رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كان ينام على الحصير ويسمع الربابة".. كواليس السنوات الأولى في حياة طه حسين

طه حسين
طه حسين

كشف اللواء حمدى البطران في كتابه "طه الذي رأى" عن السنوات الأولى في حياة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وكيف كانت طفولته، فقال: “كانت حجرة نوم الطفل طه حسين، عبارة عن حصير مفروش على الأرض وفوقه لحافٌ من القطن، ولحاف آخر يتغطّى به في أيام البرد والشتاء، ويظل صوتُ الشاعر يتردد داخله حتى يتلاشى تدريجيًّا ويكون الطفل قد استغرق في النوم”.


وأشار إلى أن طه حسين عندما كانت تصيح الحيوانات، وصراخ أطفال، وأصوات الحمير ونباح كلاب، كان يسأل أمّه عن تلك الأصوات فتجيبه بأسماء أصحابها، أمّا في الليل فقد سمع شيئًا جميلًا، أنصت إليه. 


وأوضح البطران، أن طه حسين كان يقف طويلًا ويديه على السياج ليستمع إلى غناء الشاعر على الربابة، وكان يشعر بالضيق والغيظ كلما جاءت أخته لتأخذه مبكرًا كعادة أسرته من الفلاحين، فكان يرفض أن يطاوعها فتضطر إلى شدّه من ملابسه، وعندما لا يطاوعها تحمله بين يديها مثل عود البوص الخفيف.


كيف كانت تتعامل والدة طه حسين مع عاهته؟
وقال البطران: كانت والدة طه حسين ذكيّة، رغم أنها فلاحة ولا تقرأ ولا تكتب، وليس لديها المعارف التي تشكّلت للأمهات في عصرنا الحديث، لكنها عرفت احتياجات الطفل الذي يعيش فقط في عالم اللمس والأصوات، وتعوّدت الأم أن تشرح لابنها عالم الأصوات التي لا يستوعبها. 


والدة طه حسين تعلمه كيفية التعامل مع الأصوات المختلفة
وأكمل: فعلّمتْه حوارَ الماشية، وعرف الفرق بين صوت البقر والجاموس، وصوت المواشي عندما تشبع وتجترّ ما أكلَتْه، وصوت نباح الكلاب ونهيق الحمير ومواء القط، وصوت الجرذان التي تقرض الأشياء ليلًا، وصراخ الجربوع الذي ينقضّ على طيورهم فجرًا.


أصوات يخاف منها طه حسين
وبحسب ما قاله البطران في كتابه: إن طه حسين كان  يسمع أصواتًا غريبة، ربما ليست حقيقية ولكنها متخيلة، كصوت ماءٍ يغلي في إناء على الكانون، أو صوت صراخ أرنب تُنزع أحشاؤه، أو غرابٍ ينعق، أو حمار ينطلق في الشارع خلف حمارة. 


وكانت تلك الأصوات المتخيلة تصيبه بالرعب، وتجعل النوم يهرب منه في ليالٍ كثيرة، وكان يعيش مع عالمه المرعب حتى ينام بعد رعب شديد.