رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في قمة العشرين.. هل تتحول الهند إلى جسر العالم النامي للنهضة الاقتصادية؟

قمة العشرين
قمة العشرين

قبل استضافة الهند لاجتماعات قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الرائدة، دعا رئيس وزرائها 125 دولة معظمها من الدول النامية إلى اجتماع افتراضي في يناير للإشارة إلى نية نيودلهي في أن تكون بطل على المسرح العالمي وجسر للعالم النامي والنهضة الاقتصادية.

جسر للعالم النامي

وأكدت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، أن الهند تعهدت بإسماع صوت ما يسمى بالجنوب العالمي - وهو عبارة عن مساحة واسعة من البلدان النامية في الغالب، والعديد منها مستعمرات سابقة، في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأوقيانوسيا ومنطقة البحر الكاريبي.

وتابعت أن هذا التعهد سيكون على المحك هذا الأسبوع عندما يصل زعماء العالم إلى نيودلهي لحضور قمة مجموعة العشرين لهذا العام، والتي تبدأ يوم السبت، ولكن الهند لم تروج لنفسها باعتبارها جسراً إلى العالم النامي فحسب، بل وأيضاً باعتبارها لاعباً عالمياً صاعداً، ووسيطاً بين الغرب وروسيا.

وقال ميلان فايشناف، مدير برنامج جنوب آسيا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن التغلب على الانقسامات بين الكتل العالمية المختلفة بشأن حرب روسيا في أوكرانيا سيكون بمثابة "عمل دبلوماسي رفيع المستوى" بالنسبة للهند.

وقال جون كيرتون، مدير ومؤسس مجموعة العشرين البحثية، إنه إذا لم يكسر الزعماء هذا الجمود خلال عطلة نهاية الأسبوع، فقد يؤدي ذلك إلى المرة الأولى التي تنتهي فيها قمة المجموعة دون إصدار بيان، وهي انتكاسة غير مسبوقة للمجموعة.

أوضحت الشبكة أنه نظراً لعلاقات نيودلهي التاريخية مع موسكو، وعلاقتها المتصاعدة مع الغرب، وعدائها لبكين بسبب نزاع حدودي دام لسنوات، فإن مودي في موقف معقد دبلوماسياً.

وتابعت أنه بينما يلقي الانقسام بشأن أوكرانيا بظلاله على مجموعة العشرين، ركزت الهند على القضايا التي تؤثر على البلدان النامية، مثل انعدام الأمن الغذائي والوقود، وارتفاع التضخم والديون وإصلاحات بنوك التنمية المتعددة الأطراف، وفي محاولة لجعل مجموعة العشرين أكثر شمولا، اقترح مودي أن يصبح الاتحاد الأفريقي عضوا دائما.

وقال هابيمون جاكوب، مؤسس مجلس حماية البيئة ومقره نيودلهي، إن العديد من دول مجموعة العشرين تريد التركيز على استدعاء روسيا، لكن بالنسبة لعدد من الدول النامية التي تتعامل مع الصراعات المحلية والأحداث المناخية المتطرفة، فإن أزمة أوكرانيا لا تمثل أولوية كبيرة البحوث الاستراتيجية والدفاعية.

تنامي اقتصادي

وأكدت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية أن الهند سيسعى للتركيز على اقتصادات العالم النامي خلال القمة، وقال مانجاري تشاترجي ميلر، وهو زميل بارز في في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن العاصمة الهند وباكستان: "الأمر المختلف في رئاسة الهند لمجموعة العشرين".

وتابع: "أحد المخاطر هو أنه من خلال رفع رئاسة الهند لمجموعة العشرين إلى هذا الحد، هناك الآن توقعات بأن تحقق الهند بعض الاختراقات الملموسة، تحاول الهند استخدام مجموعة العشرين للجمع بين الجنوب العالمي وتقديم نفسها كجسر بين الجنوب العالمي والغرب، لكن تبقى مشكلة روسيا والصين".

وأوضحت الشبكة أن الواقع أن شبح الأزمة الروسية الأوكرانية، خيم على اجتماعات مجموعة العشرين على مختلف المسارات التي عقدتها الهند، وكانت الهند تأمل في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن مجموعة من القضايا بدءًا من الإطار التنظيمي للعملات المشفرة وحتى حل قضايا الديون المعيقة للبلدان النامية.

وتشمل المجالات الأخرى إصلاحات في البنوك المتعددة الأطراف كجزء من جدول أعمالها لتعزيز التقدم في التنمية المستدامة، فضلا عن قبول الاتحاد الإفريقي كعضو في مجموعة العشرين.