المستقبل الأخضر.. توطين صناعة الهيدروجين النظيف في مصر

يتجه اهتمام دول العالم إلى استخدام الطاقة النظيفة ولاسيما الهيدروجين الأخضر، إذ تولي مصر اهتمامًا بتوطين صناعة وإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، باعتباره من أهم مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة.

يعد الهيدروجين الأخضر أحد أهم أنواع الطاقة النظيفة لخلوه من الكربون الذي يصيب البيئة بأضرار كبيرة، إلى جانب سهولة تخزينه ونقله إلى أي مكان، ومن هنا ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، النسخة الرابعة من المائدة المستديرة حول صناعة الهيدروجين الأخضر في مصر، بمدينة العلمين الجديدة، بحضور عدد من الوزراء.

مصر تمتلك البنية التحتية اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر

وفي هذا الصدد قال رئيس مجلس الوزراء أن مصر على استعداد لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، لاسيما أن مصر تمتلك البنية التحتية اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وفي ظل الحاجة المُلحة لاستخدام الوقود النظيف في القطاعات الصناعية.

وأوضح أن مصر يمكن أن تستثمر الهيدروجين الأخضر في قطاعات عديدة، فمثلًا يمكن استغلال عبور 15%، من التجارة البحرية العالمية سنويًا من خلال قناة السويس واعتبارها فرصة مهمة لتقديم خدمات تزويد السفن المارة بالقناة بالوقود الأخضر.

تقليل النفقات في قطاعات الصناعة

الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، أوضح أن هناك توجه عالمي لاستخدام الوقود الأخضر بدلًا من الوقود التقليدي، مشيرًا إلى أهمية الطاقة النظيفة من جميع الجوانب، فضلًا عن جاهزية مصر ونيتها التحتية وإمكانياتها التي تؤهلها لتكون مركزا إقليميًا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.

وأضاف النحاس لـ"الدستور" أن الوقود النظيف ومنه الهيدروجين الأخضر له أهمية قصوى على المستوى الاقتصادي، إذ يسهم هذا النوع في تقليل النفقات والتكاليف في قطاعات الصناعة والإنتاج.

وأكد الخبير الاقتصادي على أهمية توطين استثمارات الهيدروجين الأخضر في مصر، خاصةً في منطقة قناة السويس لتحقيق الاستفادة القصوى من المنطقة الاقتصادية فضلًا عن استغلال عبور الحاويات والسفن وتموينها بالهيدروجين الأخضر.

ومن جانبه أوضح مجدي علام، أمين اتحاد خبراء البيئة العرب، أن الاستراتيجية التي تستعد مصر لإطلاقها لتوطين الهيدروجين الأخضر هي تهدف الى التحول الى البيئة الخضراء والحد من التلوث.

وأشار علام إلى أن الوقود التقليدي الذي يستخدم في الصناعة وغيه يتسب في ارتفاع معدلات التلوث في البيئة، لذا فإن الدول تسعى الآن الى استخدام الهيدروجين الاخضر ضمن الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة.

وأكد علام أن هذا يتماشى مع خطة مصر في الحفاظ على البيئة من التلوث والحد من تداعيات تغير المناخ، عن طريق الحملات التي أطلقتها بزراعة الأشجار والتوسع في المساحات الخضراء فضلًا عن استخدام الغاز الطبيعي بدلًا من الوقود التقليدي.

استراتيجية توطين الهيدروجين الأخضر

• تستهدف مصر زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بما بين عشرة مليارات و18 مليار دولار بحلول 2025، في إطار الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر التى تعتزم البلاد الإعلان عنها خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 27".
• تستهدف الاستحواذ على 8% من سوق الهيدروجين عالميًا، فإن مصر لديها القدرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة في العالم".
• ومن المقرر أن تنخفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر لتصل إلى 1.7 دولار/كجم عام 2050 مقارنة بـ2.7 دولار/كجم عام 2025.
• ستتيح الاستراتيجية أكثر من 100 ألف وظيفة جديدة، بجانب المساهمة في تخفيض واردات مصر من المواد البترولية، وكذلك تقليل انبعاثات الكربون".

يذكر أن مصر تمتلك أنواعًا من الطاقات المتجددة سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، مما يعطي فرصة في التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة في مناطق مختلفة على مستوى الجمهورية؛ بهدف إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في مصر بقدرة 350 جيجاوات، وفي مجال الطاقة الشمسية لدينا إمكانات لإنتاج 650 جيجاوات.