رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأسعار مختلفة من صيدلية إلى أخرى.. تسعيرة الدواء تخلق فوضى

ادوية
ادوية

تشعر ندى، 29 عامًا، كل فترة بدوار وكأنها أوشكت على الإغماء، تعلم في ذلك الوقت أنها تريد جرعة من فيتامين الحديد الذي اعتادت تناوله حينما تشعر بذلك الدوار، وأجرت كشف طبي معتاد ومن بعده تحاليل دم ليقر بها الطبيب دواء «هيما كابس».

تقول: «لدي أنيميا حادة تجعلني أشعر بالهبوط والدوار وكل فترة أكرر ذلك الدواء منذ إجراء الكشف الطبي منذ عام ونصف، ولكن لاحظت أن سعره يختلف من صيدلية إلى أخرى دون سبب واضح».

في العام 2021 أعلنت هيئة الدواء استقبالها ٨٠٤ بلاغات، وتم التواصل مع جميع المبلغين، وحل مشكلاتهم، كان من بينها 88 بلاغًا يخص تسعير الدواء، وهناك 652 شكوى جاءت من خدمة الشكاوى الموحدة.

يبلغ سعر علبة الدواء 36 جنيهًا، إلا أن ندى تجده في بعض الصيدليات بسعر 40 جنيهًا، وفي البعض الآخر وصل 50 جنيهًا: «وجدت بعض الصيدليات تخفي السعر الموجود على العلبة وتضع سعر آخر من خلال لاصق وحين استفسر يكون الجواب أن سعره ارتفع».

ترى ندى أن الصيدليات تستغل الأزمة الاقتصادية الحالية لتضع سعر للدواء بعيدًا عن أعين الرقابة، لكونها لاحظت اختلاف أسعار دواء والدها أيضًا الخاصة بالسيولة من صيدلية إلى أخرى دون أن تفهم السبب.

فوضى تسعير الدواء

ما حدث مع ندى لم يكن حالة فردية، إذ تحدث المركز المصري للحق في الدواء عن وجود فوضى ممنهجة تقوض ما جرت عليه الأمور في مصر منذ تحديد التسعير الجبري للأدوية الذي ظهر في القرار ١٦٣ لسنة ١٩٥٠ والتعديلات التي مر بها.

وأوصى الخبراء بأهمية تمثيل منظمات المجتمع المدني داخل لجان التسعير لضمانة توفير الأسعار العادلة وتحقيق نوع من الرقابة وعدم التسعير بشكل انفرادي تجاري، بحيث يكون للدواء الواحد سعر واحد في كل الصيدليات.

بينما رصد بيان من المركز القومي للبحوث، أن  هناك زيادة في  عشرات الأصناف بشكل متكرر علي غير المعتاد تفشي على غير العادة ما يعد مقدمة  لتحرير أسعار صناعة الدواء التي تعتبر أمن قومي لأنه السلعة الوحيدة المسعرة جبريًا الآن وهذا سيعد تحول كبير لدور الدولة في تأمين الأدوية لمواطنيها كحق إنساني.

نسمة: "أدوية الأطفال أسعارها مختلفة في الصيدليات"

نفس الأمر تعرضت له نسمة محمود، 29 عامًا، ولكن في دواء ابنها "وان ألفا" وهي نقاط كالسيوم فموية للأطفال تمد أجسادهم بالمعادن اللازمة، حيث كان سعرها 110 جنيهًا في صيدلية، وفي آخرى وصل إلى 120 جنيهًا.

تقول: «في كل مرة ابتاع هذه النقاط أجد سعرها متغيرًا كل صيدلية تضع سعر مختلفًا حتى بعدما ارتفع سعرها إلى 276 جنيهًا: «أسعار الأدوية مؤخرًا أصبحت مرتفعة للغاية، ويزيد من الأمر ما تفعله الصيدليات بوضع زيادة خاصة بها لكل دواء».

توفر هيئة الدواء خط ساخن لاستقبال شكاوى التسعير من المواطنين وهو على رقم 15301، ويشمل الخدمات التالية: « الاستفسار أو الإبلاغ عن نواقص الأدوية، الإبلاغ عن مخالفات تخص مستحضرات أو منشآت صيدلية، والاستفسار عن تراخيص المؤسسات الصيدلية وتسعيرة الدواء».

توضح نسمة أنها لم تكن تعرف أن هناك خط ساخن للإبلاغ عن شكاوى الصيدليات إلا أنها قررت في المرة القادمة اللجوء له، حتى لا تقوم الصيدليات بوضع تسعير الدواء مختلف عن الأخرى.

وفي بيان من المركز القومي للبحوث، أكد فيه أن هناك "تشوه" تسعيري أدي إلى وجود عشرات الأصناف الهامة بالصيدليات بثلاثة أسعار مختلفة؛ ما يضر بمصالح المريض، ويؤدي إلى تزايد الاتهامات بين الجمهور والصيادلة