رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشجاعة والحب والخوف عند الفيلسوف الهندي "أوشو"

جريدة الدستور

الشجاعة من أروع الصفات التي يتحلى بها الإنسان، فهي القوة في حد ذاتها والثقة بالله، والإصرار على مواجهة الصعاب، والتغلب على مصاعب الحياة.

ويرى أوشو أن الشجاعة هى:

1/ أن تستمع إلى قلبك وأن تذهب إلى حيث يأخذك نحو المخاطر، ولكن تذكر أن هذه المخاطر مطلوبة لتجعلك جاهزًا للحصاد، أحيانًا تأخذك وتضلك، وتذكر أن هذا التوهان هو جزء من نموك أحيانًا ستسقط، انهض مرة أخرى. بتلك الطريقة – السقوط والنهوض مرة تلو أخرى ــــ يستطيع الشخص أن يستجمع قواه، هذا هو الطريق الذي يجعل الإنسان متماسكا.

2/ الحياة لا تستطيع أن تحضر لها وتخطط ولا حتى أن تكون جاهزًا لها، وهذا هو جمالها وهذا هو عيبها وانبهارها ، إنها دائمًا تفاجئك وأنت غير مدرك إذا كنت تمتلك عينين فستجد أن كل لحظة هي مفاجأة، ولا يوجد إجابات معلبة جاهزة مناسبة لها.

3/ في الحقيقة ليس هناك فرق كبير من الجبان والشجاع، الفرق الوحيد أن الجبان يستمع إلى مخاوفه ويتبعها، والشجاع يضع مخاوفه جانبًا وينطلق.

4/ الشجاعة خصلة لا يمكن لأحد أن يقدمها لك كهدية، إنها خصلة تولد بها، بل كل فرد ولد بها، إنما أحدهم يسمح لها بالنمو وآخر لم يسمح لها بذلك .

5/ العين المتعصبة التي تحمل أحكاما مسبقة هي عين عمياء، القلب الملئ بالاستنتاجات المستعارة من الآخرين هو قلب ميت.

6/ الأمر الجديد غير المعروف، قد يكون صديق وقد يكون عدو.. من يدري؟ لا توجد طريقة للتعرف عليه .. إنما الطريقة الوحيدة للتعرف عليه هو أن تسمح له أن يتواجد قربك .. ومن هنا تشعر بالخوف من استقباله.

7/ الخوف لا يخلق فيك، وليس جزءً منك، بل بسبب تواجد الماضي في رأسك، فقد عشت بطريقة ما وفكرت بطريقة ما حييت حياة مريحة نتيجة المعتقدات، وفجأة شئ جديد يطرق بابك! كل نمط حياتك الماضي يتشوش، وإذا سمحت للجديد أن يدخل فلن تستمر حياتك الماضية على ما هي عليه ولا أحد يعلم إلى أين سينتهي بك المطاف.

وتذكر أن أي شئ جديد يدخل حياتك هو هبه من الله، إذا قبلته فأنت متدين وإن رفضته فأنت غير متدين، الإنسان بحاجة إلى أن يسترخي قليلًا وقبل أن يدخل الجديد حياته يجب أن يكون منفتحًا أكثر ليدخل الجديد حياته.

8/ افسح الطريق للجديد ليدخل حياتك، هذا هو المعنى الحقيقي للصلاة والتأمل

9/ الإنسان يصبح إنسانًا حقيقي عندما يتقبل المسؤولية، فهى كاملة وهو المسؤول عن حاله مهما كان وضعه، هذه هى الشجاعة.

10/ الأمر الوحيد بالنسبة لك الذي يجب أن تهتم وترعاه وتحميه هى الخصال التي تستطيع أخذها معك عندما يدمر الموت جسدك ودماغك لأن هذه الخصال ستكون رفيقك الوحيد، وهذه الخصال هى القيمة الحقيقية لك، والناس الذين يملكونها هم فقط الأحياء.

آراء أوشو عن الحب

1/ إذا أحببت بصدق فالخوف يختفي، حاول أن تحب نفسك، في اللحظة التي تبدأ الإنسانية فيها تقبل بعضها البعض ستقفل كل الكنائس أبوابها ولن يعود هناك سياسيون ولا كهنة.

2/ تقبل ذاتك، كن نفسك فقط، كن شجاعًا في إثبات وجودك ولا تكن صورة طبق الأصل من الآخرين.

3/ أحبب الناس بلا شروط وإذا كان لديك بعض الشروط في ذهنك فلن يكون بمقدورك أن تحب أبدًا، إذا احببت الناس بلا شروط فإنك تكون قد بدأت في النمو والنضج وطرد الخوف منك وستتمتع بحالة الحب نفسها.

4/ كل أمراض الجنس البشري سببها نقص الحب وكل أخطاء الإنسان قد تكون بسبب الحب، هوغير قادر على أن يُحِب أو أن يُحَب، هذه هي التعاسة التي تخلق كل أنواع التعقيدات في داخل الذات.

5/ إن الجراح الداخلية قد تطفو إلى السطح بطريقة أو بأخرى فتسبب أمراضًا جسدية أو اختلال عقلي أما أعماق الذات فتتعذب بسبب نقص الحب.

6/ كما أن الطعام ضروري لغذاء الجسد، فالحب ضروري لغذاء الروح.

