رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليسار الأوروبى يتهم أمريكا.. لماذا يتكتم الاتحاد على تحقيقات تفجير نورد ستريم؟

تفجير نورد ستريم
تفجير نورد ستريم

عام مر على  تفجير خطي نورد ستريم 1 و2، الذي ضرب أكبر خطوط تنقل الغاز من روسيا لأوروبا، وذلك في 26 سبتمبر، ورغم أن كل من ألمانيا والسويد والدنمارك فتحت تحقيقات منفصلة، إلا أن أيا منها لم يعلن عن أي نتائج للتحقيقات حتى اليوم، ما يثير الشكوك حول الفاعل.

وبحث برنامج “مطروح للنقاش" عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، مع الأطراف المختلفة أسباب عدم الإعلان عن حتى اليوم، ومَن مِن مصلحته تفجير خطي الغاز، الذي تعود ملكيتهما لشركة الغاز الحكومية الروسية غازبروم.

مصير التحقيقات فى تفجير أنابيب نورد ستريم

وقال سلامة عطا الله، مراسل قناة “القاهرة الإخبارية”، إنه لا يوجد تحقيق أوروبي مشترك، لكن توجد مجموعة من التحقيقات، حيث فتحت كل من الدنمارك وألمانيا والسويد، ودول أخرى، تحقيقات كل على حدة.

 

روسيا كانت المتهم الأول 

ولفت خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحويزي، في برنامج "مطروح للنقاش"، إلى أن التحقيقات مرت بمحطات رئيسية، بمجرد أن وقعت الانفجارات الأربعة في خطي الأنابيب نورد ستريم  1 و2، وقال الأوروبيون إنه متعمد، ووجهوا الاتهامات إلى روسيا باعتبار أنهم رصدوا بعض السفن الروسية في بحر البلطيق قرب الانفجار وبنحو أسبوع من الوقوع.

 

أصابع الاتهام تتجه نحو أوكرانيا

وأضاف أنه في ديسمبر قالوا لا يوجد دليل قاطع على أن روسيا من قامت بالتفجير، وبدأت التحقيقات تتجه لوجود مجموعة موالية للحكومة الأوكرانية، استخدموا قاربًا ونقلوا المتفجرات وزرعوها لصالح الحكومة الأوكرانية.

 

3 متهمين لهم مصلحة في تفجير خطى الأنابيب نورد ستريم 1 و2

وأوضح عطا الله أن جهات عدة كان لها مصلحة في قطع الغاز، أولهم روسيا التي لها مصلحة لقطع الغاز عن أوروبا في ذلك الوقت، وثانيهم أوكرانيا لأنها كانت ضد خط أنابيب نورد ستريم 1 و2 لأنه يمر عبر روسيا، يتجاوز أوكرانيا وبولندا يعني أن الأوروبيين قادرون على الاستغناء عن الأوكرانيين كعبور ولا يستفيدون من مرور الطاقة الروسية، وثالث مستفيد هي الولايات المتحدة التي كانت رافضة لوجود الأنابيب لأنها تعطي نفوذًا لروسيا داخل أوروبا.

روسيا تنفي الاتهام عن أوكرانيا وتشير للاستخبارات الأمريكية

من ناحيته، قال حسين مشيك، مراسل "القاهرة الإخبارية"، إن الخبراء الروس يتحدثون على أن الاستخبارات الأوكرانية والدولة الأوكرانية، ليست لديهم القدرة على إلحاق الضرر في خط  "نورد ستريم"، وأن عملية تدمير الخط بحاجة إلى أجهزة استخبارات دول كبرى، لافتًا إلى أن الاتهامات الروسية توجهت إلى الولايات المتحدة وأيضًا الدولة البريطانية. 

 

سيرجى ماركوف: أمريكا مسئولة عن تفجير أنابيب نورد ستريم

وقال سيرجي ماركوف، مدير معهد الدراسات السياسية، المستشار السابق للرئيس الروسي، إن الحديث عن تورط سفينة روسية في تفجير خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2،  غير منطقي، وأن موسكو لم تتورط في هذا التدمير، لأنه بالأساس عمل إرهابي ضد روسيا، والكل يعلم أنه ليس من مصلحة روسيا، وأن من قام بذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ماركوف: الاتحاد الأوروبي يعلم أن الولايات المتحدة المسئولة عن تفجير خط الأنابيب

وأضاف خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، أن دول الاتحاد الأوروبي تدرك وعلى يقين، أن الولايات المتحدة هي الفاعل، لكن لا تريد التصريح بذلك.

