رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الحارة.. «الوثائقية» تصنع ملحمة تليق بـ«أسامة أنور عكاشة»

أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة

قدم قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ملحمة وثائقية جديدة تجسدت فى فيلم «أسامة أنور عكاشة»، الذى تم عرضه فى جزأين على قناة الوثائقية. شارك فى الفيلم عدد كبير من أبطال وصناع أعمال «عكاشة» الدرامية، وشهادات عدد من الكتاب والنقاد عن عبقرية الراحل، وطريقته فى صياغة الحكايات التى تعبر عن المجتمع المصرى وتقدم روح الشخصية المصرية. وحقق الفيلم بجزءيه نجاحًا كبيرًا وانتشرت مقاطع منه على مواقع التواصل الاجتماعى، وعكس محتواه المختلف والمميز مدى المجهود الكبير الذى قدمه صناعه. ويتحدث عدد من صناع الفيلم والمشاركون فيه، لـ«الدستور»، حول كواليس إنتاج العمل، وتفاصيل المجهود الذى تم بذله فى مراحل الإعداد والتجهيز والتنسيق، من أجل الوصول إلى الصورة الرائعة التى خرج بها الفيلم.

أحمد الدرينى:تأثير «سيد الدراما» امتد لأجيال من المصريين

أكد الإعلامى أحمد الدرينى، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أنه جرى اختيار الراحل أسامة أنور عكاشة، لتقديم سيرته الذاتية فى عمل وثائقى، نظرًا لحجم إبداع الراحل واسمه الكبير فى عالم الإبداع والتأليف، وتأثيره على أجيال من المصريين.

وأضاف أن الكاتب الراحل كان سيد الدراما على مدار ٣ أو ٤ عقود من الزمان، ومسلسلاته هى الأشهر والأهم وصاحبة النصيب الأكبر فى طرح القيمة، وهو الكاتب الأكبر والأضخم إنتاجًا فى تاريخ الدراما المصرية.

شريف سعيد: صممنا ديكورًا ضخمًا مستوحى من أعماله.. ونعِد الجمهور بمزيد من الأعمال

قال الإعلامى والمخرج شريف سعيد، رئيس قناة الوثائقية، إن الخط الرئيسى للقناة ولقطاع الإنتاج الوثائقى هو إنتاج كل ما يدعم الهوية المصرية.

وأضاف أن الهوية المصرية فى مختلف المجالات فى الفن والرياضة والثقافة والهوية والدراما والفن، و«حين نأتى ناحية الفن والدراما المصرية، فلن نجد بكل تأكيد اسمًا يلمع أكثر من اسم الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة».

وأوضح: «إنتاجه الدرامى وكل مشروعه هو تساؤل عن الوجود وحقائق الحياة، كما فى (الشهد والدموع) مثلًا، وعن الهوية المصرية كما شاهدنا فى (أرابيسك) و(زيزينيا)، فقد كان باحثًا عن الهوية المصرية فى مختلف أعماله، وكان ذلك من أهم أسبابنا لتقديم عمل وثائقى عنه باعتباره أبًا للدراما المصرية».

وواصل: «كل أعمالنا على قناة الوثائقية، التى أنتجناها حول شخصيات بعينها، مثل أسامة أنور عكاشة ومحمود رضا ويوسف إدريس وغيرهم، لم نهدف فيها لتقديس شخص، ولكن تقديم عمل وثائقى نتناول كل الإشكاليات حول الشخصية ومساراتها من مختلف الزوايا والمهنية والموضوعية فى التناول، بداية من البحث مرورًا بمختلف مراحل الإنتاج بما فيها التواصل مع أسر الشخصيات».

وتابع: «لم نهدف لتقديم الشخصية بشكل مجرد فقط، بل كان ضمن وسائلنا استقراء الواقع السياسى والاجتماعى المصرى عبر حقب مختلفة ولا يكون التوثيق من أجل الشخص فقط، لكن بالطبع نعرِّف المشاهد بالشخص والمعلومات المختلفة عنه، وفى الوقت نفسه نوثق للواقع المصرى».

وقال إن الأبطال المشاركين فى الفيلم، الذين تم اختيارهم لتقديم شهادات عن الراحل، من كتاب ونقاد وممثلين ومخرجين، خدموا المحاور المحددة للفيلم، و«الحقيقة أن الجميع كان مرحبًا بالأمر ولكن أحيانًا ينتقد عدد من الجمهور عدم وجود بعض الشخصيات ممن عملوا مع الراحل، وربما كانت هناك ظروف حالت دون ذلك».

