رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اجتماع بوتين وأردوغان.. مستقبل عودة اتفاقية الحبوب

اتفاق الحبوب
اتفاق الحبوب

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يقبل إحياء اتفاق الحبوب في البحر الأسود مرة أخرى والسماح لأوكرانيا بتصدير ملايين الأطنان من المنتجات الزراعية إلى الدول المستوردة للغذاء إلا إذا وافقت الدول الغربية على تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا، حيث دعا قادة العالم روسيا للموافقة على إتمام اتفاق الحبوب مرة أخرى وإنقاذ العالم النامي من المجاعة.

وفي حديثه بعد محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي الروسي، قال بوتين إن الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة يمكن استئنافه "في الأيام المقبلة"، بشرط إسقاط القيود المفروضة على الصادرات الزراعية الروسية.

وقال بوتين: "نحن لسنا ضد هذه الصفقة، مستعدون للعودة إليها بمجرد الوفاء بالالتزامات تجاهنا"، لكنه زعم في الوقت نفسه أن "الغرب خدعنا على حساب الأهداف الإنسانية في تنفيذ صفقة الحبوب".

وفي الوقت نفسه، قال أردوغان إنه لا يوجد بديل للاتفاق الذي انتهى الآن، وقال إنه قدم مقترحات لإعادته، بينما أصر أيضًا على أن أنقرة مستعدة للتوسط بين الجانبين في الحرب في أوكرانيا.

اتفاق الحبوب يجنب العالم خطر المجاعة

وأفادت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية بأن صفقة حبوب البحر الأسود، التي تم التوصل إليها في يوليو من العام الماضي، تمكن ما يقرب من 33 مليون طن من المحاصيل من مغادرة الموانئ الأوكرانية المحاصرة تحت حراسة تركيا، حيث انهار الاتفاق، الذي كان له الفضل في تجنب خطر المجاعة في العالم النامي، بعد أن أعلن بوتين أن موسكو ستنسحب منه من جانب واحد في يوليو.

وتابعت أنه في أعقاب القرار، أطلقت روسيا سلسلة من الهجمات ضد البنية التحتية البحرية والصوامع الزراعية في أوكرانيا، وتقول كييف إن ما يصل إلى 60 ألف طن من الحبوب دمرت، وأظهرت التحقيقات أيضًا أن روسيا سرقت بشكل منهجي الحبوب الأوكرانية أثناء احتلالها جنوب البلاد، حيث عملت تركيا كمركز لبيعها.

وأضافت أنه بدلًا من الاتفاق المدعوم على نطاق واسع، ادّعى الزعيم الروسي أنه سيضمن تسليم شحنات الحبوب إلى دول إفريقية مختارة مجانًا، لكن رئيس جزر القمر غزالي عثماني، الذي يرأس الاتحاد الإفريقي المؤلف من 55 دولة، قال إنه دعا موسكو "لرؤية كيف يمكن استئناف هذا الاتفاق".

ووفقًا لتان البيرق، محامي التجارة الدولية في شركة ريد سميث، فقال: "من الواضح أن أردوغان ينظر إلى مبادرة البحر الأسود باعتبارها لحظة مضيئة له على الساحة الدولية، فضلًا عن أنها فرصة لزيادة التركيز على الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لتركيا".

وبموجب شروط الخطة، ستقوم أنقرة بتصدير الغاز الطبيعي من موسكو إلى بقية العالم في خطوة حذر مسئولو الاتحاد الأوروبي بالفعل من أنها أثارت قلقهم بشأن مخاطر تجنب العقوبات.

طرق بديلة لإحياء صفقة الحبوب

بينما أكد موقع "شير أمريكا" أنه مع استمرار روسيا في مهاجمة الموانئ والصوامع الأوكرانية، تعمل الدول المجاورة على تكثيف الجهود لتوصيل المزيد من الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية.

وتابع أنه بعد انسحاب روسيا من صفقة الأمم المتحدة، التي نقلت ما يقرب من 33 مليون طن متري من الصادرات الزراعية الأوكرانية عبر البحر الأسود، عرضت حكومتا رومانيا ومولدوفا طرقًا أخرى لأوكرانيا لتصدير الحبوب والمواد الغذائية.

وقال رئيس الوزراء الروماني، مارسيل سيولاكو، يوم 18 أغسطس: "نأمل أن يمر أكثر من 60% من إجمالي حجم صادرات الحبوب الأوكرانية عبر رومانيا".

وأضاف سيولاكو أن رومانيا تحاول تحسين البنية التحتية المرتبطة بها عن طريق السكك الحديدية والطرق والأنهار والبحر، وكذلك عند المعابر الحدودية، للمساعدة في توصيل المزيد من الحبوب الأوكرانية.

وفي وقت سابق من شهر أغسطس، التقى ممثلون عن أوكرانيا ورومانيا ومولدوفا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في رومانيا، لتأكيد التزامهم بتسريع صادرات الحبوب الأوكرانية.

ودعا زعماء العالم، بما في ذلك البابا فرنسيس، روسيا إلى الانضمام مرة أخرى إلى مبادرة حبوب البحر الأسود، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الاتفاق بأنه "شريان حياة للأمن الغذائي العالمي ومنارة أمل في عالم مضطرب".

وأضاف أنه في حين تشكل صادرات السكك الحديدية والطرق والأنهار طرقًا بديلة قيّمة للمساعدة في منع أسعار المواد الغذائية من الارتفاع، فإن موانئ المياه العميقة في أوكرانيا هي الأكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة، كما قامت مبادرة حبوب البحر الأسود بتزويد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بالحبوب الأوكرانية، وهي أكبر منظمة إنسانية في العالم تحارب الجوع، وبدلًا من دعم الاحتياجات الغذائية العالمية، اختارت روسيا الاستمرار في مهاجمة الإمدادات الغذائية العالمية.

أهمية اتفاق الحبوب

وأضاف الموقع الأمريكي أن الصفقة، التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا في يوليو 2022، أدت إلى تسليم الحبوب إلى جميع أنحاء العالم، وذهب ما يقرب من 19 مليون طن متري إلى البلدان النامية.

كما قامت المبادرة أيضًا بتزويد الحبوب لبعض البلدان الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي في العالم، بما في ذلك اليمن وإثيوبيا والصومال وأفغانستان.

وكانت الصين أكبر المستفيدين، حيث حصلت على ما يقرب من 8 ملايين طن متري من الصادرات الزراعية بموجب صفقة الحبوب، ومن بين المستفيدين الآخرين مصر والهند وإندونيسيا وكينيا وتونس.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن: "بينما تُلهم أوكرانيا العالم بمرونتها، فإن روسيا تُجوعه".