رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أؤيد وأطالب!

 

 

أنا أؤيد الرئيس السيسى بشكل مطلق ولكنى أطالبه بالمزيد من الإصلاح بشكل مطلق أيضًا.. الإصلاح أشبه بعملية صيانة السيارة.. يمكن أن يكون لديك سيارة ممتازة.. لكنها بدون إصلاح ستفقد الكثير من قيمتها.. الإصلاح الدائم أشبه بعملية تغيير الزيت وضبط منسوب المياه وتغيير السيور.. إنه يضمن للسيارة عمرًا أطول وأداء أعلى.. ويمنع من لا يفهمون فى السيارات من الأساس من الادعاء بأن لديهم حلولًا لمشاكل السيارة.. بعضهم لا يستطيع قيادة دراجة فضلًا عن الادعاء بقدرته على حل مشاكل السيارات.. أعتبر أن قرارات الرئيس فى بنى سويف أمس الأول دليل جديد على إحساسه بجموع المصريين الذين حلم من أجلهم كثيرًا.. أؤيد هذه القرارات من أعماق قلبى وأطالب بالمزيد.. أقول مخلصًا إن بعض المسئولين يضر من حيث أراد أن ينفع.. ويقدم اقتراحات فنية جيدة لكنها لا تراعى البعدين السياسى والاجتماعى.. يشيع بين محبى الرئيس مقولة إنه ضحى بشعبيته فى سبيل الإصلاح واتخاذ الإجراءات القاسية.. وأنا أقول إننا نحتاج لشعبية الرئيس كما هى لأنها تحفظ مصر من المغامرين وطالبى المغانم والصائدين فى الماء العكر.. إعلان بنى سويف أمس الأول حزمة رائعة للتخفيف عن الطبقات الأولى بالرعاية، وأنا أقول إن الرئيس السيسى رئيس كل المصريين وإنه لا بد من قراره لإنعاش الطبقة الوسطى ومساعدة القطاع الخاص.. هناك شكاوى من ارتفاع قيمة الضريبة العقارية فى المساكن غير الشعبية وتقديرها بشكل جزافى.. مطلوب بالطبع تطبيق القانون لكن التقديرات الجزافية خطأ موظف تدفع ثمنه القيادة السياسية.. هذه الأخطاء الفردية يتم اصطيادها وتضخيمها ونشرها بشكل موسع لجعل الناس يشعرون بأن الأوضاع سيئة ولا أمل فى إصلاحها.. من القرارات التى ينتظرها الناس عودة تراخيص البناء الخاص.. هذه صناعة ضخمة يعمل فيها مصريون فى مهن وصناعات مختلفة.. مفهوم جدًا أن الهدف كان القضاء على عشوائية البناء والتدنى المعمارى الذى وصلت له معظم المبانى الأهلية، ولكن الحل فى تطبيق القانون الجديد بحسم واشتراط معايير فنية فى البناء مع منح الناس الحق فى بناء ما لديهم من أراضٍ.. هذه خطوة مصالحة للطبقة الوسطى وتخفيف من مشاكلها.. لا أريد الدخول فى تفاصيل دينية لكن معاوية بن أبى سفيان انتصر على على بن أبى طالب فى صراع السياسة.. بكل المعايير كان لا بد أن ينتصر ابن عم الرسول على ابن أبى سفيان ولكن السياسة لها رأى آخر غير رأى الأخلاق والمنطق والدين.. كان معاوية يمنح أصحابه وكان على يمنع أصحابه! كان على رجلًا ذا أخلاق لا يعطى الناس إلا بقدر.. وكان معاوية يعطى دون حساب.. فخرجت المقولة الشهيرة: الصلاة خلف على أتقى والطعام عند معاوية أشهى!.. إنها طبيعة النفس البشرية وربما طبيعة السياسة.. تظل هى هى عبر العصور.. إن كل مسئول أو وزير لا يراعى البعد السياسى فى قراره يضر القيادة السياسية ويجعلها تتحمل مزيدًا من الضغوط التى لا داعى لها.. المهندس الذى يذهب ليهدم مبنى تراثيًا بدلًا من البحث عن حل هندسى يضر الرئيس من حيث أراد أن يفيده.. المدير الذى يقدّر الضرائب تقديرات جزافية يضر الرئيس من حيث يظن أنه يفيد البلد.. الرئيس نفسه يصارح الناس بأن هناك أزمة وأننا سنعبرها معًا، فى حين تجد قطاعًا من الإعلام يقول للناس إن «كله تمام»، فى حين الرئيس نفسه يقول للناس إن الأمور «ليست تمام» وإننا نحتاج أن نعمل معًا ليصبح «كله تمام».. أنا شخصيًا أحترم الإعلام الذى يقول إن هناك أزمة وإن علينا أن نعمل لنعبرها معًا، ولا أصدق الزميل الذى يقول إن كله تمام أو ينهر المواطن العادى.. هذا الإعلامى يضر الرئيس من حيث يظن أنه يفيده لأنه يقول كلامًا فاقدًا المصداقية عكس توجه الرئيس نفسه الذى يصارح الشعب بالحقائق كاملة ويعدهم بالمزيد من العمل لتجاوز الأزمة.. فى إطار الإصلاح مطلوب مزيد من التفعيل لوثيقة ملكية الدولة ومزيد من المساعدة للقطاع الخاص.. هناك شكاوى من الصراع على السوق بين الشركات المملوكة للدولة وبين القطاع الخاص، وأنا أرى أن الحل فى فتح أسواق جديدة خارج مصر.. كل دولار من عوائد التصدير هام لمصر سواء ربحه القطاع الخاص أم شركات الدولة.. كلاهما من الشعب وللشعب.. إننى أضم صوتى للملايين الذين طالبوا الرئيس بالترشح للانتخابات المقبلة.. وأطالب ببرنامج رئاسى يستند لكل ما تم تحقيقه على أرض الواقع ولرؤية مصر ٢٠٣٠ التى هى برنامج الرئيس الفعلى الذى تم تنفيذ الكثير منه بالفعل.. أعرف بالطبع أن الرئيس لم يقدم برنامجًا فى ٢٠١٤ لأنه كان مرشح الإجماع الوطنى.. لكن ما تحقق وما نحلم بتحقيقه يفرض أن يكون هناك برنامج انتخابى يسجل ما تم إنجازه وهو كثير وما نحلم بإنجازه وهو كثير أيضًا.. فى الماضى كان الرئيس يتكتم رؤيته خوفًا من أهل الشر والآن مطلوب إسهاب فى شرح ما جرى لتحويل مصر لمركز لوجستى عالمى والتحديات التى تواجه هذا من الأعداء والأشقاء أيضًا.. مطلوب أن يصبح المواطن طرفًا فى معركة بلده للنهوض، وأن يكون شريكًا لا تابعًا، وصاحب وجهة نظر فى المواجهة لا مجرد متلقٍ للأخبار.. كل التحية لحزمة القرارات الثمانية التى اتخذها الرئيس لتخفيف المعاناة عن الطبقات الأقل دخلًا، وأدعوه لحزمة قرارات أخرى لإنعاش الطبقة الوسطى ومساعدة القطاع الخاص، حيث الإصلاح هو طريق الاستقرار والاستقرار هو طريق الازدهار والاستمرار أيضًا.