رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية في مصر تحتفل اليوم بعيد الصليب

الصليب
الصليب

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بعيد الصليب، وفي نشرة الكنيسة التعريفية بالعيد جاء أن هذا العيد هو من اكبر الاعياد في الشرق. له تذكارات متعددة ترمز كلها إلى انتصار السيد المسيح بقيامته والى تكريم الصليب المقدس علامة انتصار المسيح. التذكار الأول هو تدشين كنيسة القيامة في القدس في 13 سبتمبر سنة 335.

وشاد الملك قسطنطين كنيسة فخمة فوق قبر المسيح تشبه كنيسة بيت لحم التي لا تزال قائمة. كانت كنيسة القيامة تقسم الى خمسة اسواق وفي داخلها بناء بشكل دائرة تعلوه قبة فوق قبر المخلص. 

وتم التدشين في 13 سبتمبر ليحلّ مكان عيد وثني كان تدشين هيكل جوبيتر في روما. التذكار الثاني هو اعادة عود الصليب الى القدس على يد الملك هرقل. كانت خشبة الصليب محفوظة في كنيسة القيامة حتى 14 مايو 614، حيث دخل الفرس القدس واحرقوا الكنيسة واخذوا عود الصليب. وبعد انتصار الملك هرقل سنة 628 أرجَعَ الصليب بتكريم حافل الى المدينة وكان ذلك في 14 سبتمبر.

يذكر أن الإمبراطور نفسه ارتدى ثيابه الملكية وحمل الصليب ومشى في شوارع القدس فأوقفه البطريرك وطلب إليه أن يخلع الثياب الباهرة ويتشبه بالمسيح المُهان، فقبل الامبراطور وترك ثيابه الملوكية ومشى حافي القدمين، وواكبته جموع المؤمنين تسجد للصليب المكرّم. ولا تزال الكنيسة تحتفل في هذا اليوم برتبة "زياح الصليب المقدس" أي السجود للصليب رمز انتصار المسيح في قيامته.

عظة الكنيسة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنه قال المسيح: "اليومَ دَينونَةُ هذا العالَم". ماذا ننتظر إذًا في نهاية الدهر؟ فالدينونة المنتظرة في النهاية هي دينونة الأحياء والأموات، هي الدينونة التي تقضي أحكامها بالمكافآت والعقوبات الأبديّة. ما هي إذًا دينونة اليوم؟.

أحكام الله كثيرة، لذلك قيل في المزمور "غَمرٌ عَظيمٌ أَحْكامُكَ" (؛ وأضاف الرسول بولس قائلاً في رسالته إلى أهل رومة: "ما أَبْعدَ غَورَ غِنى اللهِ وحِكمَتِه وعِلمِه! وما أَعسَرَ إِدراكَ أَحكامِه وتَبيُّنَ طُرُقِه" .

وكان الشيطان سيّد الجنس البشري وكان يبسط سيطرته على قلوب المشكّكين ويدفع أولئك الذين خدعهم وصاروا أسرى له إلى أن يعبدوا الخليقة ويتخلّوا عن الخالق. غير أنّه بفضل الإيمان بالرّب يسوع المسيح الذي تعزّز بموته وقيامته، وبدمه الذي سُفك لغفران الخطايا، تحرّر آلاف المؤمنين من قبضة الشيطان واتّحدوا بجسد الرّب يسوع المسيح واجتمع الأعضاء المؤمنون تحت هذا الرأس، فبات روحه الفريد يُحرّكهم. إنّ هذا التمييز وطرد الشرير من قلب الذين افتداهم هو الذي سمّاه الربّ يسوع "دَينونَةُ هذا العالَم".