رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الأوشابتي".. حيلة المصريون القدماء للعمل بمكانهم في العالم الآخر

الأوشابتي
الأوشابتي

اعتقد المصريون القدماء بالخلود والحياة بعد الموت، وهذه الحياة إما نعيمًا أو جحيمًا، كما لم يتخلوا في معتقاداتهم في الآخرة، عن العمل، حيث ظنوا أنهم سوف يعملون فيها في حقول النعيم.

فاخترع المصريون القدماء حلاً عبقريًا للقيام بالعمل بمكانهم في العالم الآخر، وكانت هذه الحيلة عبارة عن "تماثيل الأوشابتي".

ما تماثيل الأوشابتي؟

كانت تماثيل الأوشابتي تأخذ شكل المومياء وتتقاطع أيديها على الصدر وتمسك بأدوات مختلفة تعبر عن وظيفتها في العالم الآخر.

ووفقا لمتحف تل بسطا، فإن أقدم ما عُثر عليه من هذه التماثيل إلى الآن، يعود إلى عصر الدولة الوسطى، ثم شاعت في عصر الدولة الحديثة وبعدها.

وعن سبب تسمية تلك التماثيل باسم «أوشابتي»، فهي جاءت من فعل «وشب» باللغة المصرية القديمة بمعنى «يجيب»، لذا نطلق عليها «التماثيل المجيبة»، كما عُرفت هذه التماثيل أيضًا باسم «الشوابتي» أو «الشابتي» منذ عصر الدولة الحديثة.

في البداية وجد العلماء أن أعداد تلك التماثيل في عصر الدولة الوسطى تمثالاً أو تمثالين في المقبرة. 

ومن ثم أخذت أعداد هذه التماثيل في التزايد حتى بلغ عددها في عصر الدولة الحديثة ثلاثمائة وخمسة وستين، أي بعدد أيام السنة، وكان كل واحد منها يقوم بالخدمة ليوم واحد من أيام السنة بدلاً من المتوفى، وفي فترة لاحقة، أُضيفت إليها ستة وثلاثون تمثالاً تمثِّل مشرفيها، ليبلغ إجمالي عدد التماثيل أربعمائة وواحد بالمشرفين، وكان كل مشرف يتابع عشرة من الأوشابتى العاملين، وكان المشرفون يُصوَّرون بملابس الأحياء كي يتم تمييزهم عن العمال. 

أما تماثيل العمال، فغالبًا ما كانت تُزوَّد بأدوات أعمالهم مثل السلاسل والحقائب وأدوات الصيد، وكان بعضهم بلا أدوات.

متحف تل بسطا

يضم متحف تل بسطا، في منطقته الأثرية بالزقازيق، مجموعة من القطع الأثرية التي تعكس تاريخ محافظة الشرقية عبر العصور، ويلقي الضوء على نتاج أعمال الحفائر التي تقوم بها البعثات المصرية والأجنبية بالمحافظة بوجه عام، وفي منطقة تل بسطا تحديدا.

ويحتوي المتحف على مجموعة متنوعة من الآثار منها التماثيل المصنوعة من الطين المحروق، وعدد من المسارج، وموائد للقرابين، ومساند للرأس، وأوانٍ لأحشاء المومياوات، وغيرها من القطع الأثرية التي تعود إلى مصر القديمة.