رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروائي خالد إسماعيل: صناعة النشر تنهار.. والواسطة فتحت لي أبواب "درب النّصاري" (حوار)

الرّوائي خالد إسماعيل
الرّوائي خالد إسماعيل

ما بين أول الكتب المنشورة وصولاً لأحدثها، هناك حكايات عن رحلات الكتاب والمبدعين مع دور النشر وهناك صعوبات ومعوقات مع نشر العمل الأول وهناك أيضًا، مشكلات متكررة ومتشابهة بين المبدعين ودور النشر، سواء فيما يخص تكلفة الكتاب أو توزيعه والعقود المبرمة بين الطرفين أو حتى حقوق الملكية الفكرية وغيرها.

في سلسلة حوارات “الدستور” يحكي الكُتّاب تجاربهم مع عالم النشر ودنيا الكتب التي باتت تهددها حزمة عوامل ما بين أسعار الورق وكلفة الطباعة ومراحل التوزيع في محافظات الجمهورية، خاصة مع مزاحمة ثورة التكنولوجيا وسوق الـPDF.

خالد إسماعيل، روائي وقاص صدر له العديد من الأعمال الروائىة والقصصية من بينها: “درب النّصاري”، “حكايات عائلية”، “عقد الحزون”، “أوراق الجارح”، “26 أبريل”، “أرض النبي”، “زهرة البستان”، “قهوة الصحافة”، “ورطة الأفندي”، “أفندم أنا موجود”، “عِرْق الصبا”، “العباية السودا”، “ومقتل بخيتة القصاصة” وغيرها من أعمال إبداعية نالت اهتمام وإشادة الكثيرين في الوسط الثقافي، ليفتح صدره مع “الدستور” راصدًا ومحلّلاً الكثير من مشاهد الوضع الثقافي وطريقه مع عالم الإبادع.. فإلى نص الحوار:

ــ بداية.. ما الصّعوبات التي صادفتك في طريق نشر كتابك الأول؟

• كثيرة هى الصعوبات التى واجهتنى فى نشر كتابي الأول الذي حمل بين دفتيه مجموعة قصص بعنوان"درب النّصارى" الصادر عن سلسلة "إبداعات ـ هيئة قصور الثقافة " في 1997، كان أبرزها تأخّر نشره بعد ان ظل الكتاب قابعًا فى أدراج الهيئة نحو عامين وحرّكته "الواسطة".

- وكيف حرّكت كتابه ليخرج إلى النور بعد عامين من التجاهل؟

• يضحك وهو يسحب نفسًا عميقًا من سيجارته التي قاربت أن تحرق عذابات ما عاناه مع الناشرين ليرد:"كان الصّديق أشرف مفيد، الصحفي بجريدة الأهرام هو مَن قام بمخاطبة حسين مهران، رئيس الهيئة؛ ليستعجل نشرالكتاب وكذلك فعل الصديق الراحل مجدى حسنين الصحفى بجريدة" الأهالى"، أما مَن تقدم بالمجموعة نيابة عنى، مشكورًا، فهو الشاعروالروائي والصحفي يوسف وهيب وصدرت المجموعة القصصية ولاقت نجاحًا كبيرًا قدمها الكاتب الراحل حسين عبدالعليم وسعيد الشحات في جريدتي "الأسبوع " و"الدستور" (الإصدار الأول) وقدمها الإعلامي القاص إيهاب دكروري ضمن برنامجه "كاميرا وقلم " على "القناة السابعة " وكان أول برنامج يقدم جيل التسعينيات لجمهور التليفزيون.

- ما المشاكل التي واجهتها بخصوص حقوق النشر والملكية الفكرية؟

• حقوق الملكية الفكرية منصوص عليها فى عقود النشر، ولم أحصل عليها باستثناء نسخ المؤلف وهى تتراوح بين 10 - 50 نسخة وانخفضت مؤخرًا إلى 5 نسخ فقط، فأنا شخصيًا كلما قرأت عبارة "يحصل الطرف الثانى على نسبة كذا من المبيعات" أضحك وأقول:"هوّ حد عارف اللى هيطبع من الكتاب كام نسخة عشان يعرف يحدد النسبة بتاعة الأرباح"، وكلما فاتحنى ناشر بكلام وضمّنه بجملة "نسبة المؤلف من الأرباح"، ضحكت وأضحكته معى وأنا أقول له:"يارااجل، سيبها لله".

