الانزلاق فى الحرب بين فلسطين وإسرائيل؟.. لبنانيون يجيبون

قصف على مزارع شبعا
قصف على مزارع شبعا

تصاعدت التوترات على الحدود اللبنانية، مساء الإثنين، بعد إعلان القوات الاسرائيلية عن استهداف عدة مناطق مختلفة على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية بمروحيات جوية، أدت إلى مقتل ثلاثة عناصر من حزب الله اللبناني، ما أدى إلى مخاوف لدى البعض من انزلاق لبنان في دوامة حرب مدمرة، في الوقت التي يمر فيه اقتصاده بانهيار غير مسبوق.

ضرورة تحييد لبنان

وقال السياسي اللبناني شارل جبور، المسئول الإعلامي لحزب القوات اللبنانية، إن "أزمات لبنان المالية والاقتصادية في ظل انهياره غير المسبوق في عدة ملفات، سواء السياسية أو المعيشية، والأوضاع المؤلمة للشعب اللبناني الذين أصبح أكثر من نصفهم تحت خط الفقر، تغنيه عد الدخول في حرب لا يعرف مداها".

وأضاف جبور في تصريحات لـ"الدستور": "لبنان غارق في أزماته، لا سيما في ظل أزمة سياسية طويلة المدى بسبب الشغور الرئاسي وغياب حكومة أصيلة، وفي ظل كل أوضاع مأسوية قاتمة يعيشها اللبنانيون"، مردفًا: "فلا مصلحة للبنان إطلاقًا بإقحامه في هذه الحرب، لأن الأمر سيكون مدمرًا على ما تبقى من لبنان".

وتابع القيادي في حزب القوات اللبنانية: "وبالتالي يجب تحييد لبنان بشكل نهائي وعدم توريطه في الحرب الدائرة بين إسرائيل وفلسطين".

 

لبنان يدافع عن أراضيه

فيما يرى البعض من ناحية أخرى، أن القوات الإسرائيلية هي التي دفعت لبنان للتحرك وحماية أراضيه، معتبرين أن لبنان يدافع عن المناطق المحتلة التي قصفتها اسرائيل خلال الأيام الماضية دون وجه حق.

ويقول الناشط الحقوقي اللبناني أحمد حسن، رئيس اتحاد الشباب الوطني وعضو قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني: "علينا ألا ننسى أن للبنان أراضى محتلة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فهذه الأراضي لم تتحرر وهناك عمليات من الحين للآخر تقوم خلالها المقاومة في لبنان بالرد على العدو الإسرائيلي في تلك المناطق".

وأضاف حسن في تصريحات للدستور:" قرار الحرب في لبنان لم تقدم عليه لبنان حكومة أو دولة، ولكن يفرض عليها من قبل العدو الاسرائيلي، وخير دليل أن قصف اليوم نتج عنه سقوط شهداء لبنانيين، داخل أراضيهم، وليس العدو، أو خارج الحدود اللبنانية".

دخول لبنان في دائرة الحرب

وتوقع حسن أن يكون احتمال دخول ضمن الحرب الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كبيرًا، لافتًا إلى أنه مع ذلك فإن القرار لم يتخذ في لبنان بعد، ويتوقع على ما ستفعله القوات الاسرائيلية في الأيام المقبلة سواء بالتصعيد داخل لبنان أو حتى ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.

وتابع: حتى هذه اللحظة المقاومة الفلسطينية تستطيع الدفاع عن نفسها بشكل لائق ويدعو للفخر، ولكن إذا تعرضت "غزة"  لهجوم شرس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، فإن المقاومة في لبنان لن تقف تشاهد الدمار الشامل الذي هددت به إسرائيل غزة.

وحول تأثير الحرب على الوضع في لبنان قال الناشط الحقوقي: "وضع لبنان الاقتصادي سيئ للغاية دون أدنى مجال للشك، ولكن بوجود الكيان الصهيوني الذي يحتل الأراضي اللبنانية الذي يطمع في ثرواتنا فليس هناك أمان للبنان".

لبنان دخل الحرب بالفعل 

من جانبه، قال الكاتب اللبناني والمحلل السياسي محمد الرز، إن لبنان قطع الخطوة الأولى في مسار الانزلاق نحو الحرب في غزة بالفعل.

وأوضح الرز في تصريحات لـ"الدستور": "ومعنى الخطوة الأولى أنها محدودة ومحصورة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة من إسرائيل، وهنا يؤكد لبنان أن هدفه هو استرداد أرضه الوطنية واستكمال سيادته عليها".

وتابع: "هذا التوجه مفهوم حتى الآن خاصة بالنسبة للرأي العام الدولي، لكن المخاوف تتعلق بالخطوة الثانية وهي ردة الفعل على أي اختراق إسرائيلي للخطوط الحمراء، أو أي محاولة لدخول غزة واحتلالها وهذا الأمر سيكون له حسابات أخرى".