رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نيوزويك": الفساد فى أوكرانيا وراء الرفض الأمريكى الشعبى لتقديم المساعدات

الأزمة في أوكرانيا
الأزمة في أوكرانيا

يبدو أن المساعدات العسكرية الأمريكية لتمويل جهود أوكرانيا في أزمتها مع روسيا أصبحت محل خلاف واسع في الكونجرس والشارع الأمريكي، حيث يرفض الشعب زيادة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا في ظل انتشار الفساد في الجيش الأوكراني وسرقة المعدات العسكرية الأمريكية، وعدم قدرة أوكرانيا حتى الآن في تحقيق انتصارات.

وقدم الجمهوريان في مجلس الشيوخ ريك سكوت وماركو روبيو، وكلاهما من ولاية فلوريدا، تشريعًا يسمح للكونجرس بإجراء تصويتين منفصلين بشأن الإغاثة من الكوارث للأمريكيين والمزيد من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، وهو ما يمثل استجابة مدروسة وفي الوقت المناسب لمحاولة إدارة بايدن الجمع بين القضيتين في نفس مشروع قانون التمويل، الأمر الذي من شأنه أن يجبر أعضاء الكونجرس على دعم إرسال المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا إذا كانوا يريدون الإغاثة من الكوارث لناخبيهم في هاواي وأماكن أخرى.

 

وقف المساعدات الأمريكية يهدد أوكرانيا في الحرب

وبحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإن استراتيجية الإدارة لا تقل عن احتجاز الرهائن، والأمريكيون هم الرهائن، حيث يتعين على الكونجرس أن يرفض رفضًا قاطعًا من خلال دعم جهود سكوت وروبيو لفصل الإغاثة في حالات الكوارث عن المساعدات لأوكرانيا والنظر في كل منهما بشكل منفصل، فالقيام بذلك لن يساعد في حماية الأمريكيين فحسب، كما سيسمح للمشرعين بمناقشة المزيد من المساعدات لأوكرانيا بناء على مزاياها، أصبح مثل هذا النقاش أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى مع تراجع الدعم العام الأمريكي للمساعدات لأوكرانيا، وهو مؤشر قوي على أن الأمريكيين غير مرتاحين لاستراتيجية إدارة بايدن لأوكرانيا.

وتابعت أن للولايات المتحدة مصلحة في منع  روسيا من تحقيق انتصارات كبرى في أوكرانيا، وأيدت أغلبية كبيرة في مجلسي النواب والشيوخ جهود إدارة بايدن لدعم أوكرانيا بعد اندلاع الأزمة مع روسيا العام الماضي، لكن هذا الدعم ضعف في الأشهر التي تلت ذلك، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تشكك الأمريكيين بشكل متزايد في إرسال المساعدات إلى أوكرانيا.

وفي الوقت الحالي، خصصت الولايات المتحدة أكثر من 113 مليار دولار لأوكرانيا.

وأضافت أن الطلب الأخير للبيت الأبيض يتطلب تقديم 24 مليار دولار أخرى لأوكرانيا، مقارنة بمبلغ 12 مليار دولار للإغاثة المحلية في حالات الكوارث و4 مليارات دولار فقط لأمن الحدود الأمريكية، وربما ردًا على التصور المتزايد بأن الأموال تستمر في التدفق إلى أوكرانيا، بينما يهمل البيت الأبيض الشئون الداخلية، أظهر استطلاع للرأي أجري، مؤخرًا أن 55% من الأمريكيين يقولون إنهم يعارضون السماح بمزيد من التمويل للحرب في أوكرانيا على الإطلاق.

 

أسباب الرفض الأمريكي لدعم أوكرانيا

وتابعت أن الشعب الأمريكي يرفض تمويل أي جهود حربية أخرى، خصوصًا أن أوكرانيا تعاني من الفساد العام، ففي العام الماضي وحده، تورطت وزارة الدفاع الأوكرانية في عدد من فضائح الفساد، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الأمريكيين يشعرون بالقلق إزاء الافتقار إلى المساءلة عن المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.

وأشارت إلى أن المخاوف تصاعدت بعد تقارير عن سرقة المعدات الأمريكية المتجهة إلى أوكرانيا وإساءة وضعها، فضلًا عن الأخطاء المحاسبية من قبل وزارة الدفاع، ويوجد دعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس لمعالجة هذه المخاوف من خلال إنشاء مفتش عام خاص لمساعدة أوكرانيا/ لكن حتى الآن، عارضت إدارة بايدن إنشاء المكتب.

ومن ناحية أخرى، يبدو من غير المرجح أن تنتهي الحرب في أوكرانيا في أي وقت قريب، ومع ذلك، فقد التزمت الإدارة بدعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر ذلك"، ويثير هذا الموقف تساؤلات حول الكيفية التي تخطط بها الإدارة لتحقيق أهدافها بالنسبة لأوكرانيا دون وضع عبء لا داعي له على الأمريكيين أو تعريض أولويات الولايات المتحدة في أماكن أخرى للخطر.