وكشف عن أنه «تم بناء ديكور ضخم للفيلم داخل مدينة الإنتاج الإعلامى، وفى كل جانب كانت هناك زاوية خاصة بعمل ما من أعمال الراحل من وحى مسلسلاته وأعماله، وتم تصميم هذا الديكور بعناية، وكان الأمر مجهدًا للغاية فى كل مراحله، إلا أن الجميع اتفق على تقديم منتج مميز وهو ما حدث».

أما ردود الأفعال على العمل، فقال إنه فوجئ بردود الأفعال الواسعة حول العمل، بداية من الإعلان عنه وقبل عرض الجزء الأول، موضحًا: «كان هناك ترحيب كبير للغاية وبعد العرض أيضًا كانت ردود الأفعال عظيمة للغاية، بعد المجهود الكبير الذى بذله كل فريق العمل بكل أقسامه وعناصره».

وشدد على أن «قناة الوثائقية تحاول دائمًا تقديم أعمال مميزة ومختلفة عن الشخصيات التى كان لها تأثير كبير فى المجتمع، وتحرص على تقديم أعمال مميزة»، متعهدًا بتقديم أعمال قوية خلال الفترة المقبلة سيتم الإعلان عنها فى حينها.

الفنانون المشاركون:كل حرف كتبه «عزف متكامل».. وأعماله قدمت الواقع دون أى تجميل أو تزييف

رأت النجمة إلهام شاهين أن الفيلم الوثائقى عن الكاتب الكبير خطوة جيدة نحو توثيق رحلات عظماء المهنة. 

وأضافت أنها تحمست جدًا للمشاركة فيه لأن الكاتب الراحل جزء من تاريخ مصر الفنى لا يمكن تعويضه، مشيرة إلى أنه كان الأب الروحى للدراما المصرية لما له من أسلوب سهل وسلس يجسد دراما الشارع والدراما الواقعية. 

ولفتت إلى أنها تعتبر نفسها أحد أبناء الكاتب فنيًا، فله الفضل فى تقديمها شخصيات مختلفة فى الدراما، مؤكدة أن الدراما المصرية افتقدت عددًا من العمالقة وكتاباتهم، ومنهم بالتأكيد أسامة أنور عكاشة. 

وذكرت أنها كانت حريصة على الظهور فى الفيلم الوثائقى كشاهدة على عصر الكاتب الكبير الراحل، وكيف كان له فضل فى اكتشاف عدد من النجوم وإعادة اكتشاف بعضهم من خلال كتاباته.

وتحدثت عن رحلة عملها مع «عكاشة»، قائلة: «بدأت من خلال مسلسل (وقال البحر) للمخرج محمد فاضل، ثم التقيت معه فى مسلسل (ليالى الحلمية) فى ثلاثة أجزاء، الثالث والرابع والخامس، وكنت أستمتع كثيرًا بجلسات العمل معه، فقد كان محنكًا ولديه قدرة على كتابة أى سيناريو بشكل ساحر يجعلك لا تستطيع تغيير أى حرف يكتبه».

واستكملت: «كان على دراية تامة بكل ما يحدث فى المجتمع، وكان لديه حس ثقافى عالٍ وفكر مميز ووعى بكل ما يجرى، وكان شديد الحرص على تقديم الدراما الواقعية التى نفتقدها اليوم بشكل كبير، وكتاباته تؤرخ لحقب كاملة من تاريخ مصر يصعب تغافلها».

وتابعت: «من الصعب أن نجد مثل أسامة أنور عكاشة، فهو بمثابة أب روحى للدراما والفن، وتوثيق رحلة صناع الفن أمر كان لا بد منه لتعريف الأجيال بتاريخ هؤلاء العظماء، وكيف كان لهم دور فى الارتقاء بالفن».

وأشادت بالمهنية والحرفية لقناة «الوثائقية»، مؤكدة أن المشهد الإعلامى كان يفتقد لمثل هذه القناة التى توثق تاريخ العظماء فى مختلف المجالات.

من جانبها، ثمنت الفنانة صابرين اهتمام الدولة بتقديم أعمال وثائقية عن عظماء الفن، معتبرة أن هذه خطوة جميلة وطبيعية ومنطقية، ودفعتها للمشاركة فى الفيلم الوثائقى الأخير عن الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة.

