رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس والأشقاء


كما يُعرف الصديق في لحظات المحن والمصائب، تُعرف أيضاً الدول والشعوب، تظهر معادنها عند الشدائد والمصاعب، بالمواقف والأفعال وبالأقوال.
هذا ما تثبته  الأيام ويشهد عليه التاريخ بين مصر وأشقائها العرب ومع الأصدقاء في الدول المجاورة ، فاليوم وأمس القريب والبعيد، وفي كل المحن كنا معاً، تاريخ يعيد نفسه ويتكرر مع تنوع الأحداث وتشهد عليه الشعوب وتسجله صفحات التاريخ.
بين مصر وأشقائها أربطة من الأخوة والنسب والمصاهرة، فليس مستغرباً أن تتصدر مصر قائمة الدول المساعدة لأشقائها في المغرب وليبيا وقبلهم سوريا وقطاع غزة وحتى تركيا.
قرارات نفخر ونعتز، بها ندُعمها ونؤيدها ونؤيد صاحبها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قرأ التاريخ ودفعه إلى الأمام ليكمل مسيرة من سبقونا ويؤكد على علاقات الترابط الأبدي بين الشعوب العربية.
في مصر  قرابة 9 ملايين شقيق عربي مقيم حالياً، ما نعرفهم هم الأشقاء السودانيون والسوريون والعراقيون، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن بيننا يعيش 14 ألفا و720 مغربيا ومغربية يقيمون في مصر بشكل دائم منهم 13 ألفا و720 سيدة مغربية متزوجة من مصري لهم 17 ألف طفل من أب مصري وأم مغربية، في المقابل يقيم  12 ألف مصري في المغرب إقامة دائمة.
وبيننا وبين المغرب الشقيق علاقات تجارية تُصنف الثالثة على المستوى الإفريقي والخامس عربياً تقدر بنحو 880 مليون دولار، وقبل كل ذلك فإن الشعب المغربي افتدى الأرض العربية المحتلة بـ170 شهيداً في حرب أكتوبر لا تقدر أرواحهم بأي ثمن، استشهدوا من بين 11 ألف جندي مغربي شاركوا في الحرب المجيدة 
وعن الشعب الليبي يطول الحديث ولا يكفي عن عمق العلاقات بيننا من قبائل عربية مشتركة تحمل نفس الأسماء ويربطهم النسب  والمصاهرة وتمتد علاقاتهم من الجدود للأحفاد بطول الصحراء الغربية من السلوم وحتى عمق الصعيد، يعزز تلك العلاقات وجود ما يقرب من مليون ليبيي يعيشون في مصر و332 ألف مصري يعيشون في ليبيا.  
تدعم العلاقات التجارية بين البلدين تجارة تبلغ  مليارا و200 مليون دولار، تمثل الشريك الأول لمصر إفريقياً والثالثة عربياً، وقبل الحديث عن الدعم المصري الحالي، نُذكر بما قدمته الشقيقة ليبيا في الحرب المجيدة بأكتوبر 73 والتي بلغت 55 طائرة ميراج و120 طائرة ميج و333 دبابة ومساهمات أخرى كثيرة أهمها على الإطلاق عملية جلب مضخات المياه التي أزالت الساتر الترابي بفكرة الراحل العبقري اللواء باقي زكى يوسف.
أكتب هذا المقال في الوقت الذي لم تنقطع فيه الإمدادات المصرية للمنطقة الشرقية بليبيا حيث تواصل قوات الجيش المصري جهودها في مساعدة السلطات الليبية للتغلب على تداعيات العاصفة "دانيال" المدمرة من تقديم مساعدات غذائية وطبية وإغاثية على متن الطائرات جواً والسيارات براً والبوارج بحراً، رغم صعوبة التحرك على الأرض من شدة الآثار التى خلفها الإعصار.
الدور الذي تلعبه القوات المصرية في ليبيا الآن لن ينتهى بانتشال جثث الضحايا ولا بتقديم المساعدات للمشردين والعالقين، وإنما هى حالة تحمل مسئولية كاملة للوقوف مع الأشقاء حتى نتجاوز الأزمة ونعيد الأوضاع لطبيعتها. 
وهكذا لم تتوقف  مصر يوماً عن مد يد الدعم لمحيطها العربى خلال الأزمات والكوارث المختلفة، وبكل السبل المتاحة من قوافل مساعدات برية وبحرية جوية إلى جانب إرسال فرق الإغاثة وإعادة الإعمار المزودة بأحدث المعدات والتجهيزات الفنية، لنجدة الشعوب الشقيقة والصديقة بما فيها دولتي سورية وتركيا بعد تعرضهم العام الماضي لزلزال مدمر وقبلهم تصدرت المساعدات المصرية إعادة إعمار قطاع غزة، حيث دخلت الفرق الهندسية إلى القطاع فى يونيو 2021 وتمكنت من إنشاء كورنيش غزة الشمالي بطول 3.5 كيلو متر وبعرض 40 متراً، كما أنشأت الأيدي المصرية ثلاث مدن سكنية جديدة في بيت لاهيا وجباليا والزهراء بإجمالي 2570 وحدة سكنية  وإعادة تنظيم الحركة المرورية في القطاع وإنهاء التكدس المروري وغيرها من المساعدات التي قررها الرئيس لإعمار غزة بقيمة 500 مليون دولار.
ووصلت فرق الإغاثة والإنقاذ المصرية إلى أبعد المناطق، في الشمال السوري والجنوب السوداني لترسم مصر بما قدمت من مساعدات اليد المفتوحة للشقيقة الكبرى لمحيطها العربي والإقليمي بقرارات إنسانية واستراتيجية مهمة للرئيس عبدالفتاح السيسي.