رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رؤساء الأحزاب يحلمون برئاسة الوطن!

نحن على مشارف انتخابات رئاسية تعددية هي الخامسة في تاريخ الوطن العزيز "الثالثة بأعقاب 30 يونيو 2013"، تجري هذه الانتخابات تحت إشراف قضائي كامل، وبمراقبة دولية طبيعية معتادة؛ فالعالم لا يتفرج على انتخاباتنا المهمة، نحن البلد العريق، صاحب التاريخ الفارق والجغرافيا الآسرة والحضارة التي لا مثيل لها بأمداء الدهور، وإنما يشارك فيها كمراقب سياسي وإعلامي، يشارك من قريب ومن بعيد، ويعلن رأيه الصريح في وقائعها منذ البداية إلى النهاية، وإننا لنحترم هذا الرأي ونقدره، إلا ما كنا على ثقة من كونه رأيًا عدوًا أو عميلًا لأعداء أو أجيرًا أو ناقمًا أو كاذبًا أو ما شابه.

بالإضافة إلى الرئيس نفسه "فترته الثانية ما زالت جارية"، تقدم عدد من الشخصيات فعليًا لخوض هذه الانتخابات الحساسة المرجو نقاء أجوائها، والملاحظ أنها كلها شخصيات حزبية قائدة: السيد عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، السيدة جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور، السيد فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، السيد حازم سليمان عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري، السيد أحمد طنطاوي، رئيس حزب الكرامة السابق إلى يوليو 2022.

قيادة حزب سياسي، في الوقت الحالي أو السابق، لا تؤهل صاحبها لقيادة دولة بحجم مصر طبعا، لا سيما لو كانت الأحزاب ميتة، وهي ميتة إلا قليلًا، ولو كانت الشخصيات الحزبية القيادية مجهولة في الشارع، وهي مجهولة إلا قليلًا، ولكن الحلم بالرئاسة مشروع على كل حال ما دامت الشروط الانتخابية مستوفاة فيمن يريدون الترشح.

ليس من بين المرشحين، عدا الرئيس، من يملك ظلًا عسكريًا خبيرًا يحمي البلاد المستهدفة سرمديًا والمحوطة بالأخطار من كل جانب، وبالمناسبة فالقائلون بعدم حاجتنا إلى العسكريين مجددًا ليسوا نبهاء ولا واعين، ويعرضون مصير الدولة ومصائرنا جميعا إلى التشرذم والضياع "لا قدر الله".

بعض مشكلات وطننا أنه مبتلى بالكذبة والأغبياء، أعني بالكذبة الإخوان تحديدًا؛ لأنهم يدعون الخوف على الوطن من مستقبل دأبوا على وصفه بالغامض، وإنما يخافون على ضياع الكراسي الكبيرة التي كانت في أيديهم يومًا إلى الأبد، وقد جربناهم وعرفناهم، وأعني بالأغبياء كثيرًا من المعارضين، فقد استهوتهم المعارضة حتى لم يعودوا يرون شيئًا إيجابيًا فيما يجري كله، وصاروا أعوانًا للإخوان، وأمثالهم، من حيث يدرون ولا يدرون، وطالما اختبرت الأحداث هؤلاء ورسبوا رسوبهم المخزي أمام أعيننا!

لا يصح أن يعني التغيير تحميل الحاكم كل الأثقال، هذا خطأ فادح يؤدي إليه الكذب والغباء المذكوران أنفسهما، ولكنه، أي التغيير الحق، يعني التشارك العام الصادق في رفع المعاناة عن المواطنين المتعبين، لا الفرجة والانتقاد، ويعني التنافس الشريف لا الخصومة البائسة المسماة تنافسًا، وقد نجد بين المرشحين من يخاصم الرئيس هكذا، ويخاصم استحقاقه، زاعمًا أنه ينافسه، بشرف، على المنصب الأرفع!