وقالت إنها تعاونت مع الراحل أسامة أنور عكاشة فى بداية مشوارها الفنى، من خلال شخصية «شيرين» فى المسلسل الخالد «ليالى الحلمية»، التى أثرت بشدة فى وجدانها.

وأضافت أن الكاتب الكبير كان يهتم بأدق تفصيلة فى أى عمل فنى يقدمه، ويضيف لأى فنان يعمل معه، حتى لو كان دورًا صغيرًا، لذا فإنها كانت مستمعة جيدة لكل تعليماته، واستفادت منه بشكل كبير، وكانت تستشيره فى الكثير من الأمور.

وشددت على أن تقديم الفيلم على جزءين، واستشهاده بمعاصرين للكاتب الراحل، ساهما فى تقديم وجبة متكاملة عن حياته الفنية والشخصية، عكست الاحترام الشديد لمبدعى مصر.

وأشادت بقناة «الوثائقية»، معتبرة أن مصر كانت فى حاجة لمثل هذه القناة، التى ظهرت وتقدمت بخُطى ثابتة، لتقدم لنا تاريخًا وتراثًا يحتاج إلى إبراز لكل الأجيال الحالية.

وأعربت الفنانة «لوسى» عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة فى الفيلم الوثائقى عن الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، موجهة الشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وقناة «الوثائقية» على تقديم هذا الفيلم.

وقالت لوسى: «لم أتردد لحظة فى المشاركة بهذا العمل، وحرصت على سرد كل كبيرة وصغيرة عن أسامة أنور عكاشة، لتستفيد منها الأجيال الجديدة من الكتّاب والفنانين».

وأضافت: «استفدت كثيرًا من العمل مع الكاتب الراحل، الذى كان يمثل لى الكثير على المستويين الفنى والشخصى، وكان له فضل كبير فى شهرتى على المستوى الدرامى، وامتلك رؤية فنية عالية قلما تجدها فى الكُتّاب».

وواصلت: «كل حرف يكتبه كان عزفًا متكاملًا، لذا لو حذفت جملة واحدة لأى شخصية يصاب الحوار كاملًا بالخلل»، معتبرة أن أعمال الكاتب الراحل لا تقارن بأى أعمال أخرى.

وشددت على أن أسامة أنور عكاشة أضاف إلى رصيدها الفنى الدرامى بشكل كبير، وهو ما دفعها للحرص على انتقاء أفضل الأعمال عند دخولها أى تجربة فنية جديدة بعد التعامل مع الكاتب الراحل، مضيفة: «كان حريصًا على منح كل ممثل حقه فى أى عمل يقدمه معه، وأفتقده بشدة كإنسان وكاتب».

وبيّنت أن مشاركتها فى المسلسل الملحمى «ليالى الحلمية» أعطتها ثقلًا كبيرًا، خاصة أنها كانت فى بدايتها الفنية آنذاك، معتبرة أن المسلسل أرّخ لحقبة تاريخية من الصعب أن يعبّر عنها أى كاتب بهذه الطريقة المحترفة التى اتبعها أسامة أنور عكاشة.

وتابعت: «كتابة أسامة أنور عكاشة تترك فى النفس أثرًا عظيمًا، ومن الصعب أن تنسى أيًا من جمله الحوارية فى مختلف أعماله، لذا لم أستطع رفض أى عمل طلبنى فيه».

وتمنت أن تنتج قناة «الوثائقية» عددًا من الأفلام التى توثّق حياة الفنانين والكُتاب والمخرجين وكل الشخصيات المؤثرة فى التاريخ، لتكون مرجعية للأجيال الجديدة والمقبلة.

من جهته، وصف الفنان عبدالعزيز مخيون فيلم «أسامة أنور عكاشة» بأنه نموذج رائع لتقديم معلومات وافية عن الكاتب الكبير الراحل، موجهًا الشكر لقناة «الوثائقية» على تقديمه بهذا الشكل المميز. وقال «مخيون»: «كنت على علاقة قوية بأسامة أنور عكاشة، ولم تكن علاقة عمل فقط بل صداقة وأخوة منذ بداياته فى عالم الفن والكتابة، وجمعتنا الكثير من الصفات وتشابهنا فى الفكر والثقافة، وكان مؤمنًا بى بشكل كبير، وامتلك عقلية أدبية مختلفة جعلته من عباقرة الفن فى تاريخ مصر».

وأضاف: «بعض الشخصيات التى قدمها أسامة أنور عكاشة فى أعماله تشبهه كثيرًا»، لافتًا إلى أن الكاتب الراحل كان ينعزل عن العالم عند كتابة أى عمل جديد، وامتاز بالمصداقية وتقديم الواقع.

