رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طى الغضب «1-2»

عام من الزمن فترة كافية لتطور أداء الشيخ «على»، والتحول من مجرد ضيف يطرح رأيه ووجهة نظره فى الشروح والتفاسير القديمة إلى ضيف ثابت يدافع عن قداسة الشريعة، وها هو ينفرد ببرنامج جديد، سنضعه على الخريطة أول يونيو، ويصبح محل نقاش فى القناة، ينبهنى مستر راضى مدير البرامج: 

- صحيح أداؤه تطور، لكنه لم يصبح نجمًا.

- والمطلوب؟

- تفعيل وجوده، الدخول فى جدل.

اقترحت:

- معارك فكرية. 

أجاب ساخرًا:

- معارك إيه يا أروى؟ خفيف، خفيف.. الكتب مليانة بموضوعات مثيرة للجدل.

اتفقت مع الدكتور «على». 

- هل حصل على الدكتوراه؟

- باعتبار ما سيكون، هو حصل على الماجستير وسجل للدكتوراه. المهم الدكتور أرسل لى قائمة بآراء فقهية مثيرة للجدل، سأرسلها لك على الواتس، ونضعها على صفحة البرنامج ونشيرها للمواقع.

عايزين نجم الدكتور يلمع، ودى مصلحة الكل.

نظرت فى القائمة: حكم الاقتراض للحج، الزوجة غير ملزمة بخدمة زوجها.. ما يميز الشيخ «على» ذكاؤه الشديد، وقدرته على استخدام كلمات تحتمل أكثر من وجه، وأكثر من تفسير، بما يرضى من يستمع له، هادئ ورصين، مستمع جيد، متفهم نفسية المشاهدين، بما يجعل المتصلين من المشاهدين يرتاحون للحديث معه، وهو لا يصدر أحكامًا، بل يجعل المشاهدين يصلون للحكم الذى يبحثون عنه. 

قدرته على النفاذ إلى عقول مستمعيه مكنته بعد شهور قليلة من عمله فى «مسجد صلاح الدين» أن يكسب ود «جدى» الذى اقترح علىّ استضافة الشيخ فى أحد البرامج:

- أنا ممكن أكلم المهندس «صلاح ثابت» صاحب القناة، لكن عايز أشوف شطارتك.

- تؤمر يا جدى، لكن هحتاج أشوف له فيديوهات، أحاديث، هل لديه قناة على اليوتيوب؟

- لا أعرف هذه التفاصيل، خذى رقمه، وتواصلى معه. 

اتصلت به، رحب باتصالى، وتحدث بتلقائية وبساطة أدهشتنى. 

- لدينا ثلاثة برامج يمكنك الظهور فيها. 

- ما ترينه مناسبًا، أنا أثق بك.

- لكنك لا تعرفنى. 

- ربما لا أعرفك الآن، لكن الأرواح جنود مجندة.

رشحته لنجمة القناة وصديقتى «ميادة شاهين»، خاصة وقد عرفت أنهما بلديات من محافظة الدقلهية، اشتهرت ميادة بتقديم برامج المنوعات، ولديها رصيد كبير من الأصدقاء النجوم بسبب خطوبتها للمطرب «حسام مجدى»، وفجأة أعلنت ميادة عن ارتدائها الحجاب، وعندما تقدمت باستقالتها، رفض مدير القناة الاستقالة، وقال: لماذا لا تقدمين برنامج فتاوى للمرأة المسلمة، نطلق عليه فتاوى الأسرة.. تتمتع ميادة بخفة دم كبيرة، وطلة وقبول على الشاشة، وفيها ملمح شعبى يجعلها قريبة من الجمهور، لكنها منعدمة الثقافة الدينية، نبهه مدير البرامج، فقال كلمته الخالدة: وماذا يفعل الإعداد؟ املأوا رأسها الفارغة بكل ما تريدون. حققت ميادة نجاحًا كبيرًا، وتنقلت بحجابها من قناة لأخرى، صارت سيدة مجتمع تصاحب «الحاجات» فى الحج السياحى السبع نجوم، لديها «تيم شير» فى فندق «فيرمونت الساعة»، لكنها تكون وسط السيدات فى مخيمى عرفات ومنى، أكسبها هذا سمعة وشهرة دينية وأموال وهدايا من الشركة المنظمة، وعلاقات واسعة مع وزراء ورؤساء بنوك ورجال أعمال، خلال تناول الطعام فى المطعم الخاص بالمجموعة فى فندقى «أوبورى» فى المدينة، وفيرمونت الساعة فى مكة.

تعرفت على ميادة عن قرب منذ عملت بالقناة، فبمجرد انتهاء دراستى أخبرتنى طنط «هند» عمة ماما بأنها ستحدث ميادة عنى، فقد شاركتها الحج موسمين متتاليين، قلت لها: جدى صديق صاحب القناة، قالت جدك سيفتح لك باب القناة، لكن ميادة ستقودك وتعلمك فى الداخل.

وكما ساعدتنى، كانت ميادة هى النافذة التى أطل من خلالها على المشاهدين، وبالتدريج صار ضيفها الوحيد، ورشحته ليكون الداعية المصاحب لحجاج أرقى شركة حج سياحى. 

توقعت أن تغضب من تخصيص برنامج له، لكنها ضحكت عندما أخبرتها:

- بالعكس، أنا من اقترحت على المهندس صلاح أن يصبح له برنامج منفصل. 

- معقول. ليه؟

- هقولك علشان إنت صحبتى، الموضوع ببساطة إنى بحافظ على برنامجى، برنامجى لازم يفضل برنامج ميادة، وإذا استمر هو ضيف هيبقى برنامج «الشيخ على» وأنا مجرد ديكور. 

- وبرنامجك؟

- هستضيف شيخ جديد وألمعه، وقبل ما يبلع برنامجى هشوف له برنامج لوحده.

- وأنت هتستفيدى إيه؟ 

- اللى مفروض وهيحصل رضيت أو مارضيتش، أنا اللى أقترحه، وأبقى صاحبة فضل. 

- يعنى خلتيها بجميلة.

- هههه، حبيبتى إحنا عايشين جمايل.

تمتلك «ميادة» ذكاءً فطريًا، وقدرة على الاستمتاع بالحياة بكل ما فى يدها.