رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ولتستمر مسيرة العطاء والتنمية

من الطبيعى أن كل من يؤيد ترشيح الرئيس عبدالفتاح السيسى لفترة رئاسية جديدة يكون له وجهة نظر تختلف عن الآخر.. كل حسب رؤيته واهتماماته وآماله.. ولكن دائماً هناك قواسم مشتركة لا يختلف عليها اثنان أهمها إن هذا الرجل أنقذ الوطن من براثن عصابة مدمرة أخذت الدين ستاراً لتحقيق مآربها فى الوصول إلى السلطة والتحكم فى مصائر البشر، وممارسة كافة أشكال العنف والتمييز والتعسف والإقصاء.. ثم استكمل رحلة المواجهة ليأخذ على عاتقه مسئولية القضاء على الإرهاب الأسود الذى تفشى فى البلاد، وراح ضحيته الآلآف الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين فى حرب غير مسبوقة ضد تنظيمات إرهابية مسلحة، كانت تحصل على كافة أنواع الدعم من أموال وأسلحة وتدريبات من جهات خارجية تسعى لتقويض أى نجاح تحققه الدولة المصرية، وتجعل الخوف والفزع هو العنوان اليومى للحياة فى مصر.. وأفشل المؤامرة التى كانت تهدف إلى تركيع مصر بالإرهاب الذى سحقناه وقضينا عليه.
هكذا كانت بداية مسئولية الرئيس السيسى عن البلاد ويا لها من بداية عصيبة تكبدنا خلالها الغالى والنفيس من أبناء الوطن الشرفاء.
أيضاً لا يختلف إثنان على وطنية وإخلاص ونزاهة وشرف الرئيس عبدالفتاح السيسى وعلى إصراره وطموحه للنهوض بالبلاد داخلياً، ورفع رايتها خارجيًا حتى إننا كنا نشفق عليه عند عودته من جولة خارجية طويلة ونجده فجر اليوم التالى يفتتح مشروعًا أو مؤتمرًا أو زيارة لإحدى المحافظات، ونتساءل كم هى الساعات التى يرتاح فيها هذا الرجل لكى يستمر فى ممارسة عمله بشكل مستمر ومتواصل على مدار اليوم.. رأينا القائد وهو يقوم بتطوير وتسليح الجيش المصرى وتزويده بأحدث الأسلحة والغواصات ومنظومات الصواريخ، حتى أصبح يضاهى أعتى جيوش العالم لكى نشعر جميعًا أن لنا درعًا يحمينا من أى خطر خارجى بل إن هذا الجيش أصبح يمثل درعًا واقيًا بشكل عام للوطن العربى، بعدما تم تدمير جيوش العراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن.
لا يختلف أحد– إلا الجاحدين فقط- أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حقق بعد أن استتبت الأوضاع الأمنية فى البلاد، بل وفى أثناء مواجهة الإرهاب وفلول الإخوان والتنظيمات الإرهابية العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة والسير فى طريق الإصلاح والبناء والتنمية، حيث وضع خطة طموحة عملاقة لمصر شهدت إطلاق وإقامة مشروعات قومية كبرى من أبرزها قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية، وإنشاء العديد من المدن الجديدة والانتهاء من أكبر شبكة طرق فى الشرق الأوسط وإطلاق العديد من المبادرات الوطنية غير المسبوقة، والتى توجت بمبادرة حياة كريمة والقضاء على العشوائيات وتطوير قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، وتفعيل قطاعات السياحة والنقل والصحة والكهرباء ووضع أساليب جديدة لطرق الرى والتعدين والصرف الصحى، وغيرها من الإنجازات التى لم يكن يعلن عنها إلا عند افتتاحها وليس لمجرد وضع حجر الأساس لها.
وإذا تحدثنا عن الملف الأمنى، وهو من الملفات التى أشهد أنا شخصيًا وجميع من عمل فى حقل العمل الأمنى، بأن التطور الذى شهده هذا الملف خلال السنوات العشر التى تولى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئوليته عن الدولة لم تشهده البلاد من قبل.. ولا يمكن أن يختلف أحد حتى المعارضين والكارهين أن مصر تشهد مناخًا أمنيًا يشهد له العالم كله بدليل تزايد حركة السياحة الوافدة للبلاد، والتى عادت لتمثل أحد أهم مصادر الدخل القومى، علاوة على تلك النجاحات التى حققتها الشرطة المصرية بمختلف قطاعاتها على المستوى الأمنى والاجتماعى والإنسانى، كما شهدت تغييرًا جذريًا فى خطط واستراتيجية وزارة الداخلية خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب، وكذلك تفعيل وإنفاذ ماجاء فى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان حيث تم إغلاق السجون العمومية، وتم استبدالها بمراكز إصلاح وتأهيل عصرية ومتطورة.
