رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إمبراطور الغربة.. خطيئة محمد الفايد التى أدت إلى مقتل "ديانا ودودى"

محمد الفايد ونجله
محمد الفايد ونجله دودى والأميرة ديانا

بعد وفاة الملياردير المصري "محمد الفايد" يوم الجمعة الماضي، تتوالى التقارير الإعلامية والتصريحات والشهادات الخاصة والجديدة حول حياة الرجل الذي يستحق أن يُلقب بـ"إمبراطور الغربة"، لعل أكثرها حزنا ما كشف عنه الصحفي والمذيع البريطاني الشهير أندرو نيل ونشرته صحيفة الديلي ميل قبل ساعات.

 

خطيئة محمد الفايد وشعوره بالذنب بعد مقتل ديانا ودودي

قال نيل إن محمد الفايد كان يعيش في حالة ندم بعد مقتل نجله دودي الفايد والأميرة ديانا، وإنه كان يشعر بالذنب لأنه لم يمنع ذلك الحادث، مضيفا أنه عندما جاءت تلك الليلة الرهيبة في باريس قبل 26 عاما، عندما فقد ابنه وحلمه، ذهب في أعقاب ذلك مباشرة لتقديم تعازيه. 

وفي ذلك اليوم الذي رأى نيل فيه محمد الفايد بدا مثقلًا بالحزن، وروحًا ضائعة، وقال إنه أخبره بشيء لم ينساه أبدًا: "لقد أعطيت دودي الموافقة على إخراج ديانا من فندق ريتز.. إذا قلت لا فكانوا سيظلون على قيد الحياة".

محمد الفايد فى جنازة الأميرة ديانا
محمد الفايد فى جنازة الأميرة ديانا

وقال نيل إن محمد الفايد كشف له عن محادثته الأخيرة مع نجله دودي قبل الحادث: "عندما فكر دودي في التخلص من المصورين عن طريق الهروب عبر المدخل الخلفي لفندق الريتز، حيث كان هو وديانا مختبئين في الجناح الإمبراطوري، حراسه الأمنيون قالوا إن مغادرة الفندق بالطريقة التي يريدها تتطلب موافقة والده محمد الفايد فهو الذي كلفهم بمهمة حماية دودي وديانا".

وتابع: "لذلك اتصل دودي بوالده، وبعد ذلك تحدث والده إلى الأمن، ثم أخبر دودي بأنه يجب عليه الاسترخاء مع ديانا في فندق ريتز، لقد كانوا آمنين ومأمونين في أحد أعظم أجنحة الفنادق في العالم، لماذا ترحل؟ احصل على خدمة الغرف وشاهد فيلمًا، لكن دودي أخبره بأن ديانا كانت في حالة ذهول بسبب تجمع حشد من المصورين في الخارج".

واستطرد: “محمد الفايد استسلم لطلب ابنه”، وأضاف نيل بعد أن أخبره بذلك: "نظر إليّ والدموع في عينه وهو يروي هذه القصة وقال: "لن أسامح نفسي أبدًا على المضي قدمًا في خطة دودي للخروج من الفندق كان سيظل على قيد الحياة لولاي".

وقال نيل إنه لم يتم اتخاذ قرار مغادرة فندق الريتز حتى اللحظة الأخيرة، وكذلك الطريق الدائري عبر النفق للوصول إلى شقة دودي.

وأضاف: "بشهادة الفايد لي، لم يكن من الممكن أن يتربص أحد لاغتيالهم، إذ لم يكن أحد يعرف مقدمًا ما سيفعلونه أو كيف سيفعلون ذلك، وفي النهاية، ماتت الأميرة ديانا ونجله دودي في حادث سير في باريس".

وأوضح نيل أنه بعد ذلك اتهم الفايد العائلة المالكة والمؤسسة البريطانية بالتسبب في مقتل الأميرة ديانا ونجله دودي وقدم أدلة للتحقيق حول ذلك إلى المخابرات البريطانية "MI6" وشارك في إنتاج فيلم وثائقي تحت عنوان "قتل غير مشروع" عن تلك القصة. 

