رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيزنس قاعات حفلات التخرج والرقص برداء الجامعة.. وخبيرة: "الأجيال اختلفت"

الطالبة شادن
الطالبة شادن

في ظل انتشار فيديوهات تخرج الطلبة في الآونة الأخيرة والتي فيها يقومون بالرقص احتفالًا، انتشرت حالة من الجدل الكبيرة بين المؤيد لسلوك هؤلاء الطلبة معتبرًا إياه تعبيرًا عن السعادة بالنجاح، وبين المعارض له معتبره خروجًا عن السلوك المألوف واختراقًا لقدسية الحرم الجامعي.

"شادن" بدأتها

الطالبة النوبية "شادن مصطفى صابر" كانت أول من بدأ هذه الفيديوهات عندما انتشر الفيديو الخاص بحفل تخرجها، وهى ترقص على أنغام إحدى الأغنيات النوبية الشهيرة، لتثير حينها تفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل كان بينه الكثير من المستحسن لها، وفي الوقت ذاته خرج العديد من المعارضين لهذا السلوك، الأمر الذي جعل "شادن" تحتل الترند وتصبح حديثًا لوسائل التواصل.

بعد أيام قليلة ولم يلبث أن هدأ الحديث عن فيديو "شادن" حتى ظهر فيديو آخر على وسائل التواصل لطالبة من الصعيد، وهى تحتفل أثناء تخرجها بالرقص الصعيدي ممسكة بالعصا، الأمر الذي زاد من حدة الحديث حول حفلات التخرج، ومدى قبولها في حرم الجامعة وكذلك خارجه، واتفاقها مع حدث التخرج من المؤسسات الأكاديمية بما تتسم به تلك المؤسسات من طبيعة علمية بحتة.

 

لا تتناسب وقدسية الشهادة والجامعة 

يرى الدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، أن انتشار هذه الفيديوهات وانتشار الجدل حولها كذلك يعبر عن الجدال الذي حدث بالذوق العام، والفساد الذي أصابه، موضحًا أن التعامل بالرقص لا يتناسب على الإطلاق مع الحرم الجامعي، وكذلك لا يتناسب مع الشهادة الجامعية التي يحملها الطالب في يده بهذا اليوم، موضحًا أن تلك الشهادة تعبر عن تخرج الطالب من مكان له حرمة واحترام والاحتفال به يجب أن يتوافق مع ما تعبر عنه، كما طالب الخبير بضرورة تشريع قانون يجرم الاحتفال بالتخرج بهذه الطريقة. 

 

أضاف عبدالعزيز: "كنت أتمنى أن يكون الاحتفال يتم بتقديم النصائح للطلبة فيما يخص ما ينتظرهم فيما بعد التخرج من كيفية استعدادهم لسوق العمل وتأهيل أنفسهم له"، مضيفًا أنه من الممكن أن تحضر الجامعة في هذا اليوم إليها خريجين سابقين أثبتوا كفاءات في سوق العمل، واستطاعوا الحصول على التفوق، وتجمعهم مع الخريجين الحاليين، وتدير نقاشات بينهم ليكونوا قدوة للخريجين الحاليين لهم ولتوجيه النصائح لهم، موضحًا أن تلك جميعها طرقًا أكثر إفادة وأصلح من الاحتفال بالرقص، الذي لايتناسب مع تقاليد وأعراف مجتمعاتنا داخل جميع جامعاتنا.

 

 ربما اختلفت الأجيال والقانون الحل

بينما قالت الخبيرة التربوية الدكتورة بثينة عبدالرءوف: لم نر من قبل الرقص في حفلات التخرج وداخل حرم الجامعة، بل كان الاحتفال في هذا اليوم يتم كما هو معتاد من خلال تكريم أساتذة الجامعة للطلاب وسط أجواء من الفرحة، ولكن مع الهيبة والاحترام.

في الوقت ذاته لم تستنكر بثينة ما قامت به الطالبات اللواتي رقصن في حفل تخرجهن قائلة: "ربما اختلفت الأجيال وأردن أن يعبرن عن أنفسهن بطريقة تخصهن أنفسهن"، مشيرة إلى أن كل جيل له طريقة تفكير تختلف عن سابقيه، ولكن المحدد هنا- حسب بثينة- يجب أن يكون القوانين التي تضعها المؤسسة التعليمية، موضحة أن الجامعة هي من بيديها زمام الأمر فهى  من يجب عليه تحديد قوانين إقامة الاحتفالات، ومن يخالفها تجب معاقبته.

أشارت بثينة، إلى أنه من الممكن أن يحتفل الطلاب بتخرجهم بالطريقة التي يحبونها وفي الوقت نفسه يلتزمون بقواعد الحرم الجامعي إذا منع الاحتفال بهذه الطريقة داخله، وذلك من خلال تأجير قاعات خاصة خارج نطاق الجامعة، مشيرة إلى أنه هنا تكون الحرية للطالب ولذويه في الطريقة التي يراها مناسبة للاحتفال بتخرجه.

 

الساعة في قاعات حفلات التخرج بـ2000 جنيه

وقد استطاع "الدستور" أن يقوم بجولة حول عدد من القاعات التي يقام فيها أحيانًا الاحتفالات بالتخرج الكائنة بعدد من المناطق، تبين تردد العديد من الطلبة حول هذه القاعات وتكرر الاحتفالات بها بمبالغ ضخمة.

قالت المسئولة عن إحدى القاعات في محافظة الجيزة لمحررة "الدستور" إن حجز الساعة الواحدة في القاعة لايقل عن 2000 جنيه، دون إضافة مصروفات تكاليف "البوفيه".


الاحتفال في قاعات خارج الجامعة غير مقبول

وعن رأيه في احتفال بعض الخريجين بالتخرج في قاعات خارج الحرم الجامعي قال الدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، في حديثه لـ"الدستور" إن هذا أمر لا يليق أيضًا، مشيرًا إلى أن الشهادة بحد ذاتها لها قيمة وقدسية وينبغي ألا يستهان بقيمتها بهذا الشكل، كما أشار إلى أن الاحتفال بهذا اليوم سيسجل في أرشيف الطالب والطالبة ويوثق إلى أن يراه فيما بعد أبناؤهم، متسائلًا "هل يجب أن يرى الأبناء فيما بعد آباءهم وهم يحملون الشهادات راقصين راقصات، أم في صورة مشرفة ووقورة؟".

الطلب زائد 

وكانت قد أوضحت مسئولة قاعة حفلات التخرج لمحررة الدستور، أن القاعة يتم تجهيزها بشاشات عرض كبيرة، وأجهزة "دي جي" لتشغيل الأغاني، كما يمكن دخول بعض الفرق الاستعراضية فيها أثناء الاحتفال، وتسلم الشهادة، وأكدت مسئولة القاعة في حديثها أن طلبات حجز حفلات التخرج قد زادت في الفترة الأخيرة بهذه القاعات.

وهو الأمر الذي يجعل إثارة التساؤل حول زيادة هذه الحفلات بتلك الطريقة مستمرًا، وكذلك يثير التساؤل حول الطريقة المستقبلية التي ستكون عليها حفلات التخرج الجامعي عقب تكرار تلك الفيديوهات “فيديوهات التخرج بالرقص”.