رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليبيا تحت رحمة السماء.. إعصار دانيال يترك الشرق منكوبًا

ليبيا
ليبيا

سيولٌ جارفة سحبت معها الأخضر واليابس وغمرت قرى ومدنًا للأبد هنا في شرق ليبيا التي خرجت منها نداءات الاستغاثةِ والنجدة بعد أن فعل الإعصار دانيال فعلته في ليبيا.

 7000 قتيل وآلاف المفقودين والعدد في ارتفاع مستمر

منذُ ليلةِ العاشر من سبتمبر الجاري، يعيشُ الشرق الليبيّ أيامٌ عصيبة، فقد وصل الإعصار دانيال إليه قادمًا من اليونان بعد أن ضربها وخطف الكثير منها من الضحايا. مُدنٌ وقرى شرق ليبيا، عاشت ساعتٍ من الرعب لا تزال مستمرة حتى اليوم، فقد غمرت المياه مناطق كاملة وحاصرت المدنيين فيها وسط عجزٍ بتوجيه نداءات الإستغاثة.

الأضرار الكُبرى تركّزت في مدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر وضواحي المرج، وخلّفت ورائها أضرارًا مادية ضخمة، حيثُ دمّرت الممتلكات العامة والخاصة.

نداءات استغاثة من درنة تُطالب بالتدخل الدوليّ

ما حدث في درنة في الشرق بالتحديد لا يعد نكبةً، بل هو كارثةٌ بكل معنى الكلمة، إذ أكد المسؤولين أن آلاف المفقودين لم يُعثر عليهم في المدينة مع انتشار الجثث في الشوارع، تزامنًا مع استمرار السيول الجارفة، ما يُصعّب عملية سحب الجثث، أو إنقاذ المفقودين، مع خروج نداءات استغاثة من درنة تُطالب بالتدخل الدوليّ للمساعدة في إنقاذِ ما تبقى من السكان.

وبوضعٍ أقلّ كارثية كان المشهد في منطقة سوسة التي غمرتها المياه هي الأخرى وأخفت مناطق كاملة، حيثُ ظهر السكان وهم يوجهون نداءات الاستغاثة من على السيارات.

دول عربية تتضامن مع الكارثة

وعلى ضوء الكارثة ومع تصاعد المطالب بالعون، أعلنت عدّةُ من الدول العربية تضامنها مع ليبيا، حيثُ أعلن الرئيس السيسي، تضامن البلاد مع ليبيا، ووجه بتقديم كل الدعم اللازم لهم، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات الليبية والمغربية، كما وجه رئيس الإمارات سمو الشيخ محمد بن زايد بإرسال مساعداتٍ إغاثية عاجلة، وفرق بحثٍ وإنقاذٍ إلى ليبيا للوقوف بجانب الشعبي الليبي، وللمساعدة في مواجهة الإعصار.

ووجه تميم بن حمد أمير قطر بإرسال المساعدات العاجلة للمناطق المتأثرة من الإعصار، ثمَّ لحقت الأردن بركب الملبّين للنجدة لتُرسل المزيد من الدعم إلى ليبيا.

حصيلة القتلى والمفقودين

الحصيلة النهائية حتى لحظة إعداد هذا التقرير، أشارت إلى وجود أكثر من من 7 آلاف قتيل، إضافة إلى عشر آلاف مفقودِ أغلبهم من مدينة درنة التي أعلنتها الحكومة الليبية منطقة منكوبة وفتحت المجال للتدخل الدوليّ فيها.

وضرب الإعصار دانيال الأسبوع الماضي كلاً من اليونان وتركيا وبلغاريا، وكانت أضراره الكُبرى في اليونان، حيث قتل 15 فيها جراء أشدّ عاصفةٍ ممطرة شهدتها البلاد، منذُ العام 1930، كما أدى لانهيار منازل وجسور كُثرٍ في اليونان، ودمّر معها عددًا من المدارس وطُرق وأعمدة الكهرباء.

الظهور الأول للإعصار دانيال

الإعصار دانيال لم يتم التمكن من تحديد قوته بعد، لكنّه يُصنّف من الأعاصير الأقوى في العالم، ويتراوح قطره بين 200 إلى 500 كيلو متر، ويُسبب أمطارًا غزيرة على شكلٍ دائريّ، تؤدي بعد ذلك إلى فيضانات كبيرة.

ظهر الإعصار دانيال في المرة الأولى عام 2006 قُبالةَ سواحل المكسيك، ويعتبر إعصارًا نادر الحدود، كونه يتشكل من موجةٍ استوايةٍ مدارية، يرجعه الخبراء بسبب الاحتباس الحراري.