رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حياة السيد" عاشت نصر أكتوبر المجيد: "ما أشبه الليلة بالبارحة"

حياة السيد
حياة السيد

تزامنًا مع احتفال مصر والعالم العربي بمرور 50 عامًا على نصر أكتوبر المجيد الذي حققته مصر على القوات الإسرائيلية ضاربة المثل على واحدًا من أكبر وأعظم الانتصارات الحربية التي شهدها العالم ومازال يتحاكى عنها إلى الآن بل ويدّرسها في كبرى الكليات الحربية العالمية، هناك العديد من المواطنين العاديين الذين عاصروا هذه الحرب ومازال لديهم الكثير لقوله عنها.

بين هؤلاء المواطنين السيدة حياة السيد إبراهيم 65 عامًا ربة منزل والتي تستعيد مع "الدستور" ذكرياتها حول نصر أكتوبر العظيم، والمفارقة هنا أنها لم تبدأ بسرد ذكرياتها مع هذا النصر بل كانت بقولها "النصر وقتها ودلوقتي واحد، وذلك في إشارتها إلى ما حققته مصر حاليًا من انتصار عظيم على حروب من أنواع أخرى بفضل جيشها وقيادتها تحت ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأهم حرب انتصرت عليها حسب قولها هي حربها على الإرهاب.

حياة تعود 50 عامًا بذاكرتها إلى الوراء، لتصف أوقات كانت فيها تجلس إلى جوار الراديو حيث كان الجهاز الأكثر تداولًا على الرغم من وجود التلفاز حينها، وهي تستمع فيها إلى أخبار الحرب أولًا بأول.

"كنا خارجين من هزيمة 67 اللي أصابتنا كلنا بالإحباط، والشعب كله ما كانش عنده استعداد يتهزم تاني" تقولها حياة موضحة أن الشعب المصري كان يغلب عليه الحس الوطني ولا حديث لديه إلا عن الحرب، مشيرة إلى أنه حتى الأطفال والشباب قد تحولوا حينها إلى فدائيين من أجل الوطن.

حياة لديها 4 من الأشقاء شاركوا جميعًا في حرب أكتوبر، وعن هذا الأمر تقول أنها وأسرتها لم يشعروا بالقلق عليهم على الإطلاق، بل كانوا ومازالوا يفتخروا إلى الآن بمشاركة الأشقاء في هذه الحرب وهذا النصر العظيم، موضحة أنهم جميعًا قد كتبت لهم حياة جديدة بعد بعض الإصابات الخفيفة أثناء الحرب، ورجعوا جميعًا سالمين.

وقت إعلان النصر يوم 6 أكتوبر المجيد تصف حياة أن الدموع كانت هي اللغة التي تحدث بها أسرتها في البيت مع بعضهم البعض وسط كلمات غير مفهومة وضحكات متقطعة، ثم تلتها خروجًا إلى الشارع أثناء ترديد هتافات لا علم لكل منهم كيف أتى على بال كل شخص الهتاف نفسه دون أن يدري.

"البلكونات جميعها تردد الشعارات الوطنية، الكل يمشي في الشارع باكيًا من الفرحة، الراديو والتلفاز لا حديث له إلا عن النصر والأغاني التي تشدو  بالوطن وأبنائه والانتصار العظيم" تقول حديث موضحة أنها لحظات لا تنسى في تاريخها وهي تتذكرها إلى الآن بكل تفاصيلها كما  أنها روت عنها لأبنائها وكذلك أحفادها الذين يحبون الاستماع إليها بشدة. 

وأخيرًا تعود حياة لوصف أوجه الشبه بين نصر أكتوبر 1973 والنصر الذي تعيشه مصر حاليًا، قائلة "لحظات السعادة والفخر الذي شعرت بها وقت نصر أكتوبر لم يماثلها لحظات سوى وقت ثورة 30 يونيو، وما تلاها من انتصارات متتالية يحققها الرئيس عبد الفتاح السيسي في حق مصر مستعيدًا بها مكانتها بعد سنوات من الظلام".