محمد الفايد ونجله دودى والأميرة ديانا خلال حضور مباراة بولو

حلم محمد الفايد في أن يصبح قطبًا إعلاميًا

وبعيدا عن حادث نجل محمد الفايد، كشف نيل عن حلمه في أن يصبح قطبا إعلاميا في بريطانيا، وقال إنه كانت أول معرفه له بمحمد الفايد في ثمانينيات القرن الماضي عندما كان يعمل محررا في صحيفة صنداي تايمز الشهيرة، حيث عينه روبرت مردوخ فيها، وبعد ذلك في التسعينيات وقبل وقوع حادث الأميرة ديانا ودودي طلب منه اللقاء في باريس لطلب المشورى، حيث كان يخطط لأن يكون قطبا إعلاميا في بريطانيا.

وقال نيل عن ذلك: "كنت على متن طائرة كونكورد تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية من نيويورك إلى باريس للقاء محمد الفايد، بعد تركي العمل في صحيفة صنداي تايمز وكنت وقتها أقوم بمشروعاتي الإعلامية، وكان محمد الفايد قد وضع عينيه على أن يصبح قطبًا إعلاميًا كجزء من معركته الطويلة مع المؤسسة الملكية البريطانية وكان يريد النصيحة، لم أر أي ضرر في الاجتماع".

وتابع: "استقبلني سائقه في المطار، وتم نقلي إلى فندق ريتز الفخم الذي يملكه الفايد في الجزء الخلفي من سيارة مرسيدس سوداء كبيرة، كانت إحدى ليالي الأحد، وكانت نسخة ذلك اليوم من صحيفة صنداي تايمز قد وُضعت بعناية على المقعد المجاور لي، فعندما يريدك محمد الفايد فإنه يعرف كيف يتودد إليك، تم اصطحابي إلى جناح ضخم وفخم، للبقاء به لليومين المقبلين".

محمد الفايد والمصورون الصحفيون

وأضاف: "التقيت محمد الفايد في صباح اليوم التالي، وأوضح وهو يتناول القهوة كيف كان يشتري الأصول الإعلامية - فقد أعاد إطلاق مجلة Punch وامتلك محطة إذاعية، ولكن ما أراده حقًا هو صحيفة وطنية، شرحت كيف أن ذلك لن يكون سهلا".

وأردف: "لقد استمتعت بتعاملاتي مع محمد الفايد، لم يكن هناك شك في أنه يمكن أن يكون حازما لأقصى درجة، لكنني لم أر هذا الجانب منه أبدًا، لقد كان كريمًا دائمًا، ومضحكًا في كثير من الأحيان، وذا شخصية موثوقة".

وختم نيل تصريحاته التي نشرت في الديلي ميل قائلا: "سرعان ما أصبح واضحًا لي أن طموحه في أن يصبح قطبًا إعلاميًا لن يتحقق أبدًا، حيث لا يمكن توسيع نطاق وسائل الإعلام المتواضعة التي يمتلكها إلى شيء مهم، وأي عرض يقدمه لشراء أصول إعلامية كبيرة ومؤثرة من المرجح أن يقع في خطأ اختبار الشخص المناسب، ففي نهاية المطاف، لم تمنحه الحكومة حتى جواز سفر بريطاني".

وتابع: "اعتقدت دائما أن هذا غير عادل، لم تتم محاكمته أو إدانته بأي شيء غير قانوني في بريطانيا، وقد أنقذ متجر هارودز من التدهور المتهالك، الذي كان رمزًا لتدهور الأمة في ذلك الوقت، لقد استعاد مكانتها كأصل بريطاني رئيسي وجذب سياحي، وهذا وحده ينبغي أن يكون يستحق جواز السفر".

إمبراطور الغربة محمد الفايد