قراءة في كتاب "مكتبة منتصف الليل" للروائي البريطاني مات هيج

يطرح الكتاب الأكثر مبيعًا "مكتبة منتصف الليل"- "The Midnight Library" للكاتب البريطاني مات هيج، مجموعة من الاسئلة الكبرى حول الحياة، مثل: "ماذا لو استطعت تجربة حياة الآخرين؟" "هل ستكون أسعد؟، هل الجميع يناسبه حياة واحدة؟ 

كتاب “مكتبة منتصف الليل”

يدور الكتاب حول امرأة تدعى "نورا"، وهي امرأة بريطانية في منتصف الثلاثينيات من عمرها، وتعاني من اكتئاب شديد، وفي إحدى الليالي، قررت الانتحار، لكن الجرعة الزائدة من الحبوب المنومة جعلتها في لحظة تقف في أرجاء مكتبة مدهشة وهي بين الحياة والموت.

ومع مرور الوقت، تتطلع نورا على حيوات لا حصر لها كان من الممكن أن تعيشها، وفي نهاية هذه الجولة الممتعة في المكتبة، هناك شيء واحد أرادته نورا في النهاية هو "أن تعيش".

وفي الكتاب يقدم لنا الروائي البريطاني مات هيج، في حبكة درامية، دروسًا مهمة في الحياة، منها أنه قد لا تكون حياتنا "الأفضل" ولكن هي الحياة "المناسبة" لنا.

وفي المكتبة التي دخلتها نورا، بطلة الرواية، يوفر كل كتاب فرصة لها لتجربة حياة أخرى كان من الممكن أن تعيشها، هل كانت ستفعل شيئًا مختلفًا؟ إذا سنحت لها الفرصة للتراجع عن ندمها؟

فتجد نورا سيدة قرارها، تمتلك إمكانية تغيير حياتها لحياة جديدة، واتباع مهنة مختلفة، والتخلص من حياتها القديمة، وتحقيق أحلامها في أن تصبح عالمة جليد؛ وفي المكتبة تسعر نورا إلى البحث داخل نفسها أثناء سفرها عبر "مكتبة منتصف الليل" لتحديد ما هو حقًا مُرضٍ لها في الحياة، وما الذي يجعلها تستحق العيش في المقام الأول.

نورا والطبيعة البشرية 

وهي تجرب أن تحياة حياة آخريين، تجد نورا شيئًا خاطئًا في كل حياة تحاول عيشها، ومع كل خيبة أمل، تعود نورا إلى المكتبة لتجربة حياة أخرى، وهكذا، ولأسباب مختلفة، تتعلم نوررا الدرس، أنه "يمكننا أن تعيش حياة مليون شخص، وبالرغم من ذلك لن نكون في حالة رضى" وهذا لأن السعي لتحقيق التقدم هو مجرد طبيعة إنسانية وبشرية.

ويشير الكاتب إلى أنه يمكننا الشعور بأننا أسعد عندما نشعر بالتطور، ولكي نطوّر من أنفسنا، لابد من إجراء تغيير في حياتنا

ويخلص الكاتب أنه لهذا السبب، "حتى لو عشنا ألف عام، سنكون هناك دائمًا أشياء ما زلنا نشعر أننا بحاجة إلى القيام بها"، كما ينصحنا الكاتب علينا ألا نكافح دائمًا من أجل الكمال لأنه لا وجود له.

ما ترى أنها"الحياة الأفضل" قد لا تناسبك

بعد أن حاولت نورا تجربة أن تصبح عالمة جليد، ونجمة روك، وأن تمتلك مزرعة من العنب وغيرها، وجدت نورا أخيرًا حياة تبدو وكأنها ملائمة لها، ولكن مع الوقت ترى نورا أنها لم تكسب شيئًا، ومع القصة التي يرويها الكاتب، يرشدنا إلى أنه قد نتخيل أن حياتنا "الأفضل" خالية من التضحية، ولكن في النهاية "الحياة الأفضل" لا تتعلق بالإنجاز في حد ذاته، ولكن في الخيارات التي تجعلنا سعداء، ومهما كانت هذه الحياة تبدو بعيدة عن الكمال، سنكون سعداء بوجودنا فيها.

ليس من المهم أن تفهم الحياة.. عليك أن تعيشها فقط

مع انهيار مكتبة منتصف الليل، أدركت نورا: أن الحياة المليئة بالمشاكل يمكن أن تظل جيدة، وحتى الحياة الجيدة قد تكون مليئة بالمشاكل، وتمكنت من التخلص من الحبوب المنومة والحصول على المساعدة، في اليوم التالي، ذهبت لتتصالح مع أخيها المنفصل عنها وتقدم له درسًا مهمًا وهو "ليس عليك أن تفهم الحياة ،" مضيفة "عليك فقط أن تعيشها".