رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المفكر سعيد توفيق: من يفهم القرآن حق الفهم لا بد وأن يقدر الفنون

دكتور سعيد توفيق
دكتور سعيد توفيق خلال اللقاء

حلّ المفكر سعيد توفيق، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، وأستاذ الفلسفة المعاصرة وعلم الجمال بكلية الآداب جامعة القاهرة، ضيفا على الإعلامية الدكتورة درية شرف الدين، خلال برنامج "حديث العرب من مصر"، حيث تحدث عن إصلاح التعليم وتجديد الخطاب الديني. 

وحول ارتباط الفلسفة بعلم الجمال، قال الدكتور سعيد توفيق: تطلق لفظة الفلسفة على كل شخص يرى في نفسه حبا للفلسفة ومهتما بها، أما إذا كانت اهتماماته أكثر اتساعا فنذكر قبلها لفظة علم الجمال، لأن الفلسفة أفق أكثر اتساعا من علم الجمال.

وعما إذا ما كان هناك ارتباط بين الحياة الفنية والحياة الدينية في مجتمع ما، أوضح الدكتور سعيد توفيق: بالطبع هناك علاقة وطيدة جدا، فعندما يكون الدين رحبا، وعندما يكون لدينا فهم صحيح لهذا الدين، وعندما نفهم أيضا أن القرآن الكريم نفسه يمتنع الإيمان به من دون جمالياته، حتى إننا نستسيغ ونحب سماعه بأصوات المنشاوي، والشيخ مصطفى إسماعيل، ولا يمكن فهم من يستمع للقرآن من أصوات قبيحة أو غاضبة.

ولفت "توفيق" إلى أن القرآن الكريم به من الإعجاز في اللغة والموسيقى، ومن يفهم القرآن حق الفهم ويستمتع به لا بد أن يقدر الفن، والمقرئون العظام فيما مضى كانوا أيضا محبين للفن، وكانوا على علم ودراية بالأوزان الموسيقية. 

المد السلفى جرف الدين

أما عن التجهم الذي أصاب بعض المقرئين للقرآن الكريم، أوضح الدكتور سعيد توفيق: هذا يرجع للمد السلفي الذي جرف روح الدين وفرّغه من محتواه الحقيقي، وفرّغه من جمالياته.

الخطاب الدينى فى مصر متجهم وكئيب

كما تحدث المفكر دكتور سعيد توفيق عن الخطاب الديني في مصر، وأوضح: دائما ما أصف الخطاب الديني السائد في مصر، وربما في كثير من بقاع العالم العربي، بأنه خطاب متجهم، عبوس، كئيب، منفر، وآسف أنني أقول هذا الكلام ولكن هذه هي الحقيقة، وليس فقط من حيث مضمونه، وإنما أيضا من حيث الطريقة التي يتم بها إلقاء هذا الخطاب، بمعنى أننا عندما نقارن بين الماضي ونرى شيوخه مثل الشيخ "جلهوم"، خطيب مسجد السيدة زينب، وكيف كان يتصف بالسماحة والورع والتقوى والهدوء، ولغة خطاب راقية وسلسة وسامية وعقلانية في نفس الوقت، وهذا بعكس ما نجده الآن، فمن يعتلي المنبر لا بد أن يصرخ، لماذا هذا لا أعرف؟، فضلا عن أنه يصرخ ويقدم لنا مضمونا خرافيا غيبيا عن الدين، ومنفرا من نوعية عذاب القبر والثعبان الأقرع الشجاع وأشياء من هذا القبيل، خطاب كله ترهيب، هذه موضوعات الخطبة، الترهيب وليس الترغيب. 

وشدد المفكر دكتور سعيد توفيق على أن هذا الخطاب المنفر لن يتراجع إلا بشروط، منها الوعي والتنوير الديني، وألا يعتلي المنابر إلا من يصلحون لها، وأيضا من خلال الفكر والثقافة والفن الحقيقي، لكن الخطاب الديني الذي يكفر الفنون ويرهب الناس هو خطاب غير مقبول.