رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في يومه العالمي.. ما حكاية القديس جيروم صاحب الترجمة الأشهر في التاريخ؟

القديس جيروم
القديس جيروم

يعد القديس جيروم، الذي يسمى باللاتينية يوسابيوس هيرونيموس، واحدًا من أهم علماء الكنيسة  الأولى، وصاحب الترجمة الأشهر في التاريخ، حينما أقدم على ترجمة للكتاب المقدس إلى اللاتينية، حيث يحتفل العالم اليوم 30 سبتمبر، بجهوده في مجال الترجمة.

نشأته

وُلد جيروم عام 347، في ستريدون، بدالماتيا، لأبوين ميسورين، وتوفي في عام 420، في بيت لحم، بفلسطين، وتحديدًا يوم 30 سبتمبر، وهو اليوم الذي اختارته الجمعية العامة للأمم المتحدة كيومًا عالميًا للترجمة، تقديرًا لجهوده في هذا المجال.

وبدأ جيروم تعليمه في المنزل وعاش في روما عندما كان في الثانية عشرة من عمره، وهناك درس النحو والبلاغة والفلسفة، وكان عالمًا جادًا مفتونًا بالأدب اللاتيني، ثم أمضى العشرين عامًا التالية في السفر والإقامة المؤقتة، في تريفريس (التي أصبحت ترير لاحقًا)، وانجذب بشدة إلى الرهبنة.

 ثم اتجه إلى أكويليا (إيطاليا) وارتبط بنخبة من الأدباء الزاهدين، ومن بينهم تيرانيوس روفينوس، كاتب وباحث، ومترجم، والمعلم أوريجانوس اللاهوتي السكندري المعروف في القرن الثالث، وفي عام 373، قرر جيروم الذهاب في رحلة عبر الشرق. 

وعند وصوله إلى أنطاكية عام 374، بعد أن كان مرهقًا من السفر والصراع الداخلي، استراح كضيف عند القس إيفاجريوس الأنطاكي، وربما ألف هناك أقدم أعماله المعروفة باسم De septies percussa "فالضربات السبعة".

وفي عام 375، بدأ جيروم في البحث عن السلام الداخلي كناسك وراهب في صحراء خالكيذا، ولم يكن لديه مرشد خبير، وكان يتحدث اللاتينية فقط، وكان يواجه السريانية واليونانية، وكان وحيدًا، وفي هذا الوقت تعلم العبرية ودرس اليونانية، ونسخ مخطوطات لمكتبته ولأصدقائه، وكان يتبادل مراسلات سريعة.

تأثيره الأدبي

ولكن كان التأثير الأكبر، في حياة القديس جيروم اللاحقة، عند عودته إلى روما (382-385) وعمله كسكرتير للبابا داماسوس الأول، وهناك تابع عمله العلمي في الكتاب المقدس وبناءً على طلب البابا داماسوس، قام جيروم بترجمة الكتاب المقدس للنسخة اللاتينية ( وهي التي عرفت بترجمة  الفولجاتا فيما بعد).

يُذكر جيروم بمعرفته الواسعة، وخاصة تفسيره لكتب الكلاسيكيات والكتاب المقدس وكتب التقاليد المسيحية، وفي فن عصر النهضة، تم رسمه في كثير من الأحيان وهو يرتدي ثياب الكاردينال، وهو انعكاس لمكانته الأدبية الرفيعة.

وعاش جيروم لبعض الوقت راهبًا وناسكًا، وأصبح كاهنًا، وعمل سكرتيرًا للبابا داماسوس الأول، وفي عام 389 أسس ديرًا للرهبنة في بيت لحم، وله الكثير من الأعمال الأدبية والكتابية والرهبانية التي كان لها تأثيرًا كبيرًا في أوائل العصور الوسطى، ولكن حظي بشهرة غير مسبوقة، بشكل خاص، عند ترجمته النسخة اللاتينية للكتاب المقدس.