من المؤكد أن هناك العديد من الخبراء والمختصين فى كافة المجالات يعرضون تلك الإنجازات التى تمت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى بتفاصيلها ونتائجها الإيجابية، وإنعكاساتها على مستقبل الوطن، ولذلك سوف أكتفى بما عرضته بإيجاز بحسبان أن ذلك يمثل جزءا من كل أشمل، وأوضح أتمنى أن يقوم كل خبير أو مسئول بعرضه على الشعب حتى يوقن أن ما تم من إنجازات يمثل حقائق على الأرض، وإنها بدأت بالفعل تؤتى ثمارها حتى وإن تأثرت بتلك الأزمة الاقتصادية العاتية التى يشهدها العالم من حولنا وكان لها تأثيرات سلبية بطبيعة الحال على الأوضاع الاقتصادية فى مصر، وارتفاع الأسعار نتيجة معوقات الاستيراد وقلة العملة الأجنبية سواء كان ذلك من إحدي نتائج عامين كاملين عانينا فيهما من أثار فيروس كورونا أو من تأثير الحرب الروسية الأوكرانية، وما ترتب عليها من صعوبات فى عمليات النقل والحركة البحرية نتيجة الأعمال القتالية الدائرة بين البلدين بحسبانهما من أكثر الدول التى تستورد مصر منهما القمح والزيوت وبعض السلع الاستراتيجية الأخرى.
ما يهمنى اليوم بعد عرض تلك الحقائق التى لا يختلف أحد عليها أن نبدأ فى التفكير فيما هو قادم.. لقد أصبح الشعب هو صاحب القرار فى اختيار من سيتولى قيادة دولته خلال المرحلة القادمة، وصولاً إلى عام 2030 الذى حدده الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحقيق التنمية المستدامة فى البلاد.
لقد بدأنا نقترب من الوصول إلى محطة فاصلة للحفاظ على مكتسباتنا التى تحققت خلال السنوات العشر الماضية، ومع اقتراب معركة الانتخابات القادمة سوف نجد قوى الشر تسعى إلى التأثير على قرار المصريين من خلال تكثيف حملات التشكيك، وتزييف الحقائق واللعب على أوتار ما تفرزه الأزمة الاقتصادية من أعباء ثقيلة على المواطن المصرى.. واستغلال المشهد الانتخابى فى محاولة الظهور على مسرح الأحداث السياسية مرة أخرى.. سوف نجد تحالفًا بين الإخوان وبعض التيارات الأخرى التى تصف نفسها بالمعارضة، والتى بدأت بالفعل فى الاستعداد لتنفيذ ذلك المخطط المحكوم عليه بالفشل لأن الشعب المصرى أصبح لديه الوعى الكافى لفضح تلك المخططات، خاصة أنه يرى بنفسه تلك الإنجازات التى تحققت على أرض الواقع برغم كافة الصعوبات التى واجهتها الدولة المصرية لتحقيقها.. وهنا أتذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان واضحا وصريحا منذ اليوم الأول لتحمله المسئولية بتأكيده أن تلك المسئولية، وإعادة الحياة الى الدولة التى تركها الإخوان وأعوانهم منهارة ومتأكله لن تكون سهلة، ولن يكون الطريق مفروشاً بالورود فى ظل التحديات الداخلية والخارجية.. وكان رهان الرئيس دائمًا على قدرة الشعب وصلابته فى خوض المعركة والانتصار فيها.
الكلمة الآن أصبحت للشعب الذى كان حاضرًا فى كل المنعطفات الخطيرة التى مرت على مصر خلال الأونة الأخيرة.. لقد أصبحت القضية الأساسية لنا هى كيفية تأمين استكمال مشروع تحمل فيه المصريون الكثير من المشقة ليس على الجانب الاقتصادى فقط، بل وما تحملوه لتحقيق الأمن والاستقرار وما قدموه من ضحايا وشهداء.
كلنا أمل أن يستكمل الرئيس عبدالفتاح السيسى مسيرته مع أبنائه المصريين لتحقيق الآمال المعقودة عليه، خاصة ونحن ننتظر أن نجنى ثمار تلك المشروعات والإنجازات.. نريد أن يستكمل الرئيس المسيرة لسد الطريق على كل من تسول له نفسه القفز على السلطة مرة أخرى سواء تحت شعار الدين أو من خلال تلك الشعارات الجوفاء التى لا تغنى ولا تثمن من جوع.. نريده أن يستكمل رؤيته لتحقيق التنمية المستدامة لمصر 2030 والتى وضع اللبنات الأساسية لها خلال الأعوام الماضية واقتربنا من الوصول إلى تحقيقها.. نريده أن يستمر فى قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان بعد القضاء على الإرهاب، وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد، وبقى أن نعبر الأزمات الاقتصادية أيضًا بسلام خاصة أن رؤيته لتحقيق ذلك لا شك سوف تكون أبعد وأشمل من رؤيتنا.
نحن فى مفترق طرق ويجب أن يفرض الشعب رأيه، ويشارك فى الانتخابات القادمة وأن ينادى بضرورة استمرار الرئيس عبدالفتاح السيسى معنا، فنحن لا نريد العودة مرة أخرى إلى مخالب الفوضى والإرهاب والتشرذم والإقصاء بل نريد أن نستكمل معه مسيرة العطاء والبناء والتنمية بإذن الله.. وتحيا مصر.