رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاطمة محمد على: عشت وكأننى عاملة نظافة حقيقية لتقديم «سيب نفسك»

فاطمة محمد على
فاطمة محمد على

فاطمة محمد على، فنانة من طراز خاص، فهى متعددة المواهب وتجيد التمثيل والغناء، فمن يسمعها يتعلق بصوتها ويواظب على حضور حفلاتها الغنائية التى دأبت على إقامتها ضمن نشاط قطاع الإنتاج الثقافى، ومن يشاهد عروضها يرى ممثلة شديدة الحساسية والتدفق، تنتقل من حالة إلى أخرى بنعومة، وتمر على قلبك قبل أن تمر على عقلك. 

وفاجأت «فاطمة» الجميع فى عرض «سيب نفسك»، تأليف وإخراج جمال ياقوت، وهى تقدم الكوميديا فتُضحك المشاهدين مثلما سبق وأبكتهم، وهو عرض مونودراما، تمثل فيه منفردة بالحكى والغناء وتحريك العرائس والتشخيص، فى دور شديد الثراء، ولذا لم يكن غريبًا فوزها بجائزة أفضل ممثلة مناصفة مع الممثلة إيمان غنيم.

■ كيف بدأت علاقتك بالمسرح؟

- منذ أن بدأ وعيى يتفتح فى طفولتى، وحين شهدت التليفزيون للمرة الأولى وظللت ألح على أهلى لشراء هذا الجهاز السحرى، وشعرت وكأن النداهة ندهتنى، وصرت أركز فى الأعمال الفنية، سواء سينما أو مسلسلات، وكنت أقلّد وأحاكى ما أشاهده وكان الجميع يثنى على مواهبى.

ولكن كانت عائلتى محافظة جدًا ووالدى كان شيخ جامع وحافظًا للقرآن ورفض تمامًا عملى بالفن، فشاركت فى مرحلتى الإعدادية والثانوية فى أنشطة الإلقاء وحفظ القرآن، وهو ما ربّى ذائقتى وصوتى وأصقل لسانى وملكات الفصاحة والبيان لدىّ، كما لفت الانتباه إلى جمال وتميز صوتى.

وفى الجامعة التحقت بكلية البنات، وكانت كلية مغلقة، ولكن فى تلك الفترة كنت أترك كليتى وأذهب إلى زملائى بكلية الزراعة وأشاركهم البروفات، وكانت أول تجربة لى معهم فى «الرجل الذى أكل الوزة» معدة عن «حلم ليلة صيف»، ثم عدت إلى كليتى لأنشئ أول فرقة مسرحية بكلية البنات وأحصد الجوائز طوال سنوات دراستى.

■ ماذاص عن بداياتك فى تقديم الأدوار بشكل احترافى؟

- عقب تخرجى شاركت فى أول عمل ووقفت على خشبة المسرح الاحترافى لأول مرة عبر مسرحية «رجل القلعة»، وأديت دور زينب بنت عمر مكرم، وكان ذلك دون معرفة أهلى، وأسعدنى الحظ أثناء العرض بلقاء زوجى الملحن حاتم عزت الذى دعمنى فى مجال التمثيل والغناء فانطلقت بعدها فى العديد من الأدوار.

■ كيف تختارين أدوارك؟

- أؤمن بأن الفنان صاحب رسالة ولذا عليه مسئولية كبيرة، وعليه أن يكون بمثابة السائر على الحبل، لذا حرصت على أن أشارك فى أعمال مفيدة للمجتمع وأن أكون «شبه الناس»، لأن الفنان الذى يشبه الناس ينفذ إلى قلوبهم سريعًا، والأمثلة كثيرة مثل عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وكل الأساطير.

■ دورك فى «سيب نفسك» أظهر العديد من مواهبك بخلاف التمثيل والغناء.. لديك مثلًا الحس الكوميدى ومهارة الحكى.. كيف أخرجت هذه الشخصية؟

- لقد أظهرت المسرحية ما تبقى من مواهبى، من ٣٠ سنة كنت ممثلة عندها أدوات من صوت وحركة وإيقاع ولياقة بالتأكيد، ولم أدرس أيًا من التمثيل والغناء أكاديميًا، لكنى بحثت ودرست بجهد شخصى كل العلوم المتعلقة بإعداد الممثل، وأفضل منهج «معايشة الدور».

وأنا عملت مع أسماء كبيرة وأساتذة كبار على مدى ٣٠ سنة، تعلمت منهم جميعًا، منهم هانى مطاوع وأشرف زكى وناصر عبدالمنعم وخالد جلال وعبدالرحمن الشافعى وعصام السيد، أنا عملت مع أسماء «تخض» بخلاف الموهبة والشغف، ولذا لم يكن من الصعب علىّ فعل ذلك، وأن أستغل قدراتى على التلوين الصوتى واستخدام ما درسته من عروض فى ضبط الإيقاع.

لقد جعلت فاطمة محمد على هى نفسها عاملة النظافة بصدق، وشعرت بمعاناتها التى لا أظنها بعيدة عن معاناتى، وأستغل تلك الفرصة وأوجّه الشكر والتحية لكل فريق «سيب نفسك»، وعلى رأسهم المخرج المبدع الدكتور جمال ياقوت الذى بذل جهدًا كبيرًا وكان صبورًا معى ومع أمثالى، وصرت أركز مع التفاصيل ويأخذنى الحماس الزائد والأحلام بعيدًا.

وأشكر كذلك زوجى الملحن حاتم عزت شريك الحياة والعرض، بفضله خرجت موسيقى وألحان العرض بهذا الجمال، وأشكر الفنان محسن منصور، مدير المسرح الحديث، على ما يبذله من جهد ليظل العرض قائمًا دون معوقات. 

■ تجيدين التمثيل والغناء.. فهل تعتبرين نفسك ممثلة أم مطربة؟ 

- أعتبر نفسى فنانة قادرة على تقديم أى مشاعر من خلال الأدوات، كون صوتى جميلًا فى الغناء فهو إحدى أدواتى غير المنفصلة عن صوتى كأداة التمثيل، فالمطربة لا تنفصل عن الممثلة، أنا فنانة شاملة تجيد تشخيص العديد من الأدوار، وهو ما يجعلنى أطرح سؤالًا على صناع الدراما عبر هذا الحوار.. أين الدراما المصرية منى؟ 

أطلق علامة الاستفهام تلك بعد ٩ جوائز احترافية، منها جائزتان دوليتان، وكمّ من التكريمات والاعتراف بى فى المحافل العربية والدولية، وما زلت أبحث عن تفسير ولا أجده.

■ هل توقعت الجائزة؟ وما خصوصيتها لديك خاصة أنك سبق وفزت بجائزة تمثيل فى المهرجان؟

- كنت متأكدة.. على مدى سنوات طويلة كنت أفوز دائمًا فى كل المسابقات المسرحية. لقد صاحبتنى الجوائز وصاحبتها، وأنا لا أدخل سباقًا إلا وأنا واثقة أننى سأكون الأول، وهى ثقة وليست غرورًا فيما حبانى به الله من مواهب، أنا أرى أن المناصفة ظلمتنى ولكنى سعدت بها، لأننى أحب الممثلة المتميزة إيمان غنيم، ولكن مثلى لا يرضيهم المناصفة، ولا يليق بما بذلته من جهد، وكما تعرفين ففى مسرح الدولة العائد المادى زهيد والعائد المعنوى زهيد أيضًا وكذلك الجائزة، لكن يكفينى أننى أقف وراء المسرح فى بلدى وأرد على من يدّعى أنه لا يوجد مسرح فى مصر، بل المسرح المصرى موجود وزاخر، فقط أعينكم انصرفت عنه، وسيدات المسرح المصرى كثيرات، وسنظل ندعم مسرحنا.