- كيف تواجه هذه المشكلات مع الناشر.. وما أصعب موقف تعرضت له؟

• من المهم استعراض تجربتي مع الناشرين، منهم الأحمدى رحمه الله، طبع روايتى الأولى "عقد الحزون" بصورة رديئة ، و"توسط لى" إيهاب دكرورى وعبد الإله دكرورى بصفتهما من أعيان المنيا ومركز أبوقرقاص" ووافق على إعادة طبع الرواية وأعطاني نحو 50 نسخة وكنت أنا من دفع تكاليف الطبعة الأولى "1500 جنيه" "وذلك فى العام 1999 "ولوحة الغلاف كانت هدية من الفنان الراحل د.خلف طايع والغلاف "أربعة أفلام مفصولة"، كل فيلم لون وهذه تفاصيل طباعية معروفة فصلت فى دار الهلال هدية من الدكتور طايع وخطوط الطبعة الأولى كانت منه ومن الخطاط الراحل حامد العويضى وانتشرت الرواية واشتهرت وكتب عنها الراحل الكبير الروائى عبدالوهاب الأسوانى وفاروق عبدالقادر ولم أحصل من الأحمدى على نسبة أرباح ولم يكن بيننا أي عقود.

الروائي خالد إسماعيل

-  هل قمت يومًا بسداد كُلفة نشر كتاب لك؟

• الناشر محمد هاشم صاحب "دار ميريت " نشر لى 6 كتب، أحدثها "مقتل بخيته القصاصة" ولم يتقاض من مليمًا واحدًا وأعطانى عشرات النسخ من كل كتاب وروج لأعمالى فى كل المواقع المهتمة بالكتب والصحف والمعارض فى الداخل والخارج وكذلك فعل الناشر، د.فارس خضر صاحب "دار الأدهم "، لكن دارالعين التى طبعت لى روايتى "عرق الصبا" حصلت منى على (1200 جنيه) نظير تصميم الغلاف وأعطتنى 10 نسخ، وصرحت لجريدة "الصباح" بقولها إن "عرق الصبا من الكتب الأكثر مبيعا فى المعرض" ونشرت التصريح على حسابي بموقع "فيسبوك" ثم مرت عدة شهور وفوجئت بالسيدة فاطمة البودى تقول لى فى مكالمة هاتفية:"روايتك باعت نسختين" فقلت ساخرًا: "أنا وحدى اشتريت خمسة" والهدف طبعًا كان التهرب من دفع نسبتى فى الأرباح "الوهمية طبعًا" المنصوص عليها فى العقد الذى ينتهى بنهاية العام الجاري ومن بعدها لم أكرر التعاون معها وأصدرت روايتى "حكايات عائلية وقهوة الصحافة" فى "الأدهم" وأصدرت هذا العام مجموعتى القصصية "مقتل بخيته القصاصة" من "دار ميريت" وعاهدت نفسى على عدم التعاون مع "دار العين" ما دمت حيًا.

ــ أخيرًا.. هل ترى أن صناعة النشر في تقدم أم تراجع؟

• صناعة النشر تنهار والسبب الجشع الذى يتمتع به بعض الناشرين وسيطرة "رأس المال الأسود" وعمليات "غسيل الأموال " على سوق النشر وهناك ناشرون محترمون بالطبع يعانون مثلنا نحن المؤلفين، لكن هذا الوضع كارثى على الجميع وهناك النشر الحكومى الذى يتمتع به المحافظون والمقربون، المحافظون الذين يكتبون الكلام اللطيف الآمن، والمقربون وأقصد بهم "الدكاترة " و"الصحفيون" من أصدقاء المسؤولين عن النشر فى وزارة الثقافة.

قهوة الصحافة.. من الأعمال الإبداعية للروائي خالد إسماعيل
رواية أوراق الجارح