رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لم أكن مثل باقي الأطفال".. نعيمة عاكف تروى تفاصيل طفولتها المحزنة

نعيمة عاكف
نعيمة عاكف

قالت  الفنانة الراحلة نعيمة عاكف  لمجلة الكواكب في إحدى أعدادها بعنوان "من ذكريات السيرك العزيز":" إن حياتى سلسلة من الأعاجيب والمتناقضات، وأنا منذ طفولتى لم أكن كسائر الأطفال، يعيشون فى بيوت مستقرة، أما أنا فكنت أعيش فى سيرك لا يستقر فى بلد إلا أيامًا لم يرحل إلى بلد أخر.


حكايتها مع الجمباز

وتابعت:" وقصة الأسرة مع الجمباز أو " الأكروبات" لنبدأ بجدى إسماعيل عاكف، الذى كان معلمَا للألعاب الرياضية بمدرسة "أم المصريين" ومما تحفظه الأسرة من تاريخ جدى أنه كان شديد الولع بالأكروبات، يمارسها فى البيت، ويتفتن فى أداء حركاتها، وحدث أن جاء إلى القاهرة سيرك إيطالى، ولما شاهده جدى بهرته ألعابه، وعاد إلى البيت ليحول أكثر أركانه إلى السيرك الإيطالى.

مشاجرة كبيرة

جاء سيرك ألمانى شاهده جدى، وأخذ يقلده، ثم قرر أن يستقيل من عمله فصرخت جدتي: أنت اتجننت يا إسماعيل؟.. وناكل منين؟، وأخذ جدى يشرح لها العمل الجديد الذى سيحترفه، وإذا بها تدق صدرها بيدها وتقول له: يا ندامه أنت عاوز تشتغل بهلوان؟ ولكن جدى لم يحفل بالًاعتراضات.

وأخذ يدرب أولاده جميعًا على العاب الأكروبات فلم نمض ثلاث أشهر حتى كانت "فرقة أولاد عاكف" كاملة التدريب، واستقال جدي وأخذ مكافأته وفتح بها السيرك الذى سجل نجاحَا فى كل مكان انتقل إليه، وفى هذا الجو نشأت وأنا رابعة أخواتى أذ لم ينجب أبى صبيانًا، وفي عمر الثالثة بدأ والدى يدربني على "الشقلبة" مع إخوتي، وكانت له طريقة فى ذلك أن يستدعي إحدى شقيقاتي، ويأمرها بأن تؤدي إحدى الحركات.

مكافأة خمسة قروش

وتابعت:" عندما تنتهى منها، يقبلها ويمنحها خمسة قروش، ويقول أن نعيمة لا تستطيع أن تعمل هذه الحركة، فأبكي، ولأوكد له اني أستطيع أن أؤديها وأودى أصعب منها، ذلك لأنى كنت غيورة من صغرى وعندما بدأت أفهم خطوات الحياة الأولى، رأيت أننا نعيش فى مأساة قائمة، فقد كان أبى رحمه الله يأخذ كل ما يربحه السيرك  ويقامر به دون أن يترك لنا ما نشترى به القوت الضروري، فإذا ما عاد إلى البيت مفلسًا بدا فى شجار مع أمى التى كانت لطيب أصلها تصفح عنه وتغفر له".

حياة مفلسة

وفى كثير من الليالي كنا نعود من السيرك إلى البيت سيرًا على الأقدام، وكان البيت فى آخر شارع الترعة البولاقية، فاضطررنا للانتقال إلى بيت أخر فى شارع محمد على لنكون قربين من السيرك وبلغت الكارثة مداها عندما رهن أبى السيرك ليقامر، وبدأنا نواجه الحاجة والعوز أاخيرًا أضطررنا للرحيل إلى رأس البر لنعمل فى فرقة على الكسار هناك، ولكن هذه ليست نهاية علاقتنا بالسيرك فقد استطعنا أن نقيم سيركا أخر.

اقرأ ايضًا:

"الغيرة" كلمة السر.. لماذا سرقت نعيمة عاكف حذاء الكلاكيت من "تيتي"؟