رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقيقة المنزل المعجزة الذي أثار الجدل في درنة: بقي صامدًا وسط السيول

المنزل المعجزة
المنزل المعجزة

وصفوه بالمنزل المعجزة بعد أن نجا من أهوال ما حدث وبقي صامدًا وحيدًا، بينما حوّلت السيول جميع ما حولهُ إلى حُطام.

المنزل المعجزة في درنة

ذلك هو المنزل الأبيض المكون من طابقين في مدينة درنة الليبية التي أشعلت صورته منصات التواصل الاجتماعي، حيث بدا أنَّه لم يتأثر بالسيول التي دمّرت أجزاء واسعة من المدينة، خصوصًا أنَّها جرفت كل ما حوله.

ورغم أنَّ وجهُ المدينة في درنة لم يعد أبدًا كما كان من قبل، حيثُ اختفت المعالم وابتلعت المياهُ عماراتٍ بسكّانها وسيارت بأصحابها نتيجة ما فعلته العاصفة دانيال التي اجتاحت ليبيا منذُ أكثر من أسبوع وقضت على الأخضر واليابس؛ لكن وسط هذا الكم من الخراب والدمار.

هل يمكن أن يصمد شيء ما؟، هذا ما أثار تفاعلاً كبيرًا بين رواد مواقع التواصل خلال الساعات الماضية الذين تداولوا صورًا لمنزلًا بقي صامدًا وسط دنة الليبية رغم الفيضانات التي اجتاحت المدينة ودمّرتها.

الغريب في الأمر أنَّ المنزل لم تُصب جُدرانه أو أبوابهُ ونوافذهُ بأي أضرار، رغم أنَّ بقيّة المنازل من حوله سُوّيت بالأرض، حتّى طلائه الأبيض من الخارج ظلّ كما هو، رغم الطيبن والوحل، ليبدو كأنَّه منزلٌ حديث البناء.

البعضُ قال إنَّ الصورة "مفبركة" وأنَّ المنزل ليس موجودًا في درنة أصلاً، أو أنَّ الصورة تم تعديلها على "الفوتوشوف" أو باستخدام الذكاء الاصطناعي.

حقيقة المنزل المعجزة في درنة

لكن بمعاينة الخرائط، تبيّن أن المنزل موجود فعلا في درنة، ويبعُد عن الشاطئ مسافة 400 متر، فقط، وبالفعل ظلّ المنزل صامدًا، فيما دُمّرت معظم الأبنية والمنازل المحيطة به وهو ما أكدته بعض مقاطع الفيديو التي تم التقاطها للمنزل بعد الإشاعات عن فبركة الصورة.

المنزل وفق مواطنين لبنانيين هو ملكٌ لشخص يُدعى "عيد بدراعة"، مجمعين على أنَّه كافلٌ لثلاثةٍ من الأيتام.

ومنذُ ليلةِ العاشر من سبتمبر الجاري، يعيشُ الشرق الليبيّ أيام عصيبة، فقد وصل الإعصار دانيال إليه قادمًا من اليونان بعد أن ضربها وخطف الكثير منها من الضحايا.

مُدنٌ وقرى شرق ليبيا، عاشت ساعتٍ من الرعب لا تزال مستمرة حتى اليوم فقد غمرت المياه مناطق كاملة وحاصرت المدنيين فيها وسط عجزٍ بتوجيه نداءات الإستغاثة.

الأضرار الكُبرى تركّزت في مدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر وضواحي المرج، وخلّفت ورائها أضرارًا مادية ضخمة، حيثُ دمّرت الممتلكات العامة والخاصة.