رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاقم الوضع الإنسانى فى السودان.. الجثث تفترش الطرقات ومرضى الكلى بلا علاج

السودان
السودان

يتعرض الملايين من السودانيين إلى معاناة متزايدة وسط تصاعد الاحتياجات الإنسانية يوميًا، نتيجة استمرار الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي دفع العديد من الدول والمنظمات الأممية للتحذير من استمرار الحرب، والتأكيد على ضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات لحل الصراع من أجل السيطرة على الوضع الإنساني الذي يهدد السودان ودول الجوار.

الهجرة الدولية: 4 ملايين سوداني فروا من الحرب و 6 ملايين على بعد خطوة من  المجاعة – البابور

نزوح 4 ملايين سوداني جراء الحرب

كشفت تقارير دولية عن نزوح أكثر من 4 ملايين شخص داخل وخارج البلاد بسبب الصراع الذي اندلع في 15 أبريل، حيث نزح ما يقرب من 3.3 مليون شخص داخليًا اعتبارًا من 8 أغسطس، وفقًا لقائمة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة (IOM DTM).

وأصدرت منسق الشئون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، بيانًا في 9 أغسطس دعا أطراف النزاع إلى السماح للمدنيين بالمرور الآمن من مناطق النزاع في الخرطوم ودارفور، ومناطق القتال النشط الأخرى.

وأشارت إلى أن هذا تم الاتفاق عليه في جدة في 11 مايو 2023 من قبل الموقعين على إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان، وحثت الأطراف على متابعة التزاماتها باحترام القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.

ووفقًا لتقرير تابع لبرنامج الغذاء العالمي (WFP)، فبات الوضع في إقليم دارفور، لا سيما في غرب ووسط دارفور مريعا، حيث هُجرت البلدات والقرى في أعقاب نزوح جماعي للسكان بسبب الصراع.

وكشف برنامج الأغذية العالمي عن أن معظم من بقوا من النساء وأطفالهن، وهم معرضون بشدة للخطر ولم يفروا لأنهم خائفون للغاية من المغادرة.

وبهذه الكلمات وصف تقرير برنامج الغذاء العالمي الوضع في السودان: "العائلات في دارفور بالكاد تعيش، معظمهم يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم، تقاسم ما لديهم من طعام مع الجيران وبيع ما يمتلكونه لمجرد شراء الطعام".

الحرب في السودان: جثث تنتشر في شوارع الخرطوم وتهدد بالطاعون - BBC News عربي
السودان 

جثث تنتشر في شوارع الخرطوم

في 8 أغسطس، أصدرت منظمة إنقاذ الطفل بيانًا حول المخاطر الصحية الجسيمة في ولاية الخرطوم، حيث ورد أن آلاف الجثث تتحلل في الشوارع والمشارح؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم كفاية القدرة على تخزين الجثث.

وقال التقرير: "نظرًا لعدم وجود طاقم طبي في المشرحة، تُترك الجثث، وفقًا لنقابة الأطباء السودانيين"، لافتًا أن من بين 89 مستشفى رئيسيًا في العاصمة والولايات، هناك 71 مستشفى خارج الخدمة، والباقي يعمل بطاقة جزئية.

كما أشار إلى احتلال الجماعات المسلحة بعض المرافق الصحية، وأخذت العلاج المنقذ للحياة بعيدًا عن ملايين الأطفال وأسرهم.

من جانبه، حذر المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط​، أحمد المنظري، في 10 أغسطس الجاري، من أنه من المتوقع أن يعاني 39% من سكان السودان من سوء التغذية خلال الأشهر الستة المقبلة بسبب القتال الذي حدث.

مع تصاعُد القتال.. انهيار المنظومة الصحية في السودان وغلق المستشفيات - Arab  Mubasher - Latest News
السودان 

انهيار المنظومة الطبية في السودان

وأفاد بأن هناك ما يقدر بنحو 11 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدة صحية عاجلة، بما في ذلك حوالي 4 ملايين طفل وامرأة حامل ومرضع يعانون من سوء التغذية الحاد، وأكثر من 100 الف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، مع مضاعفات طبية بحاجة إلى رعاية متخصصة في مراكز التثبيت.

تعرضت المستشفيات وسيارات الإسعاف والإمدادات والمخازن والعاملين الصحيين والمرضى للهجوم في السودان، من خلال نظام مراقبة الاعتداءات على الرعاية الصحية(SSA) تحققت منظمة الصحة العالمية من 53 هجومًا على الرعاية الصحية، بما في ذلك 11 حالة وفاة و38 إصابة بين 15 أبريل و13 أغسطس 2023.

كما ضغط القتال بشكل كبير على مرضى الفشل الكلوي، الذين يعانون من عدم توفر الغسلات والمستهلكات الضرورية لجلسات الغسيل، مما يضع حياتهم على المحك.

ووفق نقابة الأطباء السودانية، فإن المراكز الطبية مخصصة لإجراء الجلسات لنحو 12 ألف مريض فشل كلوي مزمن، بين مراكز حكومية وخاصة، بالإضافة إلى الحالات الحادة بمتوسط 140 ألف عملية غسل شهريًا.

الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في السودان على وشك الانهيار | القاهرة  الاخبارية
السودان 

الوضع الإنساني في السودان يخرج عن السيطرة

الثلاثاء الماضي، حذرت الأمم المتحدة من أن الملايين في السودان يعانون نفاد الغذاء، وأن بعضهم يموتون بسبب غياب الرعاية الصحية، وذلك بعد أربعة أشهر من اندلاع الحرب التي دمرت العاصمة الخرطوم وقادت إلى هجمات بدوافع عرقية في دارفور.

وقالت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك، إن "الوقت ينفد أمام المزارعين لزراعة المحاصيل التي ستطعمهم هم وجيرانهم، وإن الإمدادات الطبية شحيحة والوضع يخرج عن السيطرة".