رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد 25 قرنًا.. هل صدقت روايات هيرودوت بشأن السفن المصرية القديمة؟

نهر النيل
نهر النيل

قال علماء آثار مؤخرا إن حطام سفينة قديمة أثبت أن المؤرخ اليوناني هيرودوت كان على حق فيما يتعلق بملاحظاته عن السفن المصرية منذ ما يقرب من 25 قرنًا.

وبحسب صحيفة "جريك ريبورتر" اليونانية، فإن حطام السفينة، الذي تم اكتشافه في نهر النيل بالقرب من مدينة ثونيس هيراكليون القديمة والمغمورة الآن، كان لسفينة تسمى "باريس".

سر حطام السفينة المصرية القديمة

وأضافت الصحيفة أنه تم وصف هذا النوع الدقيق من السفن بتفصيل كبير من قبل هيرودوت في نصه "التاريخ" بعد زيارة قام بها إلى مدينة ثونيس هيراكليون الساحلية في مصر، وقد اندهش هيرودوت من الطريقة التي كان الناس يبنون بها السفينة، التي كانت تستخدم للإبحار عبر نهر النيل.

وتابعت أنه لعدة قرون، اعتقد العلماء وعلماء الآثار أن نوع السفينة التي وصفها هيرودوت لم تكن موجودة في الواقع لأن مثل هذه السفن لم يتم اكتشافها من قبل أي شخص على وجه الأرض، ولكن تم التأكد من صحة روايات هيرودوت مؤخرًا عندما عثرت مجموعة من علماء الآثار على حطام سفينة محفوظ جيدًا قبالة سواحل مصر في المصب الكانوبي لنهر النيل بالقرب من البحر الأبيض المتوسط.

وأضافت أن ما رآه علماء الآثار عندما غاصوا في المياه كان بالضبط نوع السفينة التي وصفها هيرودوت بشكل مثالي في كتابه منذ ما يقرب من 2500 عام.

وكانت السفينة التي يبلغ طولها 28 مترًا من أوائل السفن التي استخدمها المصريون للتجارة خلال العصور القديمة، ولا بد أن السفن التي وصفها هيرودوت في كتابه كانت من نفس نوع السفن تمامًا ولكنها كانت أصغر قليلاً.

يوضح الدكتور داميان روبنسون، مدير مركز الآثار البحرية بجامعة أكسفورد، أنه “عندما يتم ربط الألواح الخشبية معًا لتكوين الهيكل، فإنها عادة ما يتم ربطها بواسطة مفاصل نقر ولسان تربط لوحًا واحدًا بالآخر".

وقال روبنسون: "هنا لدينا شكل فريد تمامًا من البناء، لا يمكن رؤيته في أي مكان آخر".

وأوضحت الصحيفة اليونانية، أنه على الأرجح، كانت طريقة البناء الفريدة هذه هي السبب الذي جعل هيرودوت مندهشًا جدًا عندما رأى هذا النوع من السفن، كما اندهش المؤرخ الشهير أيضًا من الأنواع الغريبة من الخشب التي كانوا يستخدمونها في بناء السفن، والتي لم يكن يعرفها تمامًا، ويعتقد علماء الآثار أن ما رآه هيرودوت كان من الممكن أن يكون قد تم بناؤه في نفس حوض بناء السفن تمامًا مثل السفينة التي اكتشفوها، نظرًا لأن تحليل نص هيرودوت كلمة بكلمة يتطابق بشكل وثيق مع مظهر السفينة.

كان هيرودوت مؤرخًا يونانيًا وكان أول كاتب يعالج الموضوعات التاريخية باستخدام طريقة التحقيق المنهجي مما أدى إلى اعتباره عالميًا "أبو التاريخ"، حيث أخذ على عاتقه تسجيل تاريخ الحروب اليونانية الفارسية وغيرها من الأحداث البارزة في ذلك الوقت، ليس كقائمة جافة روتينية من الأحداث التي تسببت فيها الآلهة جميعًا - كما كان يحدث حتى ذلك الوقت - ولكن في طريقة منهجية يتم من خلالها جمع وتحليل روايات شهود العيان للحاضرين، باستخدام العقل.