رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ألهمها المرض.. "نسرين" تدعم محاربات السرطان بـ"الشعر الطبيعي"

نسرين جبرائيل
نسرين جبرائيل

من رحم المعاناة يولد الأمل، هذا ما فعلته "نسرين جبرائيل" إحدى محاربات سرطان الثدي، بعد أن فقدت شعرها خلال رحلة العلاج، إلا أنها أبت الاستسلام لهذا المرض الخبيث، وقررت خوض معركتها من أجل الشفاء، ولم تكتفِ بذلك، بل خرجت بمبادرة لمساعدة غيرها من محاربات السرطان اللاتي يكابدن نفس الآلام ويتجرعن مرارة المعاناة، لا سيما بعد أن فقدت الكثير منهن شعرهن بفعل العلاج الكيماوي والإشعاع.

"نسرين" صاحبة الـ41 عامًا، بدأت رحلتها مع سرطان الثدي منذ عامٍ مضى، حين اكتشفت إصابتها بالمرض، وانقلبت حياتها رأسًا على عقب، وأجرت عملية جراحية لاستئصال الورم ثم أكملت علاجها بالكيماوي والإشعاع.

ومن أزمتها قررت "نسرين" إطلاق مبادرة لمساعدة مرضى السرطان في تخطي أزمتهن بشكلٍ غير هادف للربح، لا سيما بعد أن تعرضت لأزمة كبيرة ولم تستطع الحصول على "باروكة" بسبب ظروفها المادية، ومن هنا، قررت "نسرين" أن تستخدم خبرتها في المجال لتوفير الشعر المُستعار لمرضى السرطان.

بدأت "نسرين" مبادرتها من خلال منشورٍ لها عبر موقع "فيسبوك" تطالب خلاله بأن تقوم بشراء شعر طبيعي من أجل مرضى السرطان، وفي تلك الأثناء تعرَّفت على متبرعة بشعر طبيعي، وبدأت نسرين توزيعها على مرضى السرطان.

وبعدما لاقت "نسرين" الفرحة في وجوههن، قررت أن تستمر في الأمر، واستطاعت أن تجمع شعرًا طبيعيًا من المتبرعات وتصنع منه شعرًا مستعارًا، ثم أطلقت مبادرتها تحت شعار "ها أنتِ جميلة يا حبيبتي"، ووزعَّت على العديد من المرضى الشعر الطبيعي.

وأوضحت أنها تستعين في مبادرتها بمكينات مخصصة للشعر، ويُقدَّم للمرضى اللواتي يثبت أنهن يعانين بالفعل من مرض السرطان من خلال الاطلاع على بياناتهن المرضية، فيما تفاعلت العديد من المتبرعات مع المبادرة.

ولم يقف الأمر عند حد السيدات والفتيات فحسب، وإنما أقدم عددٌ من الشباب على التفاعل مع المبادرة، حيث شرع بعضهم في إطالة شعرهم خصِّيصًا للتبرع به لمرضى السرطان. 

وعن شروط التبرع قالت "نسرين": "لابد أن يكون طول الشعر 25 سم على الأقل، ويكون ضفيرة مربوطة، وطريقة القص تتم من خلال قسمه إلى نصفين وتضفيره وربطه ثم قصه"، داعية كل من لديه القدرة على التبرع بعدم التردد في الأمر.

وأكدت "نسرين"، أن مبادرتها لاقت ردود أفعال إيجابية، داعية كل فتاة أصابها المرض إلى تحمل الآلام والتحلي بالقوة دون استسلامٍ.