رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الزومبي" مخدر الموت الذي اجتاح أمريكا.. هل يصل مصر؟

مخدر
مخدر

يجعل متعاطيه كالميت الحي، كالشبح الذي يظهر في أفلام الرعب، يتصرف تصرفات غريبة، بين الهزل والضعف والشتات والوحشية، ذلك هو مخدر "الزومبي" الذي احتل التريند لمدة عدة أشهر بالولايات المتحدة نظرًا لانتشاره فيها وتهديده لشبابها بالموت، ليعلن مؤخرًا أنه قد خرج خارج حدودها وبدأ الظهور في عدة دول أخرى.

 

فما هو هذا المخدر وخطورته وإلى أين من المتوقع أن يصل؟

مخدر الزومبي هو مخدر يعرف باسم "tranq" وتعد المادة الرئيسية به هي مادة "الزيلازين"، التي تستخدم لتهدئة الحيوانات الضخمة، مثل الخيول، وتخلط مع مادة الفنتانيل أخطر أنواع المخدرات.

وصف الأطباء "مادة الزيلازين" بأنها تتسبب في تعفن الأنسجة في جسم الإنسان الذي يدمنها ونتيحة ذلك يحدث نحرًا في جسم الشخص يؤدي لرائحة مقززة إلى الدرجة التي يمكن فيها معرفة الشخص المصاب مدمن هذه المادة دون كشف ملابسه لرؤية جروحه البشعة، والتي تتشابه مع الحروق الكيميائية والتي يؤدي استمرارها إلى البتر.

وهو ما ظهر بالفعل على متعاطي مخدر الزومبي الذين انتشروا بشكل مرعب في شوارع الولايات المتحدة، ووصل انتشار المخدر في 20 ولاية أمريكية على رأسهم ولاية بنسلفانيا التي تضم أكبر أعداد من مدمني الزومبي وذلك حسب ما أعلنته .

أوضح الدكتور جمال فرويز استشاري الأمراض النفسية، أن مخدر الزومبي واحدًا من المخدرات المخلقة الخطيرة، والتي تعد أصعب في تأثيرها وأكثر تدميرًا من المخدرات الطبيعية بشكل كبير، مشيرًا إلى أن مخدر الزومبي تحديدًا يزيد من معدل "الدوبامين" مما يحدث هلاوس عصبية للشخص المتعاطي بسببه، ويؤثر على تصرفاته ويجعله يتصرف بوحشية، كما قد يؤدي إلى توقف عضلة القلب فجأة وتعرضه للجلطات.

وتابع فرويز، أن مخدر الزومبي كذلك يتميز بأن سعره زهيدًا مما يزيد من انتشاره، موضحًا أنه من السهل أن ينتشر في العديد من الدول الأخرى، وألا يقتصر على الولايات المتحدة، وذلك من خلال عمليات التهريب المختلفة، لذا طالب فرويز بضرورة القيام بالعديد من الحملات الأمنية لمواجهة دخول هذا المخدر، وكذلك توعية الشباب واحتوائهم لكي لا يقعوا فريسة هذا المخدر أو غيره من المخدرات.

ووفقًا للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات، فإن "الزيلازين" مهدئ غير أفيوني يستخدم في الطب البيطري وغير معتمد للاستخدام البشري، ومع ذلك فقد استخدم بإسراف بطريقة غير قانونية كمادة للغش مقترنًا بعقاقير أخرى، معظمها الفنتانيل.

والزيلازين وفق المعهد يسبب النعاس والنسيان وبطء التنفس وانخفاض معدل ضربات القلب وكذلك انخفاض ضغط الدم،  ويذكر الأطباء أن عند استخدامه مع المواد الأفيونية مثل الفنتانيل فإنه يمكن أن يطيل تأثير الشعور بالنشوة.

وقد أشارت دراسة أمريكية إلى أن " الزيلازين" ارتبط بأعداد متزايدة من الوفيات من عام 2015 إلى 2020، وزادت النسبة المئوية لجميع الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من المخدرات التي يدخل فيها من 2% إلى 26% في ولاية بنسلفانيا. 

وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن التطور المروع الجديد في أزمة مخدرات الزومبي ظهر في أمريكا بشكل حاد من خلال الصور التي التقطت خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الاستقلال الذي وافق 4 يوليو الجاري.

ونشرت الصحيفة صورا مؤلمة للمدمنين ملقون على الأرض وبينهم من يقف جامدا في حالة صعبة بلا مأوى، وسط شوارع مليئة بالقمامة، في ولاية فيلادلفيا الأمريكية.

تزايدت أزمة الزومبي عندما ظهرت العديد من الحالات التي تتعاطيه خارج الولايات المتحدة لتنتشر في كل من كندا وانجلترا.

وفي هذا السياق أفادت صحيفة بأن ديلي ميل البريطانية أن مادة الزيلازين المتكون منها مخدر "الزومبي" موجودة بالفعل في بريطانيا، بل قد سبق وأن أصدر منذ رؤساء الصحة في المملكة المتحدة منذ عدة أشهر تحذيراً عاجلاً بعد أن تبين أن السجائر الإلكترونية ملوثة بالعقار.

كما ذكرت الصحيفة أنه في مايو عام 2022 تم الكشف عن أن العقار قتل أول ضحية بريطانية له، عندما توفي كارل واربورتون، عامل مصنع يبلغ من العمر 43 عامًا، ومدمن هيروين سابقا، بعد تناوله الهيروين المضاف إليه الزيلازين والفنتانيل الأفيوني الاصطناعي، حيث تشير وفاته إلى أن الزيلازين من المحتمل بالفعل أن ينتشر في المملكة.

أما مصر وبالعودة إلى الوراء خمس سنوات ماضية نذكر واقعة الشاب النيجيري الذي قبض عليه وهو يهذي وفي حالة هياج وعدم اتزان، عندما كان يهاجم طفلا وينهش لحمه على طريقة أفلام "الزومبي"، وهو المشهد الذي أثار الفزع في قلوب سكان التجمع الثالث بالقاهرة الجديدة حينها.

وقد زاد رعب الأهالي مت تلك المهاجمة التي قام بها الشخص لآخرين وعضهم خلال محاولتهم إنقاذ الطفل من بين يديه والذي خرج غارقًا في دمائه بجرح غائر في الرقبة، وهو ما جعل التساؤل يطرح حول تعاطي الشاب لنوع جديد من المخدر يدفعه لعض الناس بوحشية في الشارع.. وهو ما قد يطرح تساؤلًا حول احتمالية أن يصل هذا الخطير إلى مصر من عدمه.

موضوعات متعلقة: