رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخاوف من عمليات انتقامية.. ماذا يجرى فى إسرائيل بعد عملية "حوارة"؟

القوات الإسرائيلية
القوات الإسرائيلية في جنين - صورة أرشيفية

هاجم مستوطنون إسرائيليون سيارات ومنازل فلسطينية في بلدة "حوارة" شمال الضفة الغربية، ليل أمس السبت، وفقاً لتقارير فلسطينية، بعد ساعات فقط من مقتل إسرائيليين اثنين في هجوم في البلدة.

وأفادت تقارير فلسطينية بأن مستوطنين ألقوا الحجارة على منازل في البلدة وعلى سيارات فلسطينية شمالي حوارة وهم يهتفون "عربي.. عربي!" كما أشعل المستوطنون النيران في البلدة. وشوهدت القوات الإسرائيلية في لقطات حية من مكان الحادث وهي تقوم بإخماد النيران.

هجوم حوارة

قُتل إسرائيليان سيلاس (شاي) نيجركر، 60 عامًا، وابنه أفياد نير، 28 عامًا من أشدود، في إطلاق نار بالقرب من حوارة بعد ظهر أمس السبت، وفقًا لما ذكرته وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

وقالت نجمة داوود الحمراء إن مسعفيها حاولوا إنقاذ المصابين لكنهم لم ينجحوا، وتوفيا في النهاية متأثرين بجراحهما. 

وقال متحدث باسم نجمة داود الحمراء إن إطلاق النار وقع عند مغسلة سيارات. لم يتضح سبب توقف الأب وابنه في المنطقة لأنها معروفة بأنها منطقة مشتركة للعمليات، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أنهما توقفا للقيام بصيانة لسيارتهما.

وزُعم أن الموظفين في مغسلة السيارات نبهوا المُنفذ إلى وجود أشخاص يتحدثون العبرية، واقتربوا من الضحايا سيرًا على الأقدام وأطلقوا النار عليهما من مسافة قريبة قبل أن يهربوا. 

وقال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ عملية البحث عن المُنفذ، وأغلق الطرق حول البلدة ومفرق تابواش القريب. وامتد البحث حتى نابلس حيث اشتبه في هروب المُنفذ.

في الوقت نفسه، اعتقل الشاباك صاحب مغسلة السيارات وفلسطينيين آخرين كانوا في المنطقة في محاولة لمعرفة ما إذا كان المنفذ قد تم إبلاغه بالفعل.

ردود الفعل على الهجوم 

كتبت وزارة الخارجية الأمريكية على صفحتها الرسمية على "إكس" يوم الأحد: "ندين بشكل قاطع الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في الضفة الغربية وأسفر عن مقتل إسرائيليين.. والولايات المتحدة تعرب عن تعازيها لأسرهم وتدعو إلى اتخاذ خطوات فورية لإنهاء العنف والتحريض على العنف".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أبعث بأحر التعازي لأسرة الضحيتين، الأب والابن، اللذين قتلت حياتهما بهذه الطريقة القاسية والإجرامية خلال يوم السبت". وأضاف أن "القوات الأمنية تعمل باجتهاد للعثور على القاتل وتقديمه للعدالة كما فعلنا مع كل القتلة حتى الآن".

وقال الرئيس إسحاق هرتسوغ: "يوم سبت حزين ينتهي بآلام كبيرة لضحيتين، أب وابن، في هجوم إرهابي صعب في حوارة، أثق في أن جيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الأمن ستقبض على القاتل الحقير.. يجب ألا ندع الإرهاب يضربنا".

وكتب زعيم المعارضة يائير لابيد على "إكس": "لقد انهار سلام يوم السبت بهجوم مميت وحقير في حوارة. قتيلان، أب وابنه. عائلة واحدة تنضم إلى دائرة الفجيعة الرهيبة. أود أن أرسل تعازيّ للعائلة والأصدقاء في هذا الوقت العصيب".

وقال المتحدث باسم حركة حماس: "نهنئ مطلق النار البطل في حوارة الذي جاء نتيجة وعدنا المستمر بالمقاومة لحماية شعبنا والرد على جرائم الاحتلال والدفاع عن المسجد الأقصى من أخطار التبرير". 

فيما اتهمت مصادر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية إيران بمسئولية معينة عما يجري في أراضي السلطة الفلسطينية، وذكرت المصادر لهيئة البث الرسمية "كان" أن طهران تتعاون مع حماس والجهاد الإسلامي بهدف تقويض الاستقرار الأمني في الضفة الغربية. 

وبرأيهم، إيران تريد تحسين التشكيل العسكري للتنظيمات الفلسطينية، وليس فقط تشجيع التشكيلات في قطاع غزة، وحسب المصادر فإن إيران تقوم بذلك من خلال التعاون بين حماس والجهاد الإسلامي.

مخاوف من عمليات انتقامية

أفادت المصاد الفلسطينة بأن مسئولين في السلطة الفلسطينية يخشون من أن العملية ستؤدي إلى نشاطات انتقامية لمستوطنين، على النحو الذي يشبه أعمال الشغب التي كانت في حوارة بعد مقتل الأخوين يانيف قبل نصف عام. وأضاف مسئولون أن هناك مخاوف في السلطة من أن يستغل الوزيران سموتريش وبن عفير العملية لتعميق المساس بالسلطة الفلسطينية وانهيارها. 

يشار إلى أن العمليات الأخيرة في حوارة نفذها مهاجمون ليسوا من سكان القرية، وهم من القرى المجاورة لها. ونجحوا بالوصول اليها بسبب وجود ممر مركزي يعبر من خلاله  غالبية الإسرائيليين الذين يعيشون في المنطقة.