رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علماء بالأزهر: السنة النبوية لها مكانة كبيرة فى الإسلام وتتضمن التأصيل لأحكام الشريعة

فعاليات الاسبوع الثقافي
فعاليات الاسبوع الثقافي من مسجد الحسين

عُقدت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الدعوي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)  بعنوان: "السنة ومكانتها في التشريع"، وذلك في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية.

السنة ما ثبت عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير

وفي كلمته أشار الدكتور أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية السابق، إلى أن السنة هي ما ثبت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قولٍ أو فِعْلٍ أو تقريرٍ أو وصفٍ خُلُقي أو خلْقي، مؤكدًا أن الله (عز وجل) أمرنا باتباع الرسول (صلى الله عليه وسلم) فيما يأمر به وينهى عنه قال (سبحانه): "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا"، كما قرن طاعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بطاعته، فقال (سبحانه): "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"، مضيفًا أن منزلة السنة من التشريع منزلة عظيمة لكونها تتضمن بيان وشرح ما ورد في القرآن الكريم، وتُظهِر المراد منه؛ فهي تُبيِّن مجمل القرآن الكريم، وتخصِّص العام، وتقيِّد المطلق، قال (سبحانه): “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم”.

وأوضح الدكتور أحمد حسين، أن السنة النبوية ترتقي في درجات التأصيل والتشريع، حتى تصير مؤسِّسة ومنشئة لحكم جديد ليس في القرآن الكريم؛ كتحديد نصيب الجدة في الإرث، وأحكام الشفعة، وتحريم لُبس الحرير والذهب على الرجال، وجعل الرضاع مُحرِّمًا كالنسب قال (صلى الله عليه وسلم): "يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ"، وتحريم أكل الحيوانات التي لها أنياب، وكذلك الطيور التي لها مخالب ففي الحديث: "نهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن كُلِّ ذي نَابٍ مِن السِّبَاع، وعن كلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِن الطَّير". 

السنة النبوية لها مكانة كبيرة فى الإسلام

وفي كلمته أكد الدكتور رمضان حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية، على منزلة السنة من القرآن الكريم فتارة تأتي مؤكدة ومقررة للقرآن الكريم كالأمر بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والنهي عن الشرك بالله، وشهادة الزور، وعقوق الوالدين، وقتل النفس بغير حق فجاءت السنة مؤكدة ومقررة لهذه الأحكام، كما تأتي مبيِّنة ومفصِّلة لحكم جاء في القرآن الكريم مجملا كإقامة الصلاة، فقد ورد ذكرها في القرآن مجملا من غير تفصيل قال (سبحانه): "وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ".

وأوضح الدكتور رمضان حسان، أن السنة النبوية جاءت فبيَّنت عدد الصلوات، وعدد الركعات في كل صلاة، وما يُقرأ في كل ركعة، وكيفية التشهد، قال (صلى الله عليه وسلم): "صلُّوا كما رأيتُموني أصلِّي"، كما بين أن الله (سبحانه) أمرنا باتِّباع النبي (صلى الله عليه وسلم) في أمور العقيدة والعبادة، وفي كل ما أمر به (صلى الله عليه وسلم)، كما نهانا عمَّا نهى عنه (صلى الله عليه وسلم)، كما بين أن منزلة السنة عظيمة في التشريع اتفقت الأمة على قبولها والتسليم لها، والإيمان بها، والعمل بأحكامها، وأضاف أن الله (عز وجل) امتن علينا ببعثة نبيه (صلى الله عليه وسلم) الذي أنقذنا من الضلالة، وعصمنا به من الهلكة، فهي أكبر النعم بل أصلها، قال (سبحانه): "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".