وتابع الفنان الكبير: «أسامة أنور عكاشة كان حريصًا على المصداقية وتقديم الواقع كما هو دون أى تجميل أو تزييف، ما منحه ثقلًا كبيرًا، وجعل أعماله من أهم الأعمال الفنية التى قدمت حكايات عن الشارع المصرى وتاريخ الأمة العربية».

واختتم: «كل عمل يقدمه كان تحديًا خاصًا له، تمثل فى محاولة تقديم أفضل ما عنده، وكان مُلمًا بحياة المصريين فى مختلف القطاعات، ودائمًا ما يحاكى الواقع، وكتاباته تعبّر وتجسّد شخصيات من هذا الواقع».

نقاد:عمل «فخم» وسيكون مرجعًا للباحثين.. وننتظر تجارب إبداعية مشابهة

شددت الناقدة الفنية ناهد صلاح على أهمية فيلم «أسامة أنور عكاشة»، مشيرة إلى أن أى عمل وثائقى أو درامى أو سينمائى عن رمز من رموزنا الفنية والثقافية أمر فى غاية الأهمية.

وقالت الناقدة الفنية: «مثل هذه الأعمال تُلقى الضوء على سيرة المبدعين، وتقدم نوعًا من أنواع التنوير للأجيال الجديدة عن الرموز الذين نتناول سيرتهم ومشوارهم وإبداعاتهم، كما تذكر مَن عاصروهم بتجربتهم وكيف أثروا فى المجتمع، تحفيزًا للجميع على صنع تجارب مشابهة».

وأضافت: «تناول سيرة أى رمز يوفر قراءة لسيرة المجتمع الذى عاش فيه هذا الرمز، سواء كانت قراءة اجتماعية أو سياسية أو ثقافية أو إنسانية، كما نفهم من خلالها تجربته الإبداعية وتكوينه الإنسانى، مع رسم شخصيته ومسار إبداعه بشكل عام».

وشددت على أن التطرق والتأمل فى بيئة مبدع مثل أسامة أنور عكاشة، يمثل قراءة مهمة نفهم منها الماضى ونعيش الحاضر ونستشرف المستقبل، خاصة أن تجربة الكاتب الراحل منخرطة للغاية فى المجتمع المصرى، وتعد جزءًا من تاريخ هذا المجتمع، لأنه كان مهمومًا به، وحاول رسم صورة لمصر، أرضًا وشعبًا وحجرًا وبشرًا.

وأشادت بتجربة قناة «الوثائقية» فى تقديم أعمال وثائقية مهمة مثل فيلم «أسامة أنور عكاشة»، الذى يمكننا من خلاله فهم التجارب الإبداعية والإنسانية التى أفرزها المجتمع، ونبدأ فى رسم أفقنا الجديد، بعد معرفة الجذور، فمن ليست له جذور سيكون مستقبله فارغًا.

من جهتها، عبّرت الناقدة ماجدة موريس عن سعادتها بالاشتراك فى الفيلم، لافتة إلى أنه شمل حقائق تُقدم للمرة الأولى عن الكاتب الكبير.

وقالت إن أسامة أنور عكاشة إحدى الأيقونات الفنية التى قدمت الكثير والكثير للفن المصرى، شاكرة القائمين على القناة الوثائقية لتقديم العمل الفخم، قائلة إنها تابعت بشغف اهتمام الجمهور بالفيلم، خاصة الشباب. 

وأشارت إلى أن تقديم مادة متكاملة عن الراحل وعن كتاباته وأعماله المختلفة جاء تلبيةً لاهتمام الجمهور به، الذى تعد أعماله ماركة مسجلة ما زالت تعيش فى الوجدان المعاصر وتجذب الجيل الحالى. 

وأضافت: «تقديم الفيلم خطوة عظيمة نحو تقديم المزيد من الأعمال عن مبدعى وعظماء مصر بشتى المجالات، والعمل قدم إرثًا ثقافيًا وثائقيًا سيكون مرجعية للكثير من الباحثين». 

واختتمت بقولها: «أسامة أنور عكاشة أحد أهم مبدعى مصر، لما له من أسلوب سلس فى سرد قضايا مهمة أرّخت للحياة الفنية وتميزت بمصداقيتها الكبيرة، وتمنت أن يبحث القائمون على الفن فى مصر عن الإرث الفنى الذى لم يستطع تقديمه الكاتب الراحل وأن يعيدوا تقديمه للجمهور».

