رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديس ألبرتو هيرتادو كروشاغا الكاهن

كنيسة
كنيسة

تحي الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم، ذكرى القديس البرتو هيرتادو كروشاغا الكاهن.

وقال الأب وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني سيرته قائلا: “ولد البرتو هيرتادو في 22 يناير 1901م في فينيا ديل مار، تشيلي، لعائلة مسيحية أرستقراطية، عاش والديه ألبيرتو هورتادو لاراين وانا كروشاجا توكورنال في حقل قريب من بلدة الدار البيضاء. ولكن عندما كان ألبرتو في الرابعة من عمره توفى والده، أصبحت والدته مسئولة عن ولدين صغيرين، وبسبب الديون المتراكمة على الأسرة قررت الأم بيع ممتلكاتهم الكبيرة، لسوء الحظ، احتال عليها المشتري واشترى المنزل بثمن بخس، وأصبحت الأسرة فقيرة جداً”.

وتابع: “انتقلت الأسرة إلى المعيشةعند بعض الأقارب في سانتياغو، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية عام 1917، كان يود أن يصبح راهباً يسوعيًا ؛ لكنه نصح بتأجيل تنفيذ هذا المشروع لرعاية والدته وشقيقه الأصغر، عمل في فترة ما بعد الظهر والمساء، وتمكن من إعالة أمه وأخوته وفي نفس الوقت التحق بكلية الحقوق في الجامعة الكاثوليكية، حتى في هذه الفترة كانت مخاوفه موجهة إلى الفقراء الذين كان يواصل زيارتهم كل يوم أحد، جعله الالتزام بالخدمة العسكرية يقطع دراسته، ولكن بمجرد انتهاءه من الخدمة العسكرية، تمكن من التخرج في أوائل أغسطس 1923م ،وكان حلمه يراوده لتكريس حياته للسيد المسيح وخدمة الأخرين”. 

وأضاف: “اهتم بشدة بالفقراء، حيث كان يزورهم في أفقر الأحياء بعد ظهر كل يوم أحد. وبسبب الوضع الأقتصادي الصعب لعائلته كان صعب عليه تحقيق هذه الرغبة، واستطاع أن ينضم إلى كلية القديس اغناطيوس اليسوعية  في شيلان، في عام 1925 انتقل إلى قرطبة بالأرجنتين حيث أكمل دراساته، في عام 1927 تم إرساله إلى إسبانيا لدراسة الفلسفة واللاهوت، وفي عام 1931 ، اضطر إلى المغادرة إلى بلجيكا ومواصلة علم اللاهوت في لوفان”.

وأوضح: "بعد ذلك سيم كاهناً في 14 أغسطس ، في عام 1935 حصل على الدكتوراه في علم التربية وعلم النفس. بعد أن أكمل سنة الاختبار الثالثة في درونجن، في بلجيكا أيضًا، عاد إلى تشيلي في يناير 1936، وبعد عودته إلى وطنه، امتد حماسته تدريجياً إلى جميع المجالات: بدأ في ممارسة نشاطه كأستاذ للتعليم المسيحي في كلية القديس إغناطيوس، والتربية في الجامعة الكاثوليكية في سانتياغو وفي المدرسة البابوية، كتب مقالات مختلفة عن التعليم وكذلك عن النظام الاجتماعي المسيحي، قام ببناء منزل في قرية تحمل اسمه الآن ؛ كان مديرًا للمجمع المريمي للطلاب، حيث أشركهم في التعليم المسيحي للفقراء؛ قام بعدد لا يحصى من الدورات التدريبات الروحية وقدم التوجيه الروحي للعديد من الشباب، ورافق الكثيرين في استجابتهم للدعوة الكهنوتية وساهم بشكل كبير في تنشئة العديد من المسيحيين العلمانيين. في عام 1941 نشر الأب هورتادو كتابه الأكثر شهرة تشيلي بلد كاثوليكية؟"

وتابع: “تم تعينه كمستشار للعمل الكاثوليكي للشباب فكان يتجول في جميع أنحاء الوطن يلهب القلوب الشابة برغبتة في تمجيد اسم المسيح، ويجسد السيد المسيح الذي كان يجول ليصنع خيراً، رأى الأب البرتو هورتادو وجه المسيح في الفقراء، ورأى الكثير من الأطفال يعيشون في الشوارع في حالة من البؤس وبدون كرامة وبدون أمل في الحياة التعيسة، وشاهد الكثير من الأسر المفككة، وأيضا الكثير ممن يحتاجون إلى السكن والملبس والطعام”. 

وواصل: “من أجلهم أسس بيت المسيح عام 1944م، وبدأ على الفور تأسيس ورش عمل للشباب فاقام مراكزً صحيًة ومدارس للتدريب المهني، قام بتأسيس منازل لضيافة المهمشين الذين يعيشون بلا مأوى، وسافر كثيراً إلى الخارج لينشر مشروعه الخيري للهئيات التي تساعد، فانضم كثير من الشباب والشابات يساعدنه في بناء المنازل الخشبية وتوزيع الطعام، في عام 1947، أسس الأب هورتادو جمعية النقابات التشيلية ، بهدف تعزيز النقابات العمالية المستوحاة من العقيدة الاجتماعية للكنيسة، بين عامي 1947 و1950 ألف ثلاثة كتب مهمة: عن النقابات العمالية، والإنسانية الاجتماعية والنظام الاجتماعي المسيحي، في عام 1951 أطلق المجلة المعروفة لليسوعيين التشيليين المكرسة للتعريف بعقيدة الكنيسة وشرحها. رغم حجم المهام المفروضة لم يتوقف ابدا عن إداء التوجيه الروحي، وبابتسامه ووجهه البشوش والإستماع إلى رعاياه، بسبب الإرهاق الشديد في العمل الرسولي أصيب بمرض سرطان البنكرياس، رغم الآلام الشديدة لمرضه، استمر في العمل مع المسيح من أجل قطيعه بمستشفى العيادة بالجامعة الكاثوليكية. حتى النهاية ظل سعيدا وراضيا، دائما يعطي كلمة امل ودعم لمن زارهو”.

واختتم: “رقد في 18 أغسطس 1952م عن عمر ناهز الحادي والخمسين، وأعلنه طوباوياً البابا القديس يوحنا بولس الثاني في 16 أكتوبر 1994م، وزاد في إكرامه البابا بنديكتوس السادس عشر وأعلنه قديساً في 23 أكتوبر 2005م في ساحة القديس بطرس”.