رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كان يقدم خدمات لطلاب الأزهر".. بماذا وصف طه حسين الحاج "زيتون"؟

طه حسين
طه حسين

خصصت المؤسسات الثقافية هذا العام 2023، بعام عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، لذا قامت الكثير من المؤسسات بتنظيم الكثير من الندوات الثقافية والأمسيات ومناقشة بعض الكتب التي تناولت حياته، وبعض المواقف من حياته.


تناولت العديد من الأقلام حياة وسيرة الراحل طه حسين، فقد أحدث ثورة هائلة في الثقافة العربية وكان حلقة الوصل بين الأدب الشرقي والغربي.


بعض من مؤلفات عميد الأدب العربي طه حسين
صدر لعميد الأدب الكثير من المؤلفات التي أحدثت جدلًا كبيرًا في الوسط الثقافي، ومنها ما أحدث نقلة نوعية في شأن الثقافة ومن هذه الكتب: على هامش السيرة، الشيخان، الفتنة الكبرى عثمان، الفتنة الكبرى علي وبنوه، مستقبل الثقافة في مصر، مرآة الإسلام، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، نظام الأثينيين، من آثار مصطفى عبد الرزاق، حديث المساء، من أدبنا المعاصر.
"الدستور" ترصد خلال عام طه حسين الكثير من مواقف حياته منذ الطفولة حتى رحيله.


حكاية الحاج زيتون وطلاب الأزهر
في كتاب" طه الذي رأي.. أيام ما بعد الأيام" للكاتب والروائي حمدى البطران، كشف عن علاقة طه حسين وبالحاج زيتون وطلاب الأزهر آنذاك.


فقال البطران:" إن مما يذكره طه حسين في خلال تلك الفترة، في رحلته من الغرفة إلى الأزهر، أنه عندما كان يخرج من المكان المسقوف الذي فيه غرفته، يشعر بحرٍّ حيث توجد قهوة في الحارة، ويسمع قرقرة الشيشة عند أذنه اليمنى، ويستقبل حانوت الحاج زيتون الذي كان له تأثيرٌ على طلبة الأزهر. 


واستكمل:" كان للحاج زيتون حانوتٌ كبير، مفتوح طوال اليوم، وتختلف حركة البيع فيه في فترتي الصباح والمساء، وفي الصباح، كان الحاج زيتون يبيع الطعام لأهالي الحي، كما كان يبيع لطلاب الأزهر، ومن أنواع الطعام التي يبيعها الفول، بألوانٍ متعددة، فقد كان يبيعه سادة، وبالزيت الحار، وبالزبدة أو السمن البلدي.


وتابع:" وكان يضيف إلى الفول أنواعًا من التوابل لتفتح شهية الزبائن، وتجعلهم يُقبلون عليه، وتدفع طلاب الأزهر إلى أن يشتروا الفولَ بأنواعه، ويكثرون الأكل منه، مما كان يجعلهم غير قادرين، بعد وجبة الفول، على الذهاب إلى درس الضحى، وينامون حتى الظهر، من تأثير وجبة الفول الدسمة".  


وأشار إلى أنه كان في المساء، يبيع الجبن والزيتون الطحينة والعسل، كما كان يبيع علبَ التونة والسردين.


تأثر طلاب الأزهر بآراء الشيخ محمد عبده
وقال البطران:" سرعانَ ما تأثّر الشيخ الصغير طه حسين بجو الأزهر الذي كان يشيعه الإمام محمد عبده بآرائه الجريئة والنيّرة، وسرعانَ ما بدأ يجهر بها حينما كان يعود إلى بلدته الصغيرة في الريف المصري بالذات تلك المتعلّقة منها بحُرمة التوسل إلى الأنبياء واستهزائه بكرامات الأولياء مما كان يُغضب سامعيه ويثير حنْقَهم".


أصناف يبيعها الحاج زيتون لطلاب الأزهر
وعندما يوغل الليل كان زيتون يبيع لأصحاب الكيف ما يروق لهم ويُصلح مزاجهم من المخدرات وأدوات السُكر، وهو ما لم يفهم طه حسين إلا عندما بلغ مبلغ الرجال، وعرف ما يدور من همسٍ بين أوساط الرجال والشباب.

 

مواصفات الحاج زيتون
كان زيتون أسودَ فاحم اللون طويلًا، قليلَ الكلام. كتوما، بالإضافة إلى خدمات الحاج بتوفير الأكل لأهل الحارة وطلاب الأزهر، كان يقدّم لطلاب الأزهر خدماتٍ جليلة أخرى.