رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الفايد.. قصة نجاح مصرية في لندن وإرث خيري لا ينسى (بروفايل)

محمد الفايد
محمد الفايد

فارق الحياة اليوم الراحل محمد الفايد، أحد أبرز رجال الأعمال المصريين في العالم، بعد أن تعرض لوعكة صحية مؤخرًا، ألزمته الفراش حتى وافته المنية عن عمر يناهز 94 عامًا.

وببالغ الحزن والأسى، نشر أشرف حيدر، صهر الراحل محمد الفايد، منشورًا عبر حسابه على "فيسبوك"، أعلن فيه وفاة جد زوجته وأحد أشهر رجال الأعمال المصريين في العالم، قائلًا: "انتقل إلى جوار ربه اليوم رجل الأعمال المصري محمد الفايد".

وشيع جثمان الفقيد بعد صلاة الجمعة من مسجد ريجنز بارك في لندن، حيث كان يقيم منذ عام 1974، وحضر الجنازة عدد من أفراد أسرته وأصدقائه وزملائه في العمل.

 

رحلة ناجحة

وكان الفايد من أشهر المليارديرات في العالم، وصاحب إمبراطورية محلات هارودز الشهيرة في لندن، وفنادق ريتز في باريس ولندن، وقصر دوق وندسور في باريس، ونادي فولهام الإنجليزي لكرة القدم.

ولد الفايد في 27 يناير 1929 في منطقة رأس التين في الإسكندرية، وتنقل في صغره بين عدة أعمال، من بينها عمله كعتال في ميناء الإسكندرية، سافر إلى السعودية للعمل في تجارة الشحن والحياكة.

انتقل الفايد بعد ذلك إلى دبي حيث شارك في إنشاء مرسى السفن واستخراج البترول، ثم استقر في بريطانيا حيث اشترى فنادق ومحلات تجارية فخمة.

ثروة هائلة

من بساطة أسرته إلى ثراء فاحش، هكذا كانت حياة محمد الفايد، الذي تجاوزت ثروته 1.8 مليار دولار حسب تصنيف فوربس لأثرياء العالم عام 2022، وكان يملك أربع طائرات خاصة وقلعة اسكتلندية وقصورا متنوعة في لندن وأوروبا، بالإضافة إلى يخت سوكار الذي قدرت قيمته بـ40 مليون دولار.

ولم يخلُ مساره من المفاجآت والجدل، فقد أعلن ترشحه لرئاسة أسكتلندا زاعماً أنها أصلها مصري، وأن اسمها مستمد من اسم أميرة فرعونية سافرت إليها قديماً.

ولم يقتصر نشاطه على مصر وبريطانيا فحسب، بل توسع إلى الخليج وأوروبا، حيث نسج شبكة من العلاقات مع شخصيات هامة، أبرزها صداقته مع سلطان بروناي.

وفي بريطانيا، اشترى فندق دورشستر الشهير، وفي باريس، واقتنى فندق الريتز وقصر دوق ويندسور، وكان له صلات قوية مع الأسرة المالكة البريطانية، التي ساعدته على شراء هارودز، أحد أشهر المحال التجارية في بريطانيا عام 1983.

أثارت حياة الفايد الفاخرة والمثيرة اهتمام وسائل الإعلام والجمهور، خصوصًا بعد وفاة ابنه عماد "دودي" الفايد والأميرة ديانا في حادث سير مروع في باريس عام 1997، واتهم الفايد الأسرة المالكة البريطانية بالتورط في المؤامرة لقتلهما، وطالب بإجراء تحقيق شفاف وعادل.

وصف الفايد بأنه رجل طموح وجرئ وذكي، استطاع أن يبني ثروة هائلة من لا شيء، وأن يحقق نجاحات باهرة في مجالات مختلفة، كان يحب مصر ويرتبط بها بعلاقات قوية، وكان يساند قضاياها وشعبها، وكان يتمتع أيضًا بشخصية خلابة وكاريزمية، جذب بها أصدقاء من أوساط المشاهير والساسة والفنانين.