وأشاد الناقد الفنى أسامة عبدالفتاح بفكرة الفيلم الوثائقى عن شخصية مؤثرة مثل أسامة أنور عكاشة، ولهذا تحمس جدًا للمشاركة، لأن الفيلم يروى شهادات حية عن الكاتب الكبير، مضيفًا أنه كان محظوظًا بمعاصرته.

وأكد أن إنتاج الفيلم وعرضه على شاشة «الوثائقية» شىء جيد فى حد ذاته، بأن يكون هناك محتوى وثائقى عن مبدعين مثل أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد وإسماعيل عبدالحافظ وغيرهم من عظماء الفن الذين لهم بصمة فى تاريخ الدراما التليفزيونية، وكانت أعمالهم تسوق بأسمائهم.

وقال إنه سعيد جدًا لتقديم قناة «الوثائقية» فيلمًا عن أسامة أنور عكاشة، لأنه إحدى أهم أيقونات الدراما فى الوطن العربى، متابعًا أن عكاشة كان قادرًا على قراءة الحياة بكل تفاصيلها، ما يؤكد أنه كان كاتبًا استثنائيًا.

جمال عبدالحميد: كتاباته تناسب أى عصر.. ومن أسباب عملى بالإخراج

عبَّر المخرج جمال عبدالحميد عن سعادته بالمشاركة فى عمل وثائقى يؤرخ لواحد من أهم كتّاب الدراما المصرية، الذين يجب ذكرهم بفخر فى تاريخ الفن والأدب المصرى.

وقال «عبدالحميد»: «الكاتب الراحل كانت له نظرة مستقبلية فى أعماله، فحين نشاهد أى عمل منها، نشعر بأنه يخاطب العصر الحالى، وليس فى حقب زمنية سابقة، وهى عبقرية فى الكتابة ومهارة لا تتاح لأى كاتب». وأضاف: «أتذكر للراحل مدى حبه وارتباطه بأصدقائه، فقد كان هناك عدد من الأصدقاء الذين يتواجدون معه بشكل مستمر، ودائمًا ما يدعوهم إلى منزله ومجلسه، مع وجود ارتباط وثيق للغاية بينهم». وأتم: «الكاتب الراحل كان صاحب عقلية متفتحة وذا بصيرة جبارة، يفهم كل معانى الحياة، ويعلم الكثير عن أمور المصريين، وتعلمت منه السيناريو، وكان من أسباب دخولى عالم الإخراج، بعد أن كنت متخصصًا فى الإعلان».

أسرة «سيد الدراما»: صُنّاع الفيلم الوثائقى محترفون وحرصوا على الإبداع فى مختلف الجوانب 

عبّرت الإعلامية نسرين أسامة أنور عكاشة، نجلة الكاتب الراحل، عن سعادتها الكبيرة بتقديم سيرة والدها مؤلف الروائع فى فيلم وثائقى يحكى سيرته وأعماله وشخوصه فى عمل وثائقى من إنتاج قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة.

وقالت: «فى البداية تواصل معى قطاع الوثائقيات بالشركة المتحدة، ورأيت اهتمامًا كبيرًا للغاية، وطلبوا منى الاجتماع الأول فى مكتب والدى لطلب بعض المعلومات المبدئية، فرحبت كثيرًا بالفكرة والاهتمام الواضح، وبأنهم مصرون على تقديم عمل مختلف وليس روتينيًا ولا عملًا يستغل اسم الراحل».

وأضافت: «الصنّاع أظهروا اهتمامهم بالشخصية وأعمالها، وتم الاتفاق على بعض الأمور وأبدينا موافقتنا على طلب التعاون وتوفير كل المعلومات وتقديم سبل الدعم من باب أنه واجب علينا التعاون فى هذا الأمر».

وواصلت: «الأمر بدأ يتجه إلى طريق أكثر جدية، من خلال تحديد الخط الزمنى لتقديم العمل وإنتاجه بشكل محترم ومختلف، وأستطيع أن أقول بكل تأكيد إن البداية كانت مبشرة وكانت تؤكد أنهم يريدون الوصول إلى نتائج مختلفة ومميزة».

وتابعت: «هناك مجهود كبير تم بذله فى التحضير للعمل، فلم يتركوا تفصيلة إلا ووقفوا عندها، وطوال الوقت كانوا يتعاملون مع الشخصية بحب ويريدون توثيق حياتها فى عمل».