ولفت إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تعتمد على الولايات المتحدة، وأنها من دعت ألمانيا والسويد والدنمارك، أن تقوم بالتحقيقات لغض الطرف عن مسئوليتها عن الحادث.

أما الحديث عن أن شركة غازبروم الروسية أرادت التخلص من مطالبة عملائها بالتعويض، كما أن روسيا أرادت أن تورط أوكرانيا أمام حلفائها، قال ماركوف، إنه ليس منطقيًا، فمعركة روسيا مع الولايات المتحدة التي تقود الحرب، وليس أوكرانيا.

 

 

الشرطة الألمانية تتكتم على التحقيقات وإشارات على تورط أوكرانيا

قال محمد الخفاجي، الصحفي المتخصص بالشأن الأوروبي، إن التحقيقات في تفجير خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2، تخضع لحسابات سياسية ألمانية وأوروبية والمعسكر الغربي بشكل عام، وهناك تكتم كبير على الموضوع.

وأضاف الخفاجي، ببرنامج "مطروح للنقاش"، أنه في يونيو الماضي قامت الشرطة الألمانية بتفتيش شقة في فرانكفورت واستدعت السيدة التي تقطنها وهى شريكة حياة لرجل أوكراني وهو أحد المشتبه بهم، في التفجير وغير موجود على الأراضي الألمانية الآن.

لماذا يتكتم الغرب على نتائج تحقيقات تفجير نورد ستريم؟

وأردف: "تم استدعاؤها كشاهدة وليس كمتهمة، وامتنعت الشرطة عن التحدث عن المزيد، أو عما دار في التحقيقات مع السيدة أو الإدلاء بشهادتها، وسربت المعلومات بشكل ضعيف، ولم يتم الحديث عنها لا من قبل المسئولين الحكوميين ولا أي جهة رسمية، بخلاف الشرطة الاتحادية، والتصريح كان مقتضبا ولم يسمح للصحفيين بالحصول على أي معلومات".

ولفت إلى أن هذا التكتم يشير إلى أن الجهة التي قامت بالتفجير أوكرانية، لكن الغرب ليس بوارد أن يضعف جبهة أوكرانيا حتى لو ثبت تورطها في تفجيرات خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2.

روسيا ليست لها مصلحة في تفجير خط “غاز نورد ستريم”

من ناحيته، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن هناك تعمّدا في وجود ضبابية، خاصة من الجانب الغربي الذي تولّى التحقيقات، ورفض إشراك روسيا وما طالبت به في مارس الماضي عندما طالبت بمشروع قانون في مجلس الأمن يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة تقدّم الدلائل، وتظهر من وراء هذا التفجير".

وأكد أحمد سيد أحمد أن روسيا ليست لها مصلحة في التفجير، وأن الغرب وأمريكا تحديدًا وألمانيا والسويد والدنمارك التي شكّلت 3 تحقيقات منفصلة، لو كان لديها دليل واحد فقط، على تورّط روسيا لما ترددت لحظة واحدة، ولما انتظرت هذا العام لكي تعلن أن روسيا وراء التفجير، وبالتالي فإن كل المعطيات والمنطق يقول إن روسيا ربما ليست متورطة؛ كما أن روسيا استثمرت المليارات في هذا الخط، وليس لها مصلحة في التفجير.

 

وقال الدكتور رمضان أبوجزر، مدير مركز بروكسيل للبحوث، إن التفجيرين الأول والثاني وقعا قبل اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارات بعقوبات اقتصادية تطول قطاع الطاقة ووقف استيراد الغاز والنفط من روسيا، وبالبحث عن الممستفيدين كانت  أصابع الاتهام تشير إلى أطراف تعمل لصالح الاستخبارات الأوكرانية، لكن لا أوكرانيا ولا استخباراتها لديها القدرات اللوجستية لتنفيذ مثل هذه العمليات الدقيقة.

 

اليسار الأوروبي يتهم الولايات المتحدة الأمريكية بتفجير خطي نورد ستريم 1 و2

وأوضح أن هناك بعض الصحافة التي تتبع اليسار الأوروبي وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو الأجهزة الاستخباراتية التي تدور في فلك الولايات المتحدة.