رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد ضيف الله: استمرار الكتابة عن نجيب محفوظ نابع من الجهل به

الناقد سيد ضيف الله
الناقد سيد ضيف الله

قال الناقد والأكاديمي سيد ضيف الله، في ذكرى وفاة نجيب محفوظ، إن نجيب محفوظ ظاهرة ثقافية وجمالية تحولت إلى نموذج فريد، والتعامل مع النماذج الجمالية يكون بطريقتين متناقضتين لكنهما يشتركان في كونهما رد فعل على هذا النموذج؛ الطريقة الأولى هي التقديس والتبجيل والتكريم والاحتفاء باعتباره نموذجًا لا سيما وأنه حصل على الاعتراف العالمي بنيل جائزة نوبل، أما الطريقة الثانية فتكون بالطعن والتشكيك والتربص بمنجزه والتعامل مع أعماله من منظور غير جمالي. 

الدراسات عن نجيب محفوظ

أوضح "ضيف الله"، في حديثه مع "الدستور"، أن الدراسات الكثيرة التي قدمت حول أديب نوبل تنبع في معظمها من الجهل بكل ما كتب حول منطقة بحثية معينة خاصة بأدبه، فيظن كل باحث أنه سيطرق جديدًا بينما هو في حقيقة الأمر لا يعرف أن ما يريد طرحه قد قُدّم من قبل، فلو أحاط البعض بكل ما كتب عن نجيب محفوظ ربما توقف عن كتابة كلمة لأنه لن يجد كلمة جديدة ليقولها، وبالتالي فاستمرار الكتابة عن شخص على مدى عقود يعني الجهل بما كتب عنه وليس العلم. 

وبيّن أنه مع مرور الوقت يمكن القول إن ثمة مناطق بحثية قد قتلت بحثًا، مثل تناول التشكيل الفني أو البناء الروائي عند نجيب محفوظ، فكل الدراسات التي اعتنت بالبناء الفني تكرار لبعضها البعض؛ لأنها حتما ستعود إلى ما قدمته سيزا قاسم عن البناء الروائي وغيرها من عشرات الدراسات في المسألة، فيكون المنتج في مثل هذه المناطق البحثية بدون إضافة لأي جديد. 

سيرة شخصية

وأشار أستاذ النقد، إلى أن الفترة الأخيرة شهدت بالمقابل كثيرًا من الكتب عن نجيب محفوظ كتبها صحفيون مثل محمد شعير وطارق الطاهر ومحمد الشاذلي، ومنها ما يتناول سيرة شخصية أو إضافة معلومات ناتج عن بحث استقصائي عن مناطق في حياة نجيب محفوظ، هذه الكتابات غير الأكاديمية مفيدة في كشف رؤى العالم عند نجيب محفوظ، وتطرق جوانب لم يكن النقد الأكاديمي منتبهًا إليها. 

ودعا إلى الانتقال لمنطقة الدراسات الثقافية لكشف الجديد عن نجيب محفوظ، ومن ذلك الإفادة من النظرية النسوية في تحليل أعماله بمنظور شامل غير سطحي، والتعامل مع أعماله بصفتها التمثيلية للمجتمع، فضلًا عن أهمية دراسة كيفية استقبال روايات محفوظ المختلفة لدى مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.