رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيمان خطاب: ألعابى الأولى بدأت بدور المُدرسة إلى دور الأم

إيمان خطاب
إيمان خطاب

كل شيء حدث هناك في طفولتنا يظل مصدر رئيس لحكايتنا الأولى، عن ذواتنا وسيرتنا الأولى حكايتا الطازجة في الحياة، عن اللعب الذي لا يغيب عن ماضينا، ذلك في كونه أحد الأنشطة الرئيسية لنا في تلك المرحلة في التعرف على الحياة والانفتاح على المجتمع الذي نحيا فيه، عن ألعاب الطفولة تحدثنا الكاتبة والناقدة والفنانة التشكيلية إيمان خطاب.

قالت الكاتبة والناقدة التشكيلية: يعتقد الكثير من المفكرين والفلاسفة أن اللعب هو الفعل الأهم والأساسي فى حياة البشر، بل والكائنات الحية كالحيوانات والطيور.

يقول فولكيه: "لا يزول اللعب بزوال الطفولة، فالراشد نفسه لا يمكن أن يقوم بفاعلية هائلة إلا إذا اشتغل وكأنه يلعب"، ذلك لأن اللعب بالنسبة للطفل هو التمرين والبروفة الأولى له على ممارسة الحياة واتباع القواعد الاجتماعية والممارسات المهنية للكبار.. فهو نوع لمحاكاة الواقع وللتمرد عليه في ذات الوقت".

 

وأشارت خطاب إلى أن "لاشك أن الطفل عندما يلعب فإنه يشحذ خياله بجانب تجاربه ومشاهداته بل وتتداخل صور الماضي ومخاوفه مع أحلام وأمنيات المستقبل، محاولة الانتصار على المخاوف والأوهام عن طريق اللعب، فكم من طفلة كانت تخاف من معلمتها، فكانت لعبتها المفضلة هي لعب دور المدرسة وأطفال العائلة الأصغر أو العرائس هم التلاميذ، وكنت أنا واحدة من هؤلاء الأطفال، وأنا الآن أعتبر هذه اللعبة هي محاولة لبناء كيان خاص بي والتخلص من سيطرة الكبار، ولعب دور البطولة أيضًا، بالإضافة إلى لعبة المدرسة التي أصبح أنا فيها البطلة بدلًا من دور الكومبارس كانت هناك لعبة البيت.

وتابعت خطاب "بتقسيم منطقة اللعب في الشرفة الواسعة إلى حجرات البيت والمطبخ وحجرة المعيشة وحجرة النوم، وتختلف التقسيمات كل مرة وتكمل العرائس بقية اللعبة ليكتمل البيت وربما الأسرة، التي ألعب فيها دور الأم، ربما يكون هذا الدور الذي اخترته نابعًا من معرفتي بدوري المستقبلي الغريزي في المستقبل، وربما أيضًا يكون مجرد تمثيل للواقع، والأهم هو دور البطولة والتحكم في كل تفصيلات ومجريات الأحداث، على عكس الواقع تمامًا أنه اللعب والخيال الواقعي أو الواقع الخيالي، الذي كان بمثابة تأهيل لحياتي الأُسرية والاجتماعية والمهنية أيضًا.

ولفتت خطاب إلى أن فن الكتابة والترجمة والنقد والقص والفن التشكيلي، يتطلب دائمًا إحداث توازن بين الواقع والخيال، وياله من توازن مستحيل أحيانًا كثيرة، فكيف يتوازن فنان وهو يضع قدما في قطار يتجه إلى الخلف ويضع القدم الأخرى في قطار يتجه إلى الأمام.

وختمت خطاب بالتأكيد على أن الفن بشكل عام هو وجه من أوجه اللعب للكبار، هو محاولة لإعادة صياغة الواقع وتشكيله، لخلق عالم مغاير ولكن بنفس مفردات وعناصر ورموز الواقع، ويا لها من لعبة تدير العقول وترهق النفوس وتدمي القلوب أحياناً.