رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين أنتم يا رفاق.. ليبي يبحث عن أسرة زوجته تحت أنقاض درنة

مدينة درنة
مدينة درنة

أحياء كانت تعجّ بالحياةِ والمارة، تحولت لركامٍ، فالسيول غيّرت ملامحَ مناطق عديدة بدت مفجعةً لمن بقوا على قيد الحياة، فهناك عشرات الجثث التي تنتظر أن توارى التراب وفرق الإنقاذ الليبية تواصل البحث عن آلاف المفقودين.

منذُ ليلةِ العاشر من سبتمبر الجاري، يعيشُ الشرق الليبيّ أيامٌ عصيبة، فقد وصل الإعصار دانيال إليه قادمًا من اليونان بعد أن ضربها وخطف الكثير منها من الضحايا. سيولٌ جارفة سحبت معها الأخضر واليابس وغمرت قرى ومدنًا للأبد هناك في شرق ليبيا التي خرجت منها نداءات الاستغاثةِ والنجدة بعد أن فعل الإعصار دانيال فعلته في ليبيا.

أسبوعٌ كامل مضى ولا يزال وليد يبحثُ عن أثرِ أهل زوجته المفقودين، لكنه ليس بمفرده، حيثُ يُساعدهُ في مَهمّتهِ تلك، فريقُ بحثٍ روسيٌّ متخصص.

وليد الشيخ هو رجلٌ ليبيٌّ متزوج من سورية؛ فقد الاتصالَ بأهل زوجته في اليوم الذي ضربت فيه الفيضانات مدينة درنة الليبية، وذهب للبحث عن جُثَثِهم في المبنى الذي يعيشون فيه.

يقول الشيخ «ذهبت إلى بيت أسرة زوجتي للبحث عن جثثهم وسط ركام المبانِ وحُطام الجُدران التي سُوّيت بالأرض، ومازلتُ أبحث عن أي آثر لهم».

يُضيف لـ«الدستور»: «وقت الفيضانات فرّ صهري وابنته وباقي العائلة من المنزل إلى الساحة الأمامية هذا ما حدث قبل دقائق من دخول المياه إلى منزلهم، ومع استغاثاتهم وفق شهادات الجيران الناجين، غمرتهم المياه وأسقطتهم ولم نعثر على أي آثر لهم حتى الآن».

الشاب الليبي الذي لم يتجاوز عمره الثلاثين بعد أتى بفريق بحثٍ روسيّ، ليُساعدهُ في العثور على الجثث التي غمرتها مياه الإعصار دانيال ورقدت بهم تحت التراب.

البحث لم يُفضِ حتّى اللحظة عن أي نتائج، فلم يتمكنوا من العثورِ على جُثثٍ أو معرفةِ أين ذهبوا، وهذا ما دفع الشيخ لانتظارهم على أمل أن يكونوا في مكانٍ ما على قيد الحياه، وذلك وفق ما أكده في لـ«الدستور».

نكبة درنة التي أخذت الأرواح دون استئذان

ما حدث في درنة في الشرق بالتحديد لا يعد نكبةً، بل هو كارثةٌ بكل معنى الكلمة، إذ أكد المسؤولين أن آلاف المفقودين لم يُعثر عليهم في المدينة مع انتشار الجثث في الشوارع، تزامنًا مع استمرار السيول الجارفة، ما يُصعّب عملية سحب الجثث، أو إنقاذ المفقودين، مع خروج نداءات استغاثة من درنة تُطالب بالتدخل الدوليّ للمساعدة في إنقاذِ ما تبقى من السكان.