7/ الجسد يستحيل أن يستمر حيًا بدون طعام والروح يستحيل عليها البقاء حية بدون حب، وفي الواقع لولا الحب لما ولدت الروح.

8/ لا تحاول أن تفهم الحياة بل عش الحياة، لا تحاول أن تفهم الحب بل تحرك مع الحب عندها ستعرف ماهو الحب.

9/ الخوف من الحب خوف من الحياة، والخوف من الحياة ثلاثة أرباع الموت.

10/ الحب نادر جدًا، أن تلتقي شخصًا ما في عمق أعماقه هذه مخاطرة لأنك لا تعرف ما الذي سيفعله الآخر بك وبمجرد أن يعرف جميع أسرارك، عندما تكون واضحًا تمامًا فإنك أصبحت في متناول يده ولن تعرف ما سيفعله به ومن هنا يكون الخوف ولذلك نحن لا نفتح لأعماقنا لأي شخص حتى المتزوجون الذين عاشوا مع بعص لسنوات عديدة هم مجرد رفاق.

11/ أنت تسمح للطرف الآخر بالغوص إلى أعماقك عندما لا يكون للخوف نصيب من نفسك.

12/ هناك نوعان من الناس، أحدهم يتحرك بدافع من الخوف والآخر يتحرك بدافع من الحياة.

13/ الحياة المرتبطة بالخوف لا تحقق علاقات عميقة أما الحياة القائمة على  الحب هى حياة الشخص الذي لا يخاف المستقبل ولا يخاف من النتائج والعواقب بل يعيش الحاضر فقط.

14/ الحب زهرة نادرة تتفتح أحيانًا، عندما لا يصبح للخوف وجود أما الحب الذي تعيشه اليوم فإن الخوف موجود دائمًا،  الزوج يخاف من الزوجة والزوجة تخاف من الزوج والعشاق دائمًا في حالة خوف، إذن ليس هذا بحب، بل مجرد اتفاق بين شخصين خائفان يعتمدان على بعضهما البعض، يستغلان بعضهما البعض يبتز كل منهما الآخر ويسيطر  عليه ولكنهما لا يعيشان الحب.

15/ الاطمئنان وراحة البال دلالتين واضحتين للحب، الحب لا يمكن أن يرى أو يلمس ولكن القناعة والرضا العميقين هما ما تحس به النفس عندما تحب.

16/ النساء يشعرن بالخوف أكثر من الرجال لأن لديهن إمكانية أكبر للحب.

17/ الحب يعطي الشجاعة، الحب يأخذ كل الخوف بعيدًا عنك، من يتحكم فيك يعتمد على خوفك.

18/ الحب يقوي الذكاء بينما الخوف يجعلك غبيًا، من الذي يريدك أن تكون لامعًا بذكائك؟ بالطبع ليس هم من في السلطة، كيف يريدونك ذكيًا وهم يريدون التحكم فيك فلو كنت ذكيًا لاكتشفت كل الاستراتيجية واللعبة المحاكة ضدك يريدونك غنيًا ومتوسط الذكاء وماهر فيما يتعلق بالعمل لكن الذكاء الفطري لابد وأن يكون في أدنى مستوياته.

 الحنان 

  • الحنان هو أعلى درجات الحب، والجنس هو أدنى درجات الحب.
  • الحنان هو أسمى أنواع الطاقة، الحنان يعني أنك تعطي دون تفكير في أنك ستأخذ مقابل ما أعطيت بأي شكل من الأشكال.
  • الحنان علاقة روحية، وفي الحب يمتزج الحنان والجنس.

الإنسان في تغير مستمر 

  • حين يتقبلك أحد كما أنت بلا شروط ساعتها تبدأ بالتغيير.
  • يقول هيراقليطوس " ليس بمقدورك عبور ذات النهر مرتين" ومن المستحيل أن تلتقي الإنسان ذاته مرتين، فالإنسان دائم التغير إنه كالنهر دائم الجريان، وأنت لا تدري ما الذي سيحدث ، فالمستقبل قابل لكل الاحتمالات.
  • للإنسان روح لذلك فهو متقلب المزاج والطباع.
  • أنت تأتي إلى هذا العالم فارغ اليدين وتتركه فارغ اليدين، إذ نحن نستعمل المال ولا نمتلكه.
  • مشاكل الفقراء متأتية من اختلاطهم بالعالم ومشاكل الأثرياء سببها عدم الاختلاط بالناس ، الأثرياء يعانون من أمراض روحية أما الفقراء فأجسادهم هي التي تمرض هذا لا يعني أن الفقراء لا يعانون من مشاكل روحية ولكن بوجه عام يعاني الفقراء من هموم دنيوية كنقص المال والغذاء والعلاج.
  • الحكمة تأتي من خلال تقابل القلب مع الفكر وبمجرد استطاعتك أن تتعلم كيف توفق بين ضربات القلب وعمل الفكر، تكون قد ملكت السر  الذي يحل كل الغموض والأحجيات كله بيدك.
  • عندما تكون الأمور على ما يرام ولا وجود للخوف فإن العقل يجلس في مؤخرة المركب وعندما تسوء الأمور يقفز العقل إلى مقدمة المركب ويصبح القائد وفي أوقات الخطر يصبح العقل هو القائد.