رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طعامه العسل والكرات والمخل.. كيف قضى طه حسين يومه في الجامع الأزهر؟

طه حسين
طه حسين

خصصت المؤسسات الثقافية هذا العام 2023 باسم عام طه حسين تقديرًا لمكانته ولما قدمه عميد الأدب العربي للأدب وجهوده في خدمة الثقافية العربية.

طه حسين عاش حياته متوسطة وكان من أسرة بسيطة الحال، فعند ولادته جاءت والدته رؤية توضح له مستقبل ابنها ولكنها لم تجد تفسيرًا لها إلا عندما كبر.

في بداية حياة طه حسين كان نبيهًا ومتفوقًا، وبدأ في حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، وكان يحيى ليالي شهر رمضان مع شيخه، وعلمه مفتش الرى التجويد وألفية ابن مالك وغيرها، فقد كان من أهم الشخصيات التي ساندته في مسيرته العلمية.

حياة طه حسين بكل أسرارها وكواليسها رصدتها عشرات الأقلام مستمدين معلوماته من كتابه الشهير"الأيام" الذي قص فيه كافة ما يتعلق بحياته وأدق التفاصيل فيها.
طه حسين ورحلته في الجامع الأزهر
وفي كتاب "طه الذي رأى .. أيام ما بعد الأيام" للكاتب اللواء حمدي البطران، فقد روى لنا كواليس بداية التحاق طه حسين للتعليم بالجامع الأزهر فقال:"قبل أن يسافرَ طه حسين إلى القاهرة، اشترى له والده، جبّة وقفطانًا ونعلًا جديدًا وعمامة وطربوش أحمر يلفُّ عليه شال العمامة الأبيض، ثم ركب القطار.

وأضاف البطران: “بعد ساعاتٍ  من السفر ، كان قد وصل  القاهرة، وكان يحب القاهرة ويعشقها لما فيها من الجامع الأزهر وسيدنا الحسين والسيدة زينب، وغيرهما من الأولياء الصالحين”.

تفاصيل الساعات الأولى لطه حسين في القاهرة والجامع الأزهر

وفي رحلته للقاهرة قام والدته بتزويده بالطعام، وكان مرافق له في رحلته أخوه، ولم تكن حياته في الأزهر هيّنةً، فكان أخوه يتركه وحيدًا في حجرته بالساعات، وكانت طعامه في تلك الفترة العسل الأسود والفول والمخلل والكرّات. 

وفي الأيام التالية ذهب لامتحان القرآن الكريم توطئةً لانتسابه للأزهر الشريف، ذلك الامتحان الذي جاءه على حين غرة، إذ علم عنه بعد أحد دروس الفقه مباشرةً، إذ ما أن تلا بعض الآيات من سورة الكهف وأخرى من سورة العنكبوت حتى قال له أحد الممتحنين: انصرف يا أعمى فتح الله عليك.
الراحة عند صلاة الفجر
وقبل ذهابه بفترة ليست طويلة كان حبيس الغرفة، وعندما كان يصل إلى صحن الجامع الأزهر بعد صلاة الفجر يشعر بسعادة وراحة نفسية كبيرة، كان يشعر بالراحة عندما يشمُّ نسيم الصباح النقيّ في أروقةِ الأزهر.

وخلال تواجده للدراسة بالأزهر كان يميز بين الأصوات في أوقاتٍ مختلفة، فإذا خرج من الحجرة في الصباح مع شقيقه، كان يسير في حارة ضيقة وملتوية، تنبعث منها روائح كريهة، بينما الصبي يسند ظهره إلى الحائط الصلب. 
تفاصيل يوم طه حسين داخل الجامع الأزهر
وبحسب ما قاله الكاتب حمدى البطران، في الصباح، كان شقيقه يقوده حتى يجعله يجلس في حلقة الحديد، فيُجلسه على كرسي، ويتركه إلى حيث محاضراته، وكان طه حسين يستوعب الأحاديث، وكانت تضايقه تلك السلسلة الطويل من الأسماء التي تسبق الحديث، فلما ينتهي الدرس يأتي شقيقه لينقله إلى درس الفقه. 

وعندما كان ينتهي الدرس كان التلاميذ ينصرفون ويظل طه حسين قابعًا في مكان حتى يأتي صاحبه، فيقوده من يده بغير كلام ويمضي به حتى يخرجه من الجامع الأزهر، فيلقيه في الغرفة، فيجلس على فراشه، ثم ينام وفي اليوم التالي تبدأ المسيرة.