وحول الضيوف والشخصيات التى شاركت بشهاداتها فى الفيلم، قالت: «ما لاحظته أثناء التصوير أن كل من شارك فى الفيلم كان لديه استعداد للحديث بالساعات دون ملل أو توقف، لأنهم يعرفون قيمة من يتحدثون عنه ويحبونه».

وأضافت: «فى البداية تناقشنا حول الضيوف، وأخذوا رأينا كاستشارى فى اختيار الشخصيات، ودائمًا ما كنا نتلاقى فى فكرة اختيار أشخاص أساسيين قادرين على الخروج بتفاصيل معينة فى مشوار والدى، ويقدمونها فى شكل معلومات على الشاشة بشكل مختلف وثرى وبوضوح وصدق، وكان هناك أشخاص كان من المفترض وجودهم، ولكن ظروف ما حالت دون حضورهم، ولكن مَن حضر كان إضافة قوية للفيلم».

وذكرت أن ما سمعته من الضيوف يكفيها كابنة للراحل أسامة أنور عكاشة وتكفيها نظرة الحب فى أعينهم، موضحة: «لا يهم من يقول تلك الكلمات أكثر من أن ما يقال يكون صحيحًا، والفيلم به مادة رهيبة ومكثفة عبرت عن جوانب مختلفة عند والدى».

وكشفت عن أنها لمست اهتمامًا واضحًا بداية من الشركة المتحدة وقطاع الإنتاج الوثائقى، وكل العاملين فى الفيلم بكل التفاصيل، حيث راعوا ألا يكون هناك استسهال، وكان الجميع لديه إدراك بقيمة الشخص الذى يوثقون له والرسالة التى يقدمونها خلال الفيلم، وكانوا يعرفون أن المعنى هو تقديم رسائل مهمة لكل من يشاهد العمل.

وتابعت: «تقديم أعمال وثائقية عن رموز مصر بالنسبة لنا كأسرة مثل كل الأسر أمر مهم، وكان لدينا شوق وحب لمشاهدة أعمال وشخوص لم نرهم من قبل، ودائمًا ما أتذكر كلام والدى حين كان ينظر إلى أحفاده ويقول أنا خائف على هذه الأجيال، ويجب أن يشاهدوا ويعرفوا أشياء كثيرة، وهذا ما قلته فى الفيلم».

وأكملت: «حين ننظر إلى أبنائنا نجد أنهم لا يعرفون الكثير، وفكرة وجود جهة ما مثل (المتحدة) تهتم بالإنتاج الوثائقى الذى لا يسجل ولا يوثق بل يقدم المادة التى تجذب نظر أجيال كاملة، تعمل على زيادة الوعى لديهم أمر مهم للغاية، وهو ما تابعناه مع أبنائنا ورأينا كيف يتابعون ويستوعبون قيمة ما يقال عن هؤلاء العظماء».

واختتمت بقولها: «رأيت اهتمامًا واستمتاعًا كبيرًا لدى أبنائنا بعد إثارة فكرة المعرفة ومحاولة الاهتمام والارتقاء بالذائقة الفنية»، موجهة شكرها لكل القائمين على إنتاج تلك الأعمال.

رءوف عبدالعزيز: لم أغير كلمة فى سيناريو «الباب الأخضر»

قال المخرج رءوف عبدالعزيز إنه لا يستطيع التأخر عن المشاركة فى عمل يخص أسامة أنور عكاشة، لذا كان سعيدًا للغاية باختياره ضمن المتحدثين عنه فى الفيلم الوثائقى، لأنه قيمة وقامة فنية عظيمة أثّرت فى العديد من الأجيال، وكل كتاباته لها طابع مختلف. وأضاف «عبدالعزيز»: «كان لى شرف إخراج عمل من كتابة الراحل أسامة أنور عكاشة، وهو فيلم (الباب الأخضر)، الذى قدمناه العام الماضى، بطولة إياد نصار وخالد الصاوى وعدد كبير من النجوم». وواصل: «كنت مُصرًا على تقديم هذا الفيلم دون أى تدخل فى السيناريو، فقد كان سيناريو محكمًا وسابقًا لعصره، وكما قلت، شرف عظيم لى تقديم هذه التجربة».

ووصف أسامة أنور عكاشة بأنه كاتب ومؤلف لم يتكرر، وامتلك عبقرية كبيرة فى الكتابة، واستطاع أن يشكل وجدان الكثير من الأجيال التى شاهدت أعماله، بالعديد من الشخصيات المميزة التى قدمها فى هذه الأعمال.